"سفينة التذوق" السعودية في مدينة تورينو الإيطالية

تشارك هيئة فنون الطهي السعودية زوار فعالية “سالون ديل قوستو – تيرا مادري” في تورينو تجربة تذوق الأطعمة والمكونات الغذائية المهددة بالاندثار في المملكة. كما تقدم عرضا تعريفيا توعويا لصون أساليب الغذاء والحفاظ على التراث الغذائي.
الرياض - تستعد هيئة فنون الطهي السعودية للمشاركة للمرة الثانية في فعالية “سالون ديل قوستو – تيرا مادري”، التي تنظمها منظمة “سلو فود” في تورينو الإيطالية، وذلك خلال الفترة من الخامس والعشرين إلى الثلاثين من سبتمبر الجاري، بجناح “مذاق الثقافة السعودي”، وجناح “أطلس الغذاء الدولي”، والتي سيتم من خلالها عرض عدة فعاليات وأنشطة متعلقة بفنون الطهي السعودي.
ويتضمن جناح “مذاق الثقافة السعودي” التجمعات المحلية التي أُنشئت بالتعاون مع المنظمة العالمية “سلو فود” التي تعمل على تعزيز تعليم التذوق، والدفاع عن التنوع البيولوجي، وضمان التنمية الاقتصادية للطهي.
ويحتوي الجناح على ركن خاص بمبادرة “سفينة التذوق” التي سيحظى الزوار من خلالها بفرصة التعرف على الأطعمة والمكونات الغذائية المهددة بالاندثار في المملكة والجهود المبذولة للمحافظة عليها، كما ستقدم الهيئة جناح “أطلس الغذاء الدولي” الذي يقدم عرضا تعريفيا توعويا، لصون أساليب الغذاء والحفاظ على التراث الغذائي، بالإضافة إلى تقديم عدة أطباق سعودية للزوار لتجربتها.
وتشهد مشاركة الهيئة في الفعالية، تقديم عدد من ورش العمل والجلسات تقدمها “جمعية الطهي”، للتعريف بأساليب وتقنيات فنون الطهي السعودي. وتأتي مشاركة الهيئة كجزء من إستراتيجيتها لترسيخ وإبراز ثقافة الطهي السعودي، وارتباطها بالمجتمع وعاداته، ونشرها عبر مختلف المشاركات العالمية.
13
مجتمعا جديدا للأغذية المهددة بالانقراض في كل منطقة سعودية، وانضمام 60 منتجا جديدا إلى سفينة التذوق وهو الأرشيف الدولي للمنتجات التي على وشك الانقراض
وفي الدورة الماضية قدّمت هيئة فنون الطهي وشبكة سلو فود الإيطالية النتائج الملموسة الأولى لمشروع تكوين “سلو فود السعودية”، الذي يروّج لتراث الطهي الغني في السعودية وتنوّعه البيولوجي، كما يروّج لمنتجي الأغذية والطهاة والحِرفيين الذين يحفظون تراث الطهي ويطمح المشروع إلى حماية التنوع البيولوجي المحلي، وتسليط الضوء على أهمية المنتجات التقليدية.
وقالت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي ميادة بدر “إن شبكة سلو فود تُعد حركة عالمية تعمل لضمان الغذاء الجيد والنظيف والعادل للجميع، والدفاع عن التنوع الثقافي والبيولوجي، وتعزيز التثقيف الغذائي، إلى جانب نقل المعارف والمهارات التقليدية، والتأثير على السياسات في القطاعين العام والخاص، وذلك كجزء من الإستراتيجية المشتركة التي صاغتها هيئة فنون الطهي السعودية مع تأسيس شبكة سلو فود في المملكة العربية السعودية”.
