كيف ننجز عملية الانتقال من مجتمعات مغلقة عقائديا ومذهبيا وطائفيا، إلى مجتمعات مفتوحة ومنفتحة، تتواصل وتتفاعل وتتعايش وتحترم خصوصيات أشخاصها، وتحترم حريات أفرادها.

لقد صيّرت تقنيات التواصل الحديثة العالم أكثر انكشافا فالاختراقات ممكنة والتسريبات ممكنة بل يبدو الحال كما لو أننا نقترب من عالم زجاجي بالفعل.

المقاومة التي تنطلق من فرضيات أصولية وطائفية ومذهبية مضادة إنما تمنح كل المبررات الاستراتيجية لكي يبدو "العدو" منسجما مع محيط إقليمي غارق في الأصولية والطائفية والمذهبية.

السيلفي رهان أيضا على المصادفة الخارقة من قبيل ذلك، تلك السيدة الأميركية التي التقطت لنفسها سيلفي على الجسر، وبالصدفة كان خلفها شخص ينتحر برمي نفسه من أعلى الجسر.

إذا ابتغينا مساهمة الخطاب الديني في إعادة إدماج السجناء، فيمكننا التساؤل بأي معنى سيتم توظيف هذا الخطاب؟ بأي المضامين وبأي المفاهيم وبأي الوسائل؟.

يُطلب من المثقف العربي أن يكون زاهدا قانعا، ناسكا ورعا. وهذا مطلب جميل ونبيل. لكن حول "زهد" المثقف يتحلق الكثيرون، يهدرون حقه، يمتصُّون عرقه.

ينتظرنا العمل على انبعاث إسلام معاصر، إسلام لا يبخس الحياة، لا يحرم الفرح، لا يدنس الجسد، لا يشيطن المرأة، لا يجرم العقل، إسلام يشارك في بناء الحضارة المعاصرة ويساهم فيها.

تنظيمات الاسلام السياسي ترفع رايات مختلفة الألوان لكنها تلتقي معا حول اشاعة التخلف والنيل من كرامة النساء.

لا يزال بالإمكان الرهان على الأديان، لكن ليس قبل إصلاح الدين في مستوى الخطاب والمظاهر. هذا الكلام يصدق على كافة الأديان.

مرّة أخرى، يعود الفريق الأوّل إلى حمل لافتة كتب عليها شعار “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، الموت لليهود، النّصر للإسلام”، ويعود الفريق الثاني –ويا للمصادفة!- لحمل لافتة كتب عليها نفس الكلام.

لا شيء يعلو على سلطة العقل، ولا يمكن توظيف المشروعية الديمقراطية ضد حق الإنسان في أن يفكر وأن يعبر.

حيلة أخرى شائعة في أوساط الفصائل "الجهادية" للثورة السورية المنكوبة والمقاومة "الإسلامية" المنهكة في غزة، تتعلق بمشاهد إطلاق النار من داخل المساجد.

لماذا لا يذكر تغيير المنكر إلا حين يبتغي البعض احتكار الفضاء العمومي؟ لماذا لا يرفع شعار تغيير المنكر إلا لتستيقظ الفتنة النائمة تحت الرماد؟

لو تسمح لي يا مولاي لكي أشن حملة دينية في مختلف الفضائيات ووسائل الإعلام ووسط كافة المرافق والإدارات حتى نجعل الناس ملتزمين بالطريق القويم.

بعد أن قضى الرّجل وطره وفترت شهوته نشب الخلاف وافتضح السر وشاع الأمر ووصل النزاع إلى أروقة المحاكم، فانبرت بعض الصحف والمواقع المغربية لاستنكار النازلة ناقلة شكاوى المرأة “المغرّر بها.

تاريخنا كان ولا يزال، تاريخ فتنة قائمة دائمة هائمة، فتنة لا تنام، حين تنام، إلاّ تحت رماد تحرسه سياط الاستبداد.

واقع الأمر يعكس أزمة الخطاب الديني السائد والذي يدعو إلى القضية فيتحقّق نقيضها، يدعو إلى الإكثار من الصوم فيزداد النّهم.