سورية ترقص أمام معالم باريسية مقفرة

اختارت شابة سورية تعيش في باريس الرقص في ساحات فرنسا المقفرة وانتقلت بخطواتها الراقصة بين مختلف أشهر المعالم الباريسية التي ساد الصمت أرجاءها وأقفلت الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فايروس كورونا أبوابها أمام الزوار.
باريس - سبق ليارا الحاصباني أن رقصت في ساحات فرنسية محاطة بجموع من الفضوليين، إلا أن الراقصة ومصممة الرقص السورية وقفت هذه المرة وحيدة أمام نصب ومتاحف باريسية مقفرة بسبب الإجراءات المتخذة لاحتواء وباء كوفيد – 19.
وأدت الراقصة السورية البالغة من العمر 26 عاما وهي تضع قناعا أبيض بعض خطوات الباليه في ساحات مقفرة خالية من ضجيج الحياة بسبب التزام عالمي بالحجر الصحي للوقاية من كورونا.
واختارت الحاصباني لأداء خطوات رقص مختلفة معالم معروفة مثل هرم متحف اللوفر وكنيسة ساكري كور أو قصر غارنييه الذي لم يستقبل راقصي الباليه منذ أكثر من شهر فضلا عن ملهى “مولان روج” الليلي وقوس النصر.
وقد التقطت صور للراقصة التي درست الباليه والرقص المعاصر في المعهد العالي للفنون في دمشق أمام كاتدرائية نوتردام وبرج إيفل كذلك.
كما رقصت في ساحة تروكاديرو الفارغة أمام برج إيفل في باريس، في اليوم السابع والثلاثين من الإغلاق في فرنسا لوقف انتشار كورونا.
الحاصباني اختارت لأداء خطوات رقص مختلفة معالم معروفة مثل هرم متحف اللوفر وكنيسة ساكري كور
وكان ملهى مولان روج الشهير ومتحف اللوفر وبرج إيفل من بين المعالم السياحية الرئيسية في العاصمة الفرنسية باريس التي أغلقت أبوابها بعد أن حظرت الحكومة التجمعات لأكثر من 100 شخص للحد من انتشار كورونا.
وأكد الملهى أنه سيغلق أبوابه أمام الجمهور حتى إشعار آخر.
وقالت إدارة متحف اللوفر إن البرج سيعاد فتحه بمجرد أن تسمح الظروف الصحية بذلك.
وقالت الراقصة السورية التي باتت مصممة رقص أيضا “رؤية هذه النصب والمعالم مقفرة تولّد شعورا غريبا”.
وأكدت أن مشاعر متناقضة تتملكها “فأنا أستمتع بالمدينة من دون ضجيج ومن دون السياح لكنها في الوقت عينه حزينة كما لو أنها مهجورة”.
ووقفت الراقصة أيضا على بلاط ساحة حقوق الإنسان المطلة على ساحة تروكاديرو. وهنا في المكان نفسه وفي ساحة الجمهورية كذلك، التقت الفنانة أول جمهور أجنبي لها قبل سنوات قليلة من خلال تصميم رقصة تحيي ذكرى المئات من الأطفال الذين قضوا في هجوم كيميائي قرب دمشق في أغسطس 2015.
وأفادت الحاصباني بعد هذا العرض “ألهمتني الصور، حاكيت وضعيات الأطفال وانكماش أجسامهم” بعد الوفاة، مشددة على أنها عقدت العزم على “رفع الصوت كي لا ينسى العالم” حول ما يجري هناك.
وكانت الشابة العشرينية تضع اللمسات الأخيرة على مكياجها لأداء دورها في “روميو وجولييت” في دمشق عندما اكتشفت أن والدها تعرض للتعذيب حتى الموت. وغادرت سوريا قبل ست سنوات ووصلت لأول مرة إلى مدينة روشفور الساحلية جنوب غرب فرنسا، ثم انتقلت إلى باريس في 2016، حيث بدأت تطلّ على جمهورها الأجنبي للمرة الأولى بعيدا عن مسارح دمشق. وهي الآن عضو في ورشة الفنانين في المنفى.
وشعرت الراقصة السورية في الأيام الأولى من الإقامة في العاصمة الفرنسية بصدمة من نمط الحياة الباريسية، ثم زارت أوبرا غارنييه الشهيرة حيث انتابها تأثر شديد. وتقول “حين رفع الستار انفجرت بالبكاء”.