سفينة النصر البريطاني تقاوم الإهمال

تاريخ السفينة يرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الأدميرال نيلسون الذي حقق سلسلة انتصارات ضد بحرية نابليون.
الثلاثاء 2024/08/27
"فيكتوري" تحتل مكانة خاصة في قلوب الإنجليز

بورتسموث (بريطانيا) - نجت السفينة الحربية “آتش.أم.أس فيكتوري” من قذائف مدفعية بحرية نابليون، ومن قنبلة خلال الحرب العالمية الثانية، وحتى من مشاريع لتفكيكها… غير أنها تواجه خطرا فتاكا جديدا مصدره حشرات تهدد هيكلها.

وتشكل هذه السفينة التي شُيّدت عام 1759، رمزا للتراث البحري البريطاني. وقد توفي الأدميرال نيلسون على متنها خلال معركة الطرف الأغر (ترافالغار) في عام 1805.

وفي كل عام، يأتي حوالي 350 ألف شخص لمعاينة هذه السفينة في الحوض الجاف منذ عام 1922 في بورتسموث، في جنوب إنجلترا.

وتخضع “آتش.أم.أس فيكتوري” حاليا لعملية تجديد بقيمة 45 مليون جنيه إسترليني (59.35 مليون دولار)، يُعتقد أنها ثاني أكبر مشروع ترميم في أوروبا بعد ورشة ترميم كاتدرائية نوتردام في باريس بعد الحريق الذي أتى على أجزاء واسعة منها سنة 2019.

وبات هذا التجديد الكبير ضروريا بعد رصد انتشار للعفن على جزء كبير من هيكل السفينة الخشبي.

وقد تسربت مياه الأمطار إليه، ووجدت حشرات فتاكة تُسمى الخنافس الكبيرة ما تقتات عليه عند هذا الهيكل.

ويقول رئيس مشروع الحفاظ على السفينة سايمون ويليامز، إنه لولا اتخاذ إجراءات عاجلة، لكان وضع “آتش.أم.أس فيكتوري” قد استمر في التدهور، ما يؤدي إلى “فشل هيكلي كارثي”.

ويعمل نجارون متخصصون على استبدال أجزاء معينة من الهيكل، سيصار بعد ذلك إلى تغطيتها بطبقة خارجية جديدة مقاومة للماء.

Thumbnail

ويعمل مديرو المشروع مع خبراء من جامعة ساوثمبتون لضمان استخدام مواد حديثة بهدف ضمان أقصى عمر ممكن للسفينة.

لكن بحسب النجار جيمس هايكرافت، فإن التقنيات التي كان يستخدمها أسلافه قبل 250 عاما لا تزال سارية.

ويقول “لم يتغير الأمر كثيرا”، وذلك خلال استخدامه منجرا ومطرقة وإزميلا على جزء تمت إزالة الخشب الفاسد منه.

وبمجرد اكتمال العمل الجاري حاليا في القسم المركزي من السفينة، سيكرر النجارون العملية على مقدمة السفينة ومؤخرتها. بعد ذلك، سيأتي دور الصواري، في عملية قُسمت إلى مراحل لعدم وقف تدفق الزوار.

ليست هذه أول مرة يتم فيها إنقاذ سفينة “فيكتوري”. فقد كانت لدى ضباط كبار في البحرية البريطانية خطط لإزالة معظم الطبقات المختلفة وتقليصها إلى طبقتين غير أن ذلك أثار غضبا شعبيا، ما أدى إلى التخلي عن المشروع.

ويقول سايمون ويليامز “ارتباط السفينة بمعركة ترافالغار هو الذي أنقذها، لكنني لا أعتقد أن البحرية مهتمة جدا بالسفن الحربية”.

كما أن “فيكتوري” تحتل مكانة خاصة في قلوب الإنجليز، إذ يرتبط تاريخها ارتباطا وثيقا بتاريخ الأدميرال نيلسون الذي حقق سلسلة انتصارات ضد بحرية نابليون، ولاسيما انتصار ترافالغار.

18