"سعد" مفتاح دولة الإمارات للتحرك نحو المستقبل

تسعى إمارة دبي إلى تبني المزيد من التقنيات الجديدة والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعاتها الحكومية. وقد أطلقت دبي مختبرا جديدا لتكوين كفاءات ومهارات قادرة على التعامل مع أحدث خدمات وتطبيقات الحوسبة السحابية.
الأحد 2017/04/02
الروبوتات تسيطر على الوظائف

دبي – كشفت حكومة دبي عن نيتها في توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحكومية خلال المرحلة المقبلة بشكل أكبر، سعيا منها لتقديم أفضل الخدمات.

وتخطط دبي لدمج الذكاء الاصطناعي والروبوتات بقطاعاتها الحكومية، وسيبدأ في القريب العاجل تمرين المسؤولين الحكوميين بمختبر حديث على الاستعانة بالذكاء الاصطناعي.

وأفادت عائشة بنت بطي بن بشر المديرة العامة لمكتب دبي الذكي “علينا أن نعيد تعريف الحكومة ودمج الذكاء الاصطناعي بخدماتنا للتحرك نحو المستقبل، وليس لدينا خيار سوى تبني هذه التكنولوجيا الجديدة”. وأضافت “نريد استبدال مراكز الاتصال ومساعدة الآباء على اختيار المدارس لأطفالهم باستخدام الحوسبة المعرفية”.

وكشفت بن بشر أن العمل جار لتطوير استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أطلقت عليها تسمية “سعد” في الإمارة لتتحول تدريجيا إلى مستشار شخصي ذكي للمتعاملين في مدينة دبي مطلع العام المقبل.

وأشارت بن بشر، على هامش ورشة عمل نظمتها مؤسسة حكومة دبي الذكية، إلى أن مختبر الذكاء الاصطناعي الذي أطلقه مكتب دبي الذكية بالشراكة مع «آي بي أم»، سيبدأ بتمرين 200 موظف من الجهات الحكومية في دبي كمرحلة أولى خلال شهر أبريل الجاري، مضيفة أنه سيكون بعد هذه الدورة التدريبية مفتوحا للباحثين والطلبة وعامة الناس.

وأكدت أن هذه الدورات التدريبية تهدف إلى تحقيق رؤية دبي للذكاء الاصطناعي، كما ستزود الجهات الحكومية في دبي وشركاءها بالمهارات والمعارف اللازمة لتطوير خدمات وتطبيقات الحوسبة السحابية الخاصة بهم.

وذكرت أن “تقنيات الذكاء الاصطناعي تعتبر من أهم ركائز المدن الذكية المستقبلية، وجار العمل على توسعة نطاق استخدامها في الإمارة”، مبينة أن تقنية “سعد” تجيب على استفسارات رواد الأعمال الجدد وتعرّفهم بشكل كامل على الإجراءات والمعلومات المطلوبة لإقامة المشاريع والأعمال الجديدة في الإمارة.

وأوضحت بن بشر أن “توسيع نطاق استخدام هذه التقنيات يركز على شمولية نواحي المعيشة في دبي وكيفية مساعدة المستشار الذكي ‘سعد’ المقيمين والزائرين على التواصل مع المدينة والتعرف على خدماتها، منوهة بأن المكتب يعمل مع شركائه من الجهات الحكومية في دبي على تحديد طبيعة الخدمات التي يمكن أن تشملها التقنية والتي تمثل أهمية للجمهور وتحديد الآليات الأفضل لدمجها في خدماتهم ونظم عملهم بما يلبي تطلعاتهم ويحقق سعادتهم’.

200 موظف حكومي في دبي سيخضعون في مختبر حديث لتمرين على الاستعانة بالذكاء الاصطناعي

ولفتت إلى أن تقنية الذكاء الاصطناعي “سعد” تعتمد على تلقي الاستفسارات وتحليلها والتعلم منها وتطوير قدرتها بشكل دائم، وتعمل حاليا باللغة الإنكليزية وعبر التعاون مع مؤسستي “أي بي أم” و”مبادلة” المطورتين للتقنية، وتم الانتهاء حاليا من اختبارات تفعليها بلغة عربية بسيطة، وسيتم إطلاقها خلال العام الجاري.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية وسام لوتاه “إن امتلاك أحدث التقنيات أصبح الجزء الأسهل حاليا وليست هي العنصر الأهم في الاستعداد للمستقبل، ولكن كيفية توظيف التقنية وتطويعها لتواكب متطلبات الإنسان هو العنصر الأهم في الإعداد للمستقبل”.