من جانبه، قال باولو دي كروس الأمين العام لشبكة سلو فود “لقد عملنا في السعودية مع الذين يزرعون ويعتنون بطعامنا يوميا من المزارعين والطهاة والمهندسين الزراعيين، وتكمن الخطوة الأولى من ذلك العمل في وجود منتجات جديدة على سفينة التذوق ‘آرك أوف تايست’، وإنشاء 13 مجتمعا سعوديا للأغذية المهددة بالانقراض”، مضيفا “نطمح إلى إنشاء مجتمعات ذات ممارسة مستقلة، حيث يقود بعضها مزارعون يربّون الحيوانات، بينما يقود البعضَ الآخر طهاة يعيدون نشر المكونات التراثية والتقليدية التي تم تهميشها من خلال استيراد الوجبات السريعة ومثيلاتها من المكونات الأخرى التي تسهم في زيادة الأمراض المزمنة، وتُقوّض السيادة الغذائية للمملكة”.
وقال ريتشارد مكارثي، عضو مجلس شبكة سلو فود، “شهدنا بفضل هذا المشروع على إنشاء مجتمعات في السعودية بأكملها، والآن نحن مستعدون لمواصلة المشروع جنبا إلى جنب مع هذه الشبكة الجديدة على الأرض، وبفضل دعم هيئة فنون الطهي، فإننا نطمح إلى تطوير مسارات جديدة لتذوق الطعام، وتعريف التنوع البيولوجي السعودي المذهل للعالم بأسره، وتفخر شبكة سلو فود، بوصفها جامعة ورائدة ومسؤولة عن توجيه حركة الغذاء الأوسع، بالمساهمة في هذه الثروة من التنوع البيولوجي للأغذية الزراعية السعودية المعروفة”.
وفي نهاية هذه المرحلة الأولى التي تُعد جزءا من تعاون مدته ثلاث سنوات، تم إنشاء 13 مجتمعا جديدا للأغذية المهددة بالانقراض في كل منطقة سعودية، وانضمام 60 منتجا جديدا إلى سفينة التذوق وهو الأرشيف الدولي للمنتجات التي على وشك الانقراض، كما تم تسجيل ما مجموعه 135 عضوا في سلو فود السعودية من 13 منطقة بالمملكة، حيث جرت تسمية كل مجتمع تبعا لمنطقته: الرياض، المدينة المنورة، مكة المكرمة، الشرقية، عسير، القصيم، تبوك، الجوف والباحة.
وتُعد جميع المجتمعات في المناطق الـ13 مجتمعات رائدة في مشاريع “سلو فود” الأخرى، فعلى سبيل المثال تعمل منطقتا المدينة المنورة وعسير على تطوير مسارين في مشروع السياحة من أجل الأكلات التراثية والتقليدية (رحلات سلو فود) الذي يقدم نموذجا جديدا للسياحة.
ويتكوّن من لقاءات وتبادلات مع المزارعين، وصانعي الجبن، والخبازين الذين سيكونون رواة فريدين لمناطقهم وتقاليدهم المحلية. وخلال السنة الأولى من المشروع وبالتعاون مع المجتمعات المحلية، وُضِع الأساس لإنشاء أسواق المزارعين المستوحاة من نموذج سلو فود الدولي لأسواق الأرض.
وقد اختير أول 60 منتجا سعوديا على “سفينة التذوق” بعناية، وذلك وفقا لاعتباراتها الثقافية وأهميتها في الطهي، وتختلف المنتجات من التمر والعسل والتوابل والحبوب والفواكه والخضراوات إلى اللحوم ومنتجات الألبان التي تُزرع في المملكة منذ قرون، كما تطمح “سفينة التذوق” إلى زيادة الوعي حول الأطعمة السعودية، وتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الموروث الغذائي المحلي، وتشجيع الناس على دعم المستهلكين الذين يمكنهم المساعدة في الحفاظ على هذه الأطعمة الفريدة والمهمة للأجيال القادمة، وسيسهم هذا البحث بشكل كبير في حماية التنوع البيولوجي للتراث الغذائي للمملكة.