وأضاف “كلما ذكرنا الذكاء الاصطناعي يخطر في الأذهان كيف ستستحوذ الآلات على وظائف البشر أو غيرها من التحديات، ولكننا في دبي نرى فيه فرصة ذهبية لمستقبل أفضل وأسعد، وإطلاق مختبر الذكاء الاصطناعي منصة لتحقيق ذلك بالشراكة مع الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية ليكون الجميع متوافقين في آليات عملهم مع ما يمكن أن يحمله المستقبل”.

وتابع لوتاه “نطلق مختبر الذكاء الاصطناعي واضعين أمام أعيننا مبادرة ’10 X’ لتكون مساهمتنا في تمكين الجميع من الاستعداد لعشر سنوات مقبلة منذ اليوم”، لافتا إلى أن خارطة طريق الذكاء الاصطناعي لدبي تعمل بقيادة دبي الذكية الجهة المكلفة بالإشراف على تحول دبي إلى المدينة الأذكى في العالم.

وتواصل دبي الذكية بالتعاون مع شبكة من الشركاء من القطاعين العام والخاص استكشاف حلول تكنولوجية مبتكرة لتحسين جودة الحياة في دبي وجعلها تجربة أكثر كفاءة وسلاسة وأمناً وتأثيراً.

وكانت مؤسسة حكومة دبي الذكية أطلقت في شهر أكتوبر 2016 بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية وبالشراكة مع شركة آي بي أم، خدمة “سعد” التي تتمتع بقدرة على فهم اللغة الطبيعية وتحليل وتدقيق قواعد بيانات ضخمة بسرعة، واستنباط النتائج من المعاملات فضلا عن اقتراح المعلومات التي من شأنها مساعدة المستخدمين في اختيار الخطوات التالية المناسبة.

وقال مسؤول “إن الحكومة تبحث النظر في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية، فعلى عكس البشر يمكن للآلات أن تتصفح المئات من المجلات في دقيقة واحدة، وتتجنب ارتكاب الأخطاء”.

وتأتي هذه الخطوة من دبي في الوقت الذي أكدت فيه دراسات عالمية، مؤخرا، أن الذكاء الاصطناعي يتوقع له أن يستحوذ على نصف عدد الوظائف الإجمالية بحلول عام 2025.

وتجدر الإشارة إلى أن دبي لا تنفك تعمل على الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في كل قطاعاتها، إذ أطلقت الإدارة العامة للخدمات الذكية بشرطة دبي في يناير الماضي خدمة كاميرا ذوي الإعاقة البصرية الذكية سعيا منها لتسهيل الحياة على المكفوفين.

وتتمثل هذه الخدمة في قيام الكاميرا بالتقاط الصور المحيطة بالمكفوفين ليقوم التطبيق الذكي بعد ذلك بتقديم تحليل وشرح صوتي للصورة.

ووفق ما نشرته تقارير إخبارية فإن مدير الإدارة العامة للخدمات الذكية بشرطة دبي خالد ناصر الرزوقي صرح بأن “خدمة الكاميرا الذكية لذوي الإعاقة البصرية تعتمد على تقنية الكشف البصري وتطبق لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط”.

وأكد أن هذه المبادرات تأتي في إطار الجهود المتواصلة لفريق الإدارة العامة للخدمات الذكية بالتعاون مع الإدارات العامة الرئيسية في شرطة دبي لتحويل جميع الخدمات التي تقدمها للناس إلى خدمات بنسخة مطورة ومتوفرة عبر الهواتف الذكية، وذلك في ظل توجهات حكومة دبي الذكية ومبادرات مدينة دبي الساعية لكسب الريادة عالميا في استخدام الذكاء الاصطناعي، وكذلك في إطار دعم شرطة دبي لتوجهات الإمارة في أن تكون دبي صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة بحلول 2020.

وكان موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية سلط الأضواء ديسمبر الماضي على استخدام دبي لنظام ذكاء اصطناعي جديد بإمكانه التنبؤ بالجرائم قبل حدوثها، وتحديد الأنماط المعقدة من السلوك الإجرامي.

18