سرطان عنق الرحم يشهد ارتفاعا ملحوظا في تونس جراء التقصي المتأخر

70 في المئة من الحالات يتم تقصيها في المرحلة الرابعة.
السبت 2024/06/29
التقصي المبكر يزيد فرص التعافي

يؤكد المختصون في جراحة الأورام في تونس ضرورة التقصي المبكر لسرطان الرحم تفاديا لزيادة ارتفاع الإصابات التي تقدر بنحو 600 إصابة جديدة سنويا. ويتم تقصي هذا النوع من السرطان بنسبة 70 في المئة في المرحلة الرابعة، ما يزيد من تراجع فرص التعافي. ويدل تأخر اكتشاف هذا النوع من السرطانات على وجود تأخير في التشخيص.

تونس - سجلت تونس في سنة 2020 حوالي 20 ألف حالة جديدة للإصابة بالسرطان، وسط دعوات من الأطباء إلى إقرار وجوب التقصي المبكر على الأقل لأربعة أنواع من السرطان تفاديا لبلوغ مراحل متقدمة من المرض.

وأكد رئيس قسم جراحة الأورام بمعهد صالح عزيز خالد رحال أن نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم تشهد ارتفاعا ملحوظا في تونس بنحو 600 إصابة جديدة سنويا ويتم تقصيه بنسبة 70 في المئة في المرحلة الرابعة.

وأوضح رحال، الجمعة، خلال ملتقى علمي نظمه الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري، حول السرطانات النسائية بحضور ثلة من الأطباء بتونس العاصمة، أن تأخر اكتشاف هذا النوع من السرطانات يدل على “وجود تأخير في التشخيص نظرا لمحدودية عملية التوعية والوقاية من هذا النوع من السرطان الذي يتسبب فيه فايروس الورم الحليمي البشري الذي ينتقل عبر العلاقات الجنسية غير المحمية”.

وقدّر رئيس قسم جراحة الأورام بمعهد صالح عزيز أن عدد الإصابات بسرطانات عنق الرحم وسرطان الثدي قابل للارتفاع، مشيرا إلى أن تونس تسجل سنويا إصابة أكثر من 3000 إصابة بسرطان الثدي.

تأخر اكتشاف هذا النوع من السرطانات يدل على وجود تأخير في التشخيص نظرا لمحدودية عملية التوعية والوقاية

وبيّن أن ارتفاع عدد الإصابات بسرطان الثدي يعود أساسا إلى ارتفاع عدد السكان وتهرم التركيبة الديموغرافية التي تشهد ارتفاعا في عدد كبار السنّ، مشيرا إلى أن عوامل التغذية غير السليمة وعدم اعتماد حمية جيدة وقلة الحركة والتدخين يزيد في خطر الإصابة.

وأكدت الأستاذة المبرزة في طب النساء والتوليد بالمستشفى الجهوي بمحافظة بن عروس وفي كلية الطب بتونس هاجر بالطيب، أن سرطان عنق الرحم يمثل رابع سرطان يُصيب النساء، مبرزة أهمية التلقيح ضد هذا السرطان منذ السن الـ12 عاما، والذي سيدرج بداية من سنة 2025 في الروزنامة الوطنية للتلاقيح، من أجل التقليص من نسب الإصابة به.

ولفتت في ذات السياق إلى أهمية التقصي المبكر بداية منذ سن الـ25 إلى غاية الـ65 سنة عن طريق فحص مسحة عنق الرحم.

بدوره، شدد الرئيس المدير العام للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري محمد الدوعاجي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، على أهمية التقصي المبكر لسرطان الثدي الذي يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات بالسرطان لدى النساء في تونس وفي العالم ويمثل نسبة 30 في المئة من جملة حالات السرطان التي تصيب المرأة.

وأشار إلى أن الديوان يسعى إلى تكريس ثقافة المساواة والحق في الصحة المجاني، من خلال تنظيم قافلات صحية في مختلف ولايات الجمهورية توفر خدمات التقصي المبكر لفائدة النساء في الجهات النائية. كما تسعى هذه القافلات إلى رفع الوعي بخطورة سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم إذا لم تتم عملية التقصي المبكر.

وكان مدير الرعاية الصحية الأساسية شكيب الزديني قد أعلن أن وزارة الصحة في تونس ستعتمد اعتبارا من عام 2025 تضمين التلقيح ضد سرطان عنق الرحم في الرزنامة الوطنية للتلاقيح، استهلالا بفئة الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و14 عاما.

ويعتبر التلقيح الجديد وسيلة للوقاية من عدوى فايروس الورم الحليمي البشري، والذي يُعتبر أحد الأسباب المحتملة للإصابة بسرطان عنق الرحم. ويتوقع أن يبدأ إعطاء هذا التلقيح للفتيات في المدارس اعتبارا من بداية عام 2025، مع توسيع نطاقه ليشمل الفتيان في مرحلة لاحقة.

وتجتمع اللجنة الفنية المختصة بالتلاقيح بشكل منتظم لاتخاذ القرارات بشأن إضافة أو إلغاء أي نوع من أنواع التلاقيح استنادا إلى التطورات الوبائية.

وشدد المتحدث على أن التلقيح ضد سرطان عنق الرحم يوفر حماية من الإصابة بفايروس الورم الحليمي البشري، الذي يُسبب سرطان عنق الرحم.

وأوضح أن قرار بدء التلقيح بين الفتيات قبل الفتيان في المدارس يعود إلى أسباب مالية، وأعلن عن نية إدارة الرعاية الصحية الأساسية بالتعاون مع الوزارة تنظيم “حملة كبيرة لتوضيح أسباب إصابة سرطان عنق الرحم وللتعريف بقيمة التلقيح”.

التلقيح ضد سرطان عنق الرحم يوفر حماية من الإصابة بفايروس الورم الحليمي البشري، الذي يُسبب سرطان عنق الرحم

يُذكر أن سرطان عنق الرحم يأتي ثاني أكثر أنواع السرطان انتشارا بين النساء في تونس بعد سرطان الثدي، ويسفر سنويا عن وفاة 150 امرأة.

وسرطان عنق الرحم هو مجموعة الخلايا التي تبدأ النمو في عنق الرحم. وعنق الرحم هو الجزء المنخفض من رحم المرأة الذي يتصل بالمهبل.

وتؤدي سلالات مختلفة من فايروس الورم الحليمي البشري دورا في التسبب في معظم حالات سرطان عنق الرحم. وهي عدوى شائعة تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. عند التعرض للإصابة بفايروس الورم الحليمي البشري، يمنع الجهاز المناعي بالجسم الفايروس من إحداث الضرر. ورغم ذلك ينجو الفايروس لسنوات في نسبة صغيرة من الأشخاص. ويسهم في تحول بعض خلايا عنق الرحم إلى خلايا سرطانية.

وتستطيع المرأة تقليل خطر إصابتها بسرطان عنق الرحم عن طريق عمل اختبارات فحص وتلقي لقاح يحمي من الإصابة بفايروس الورم الحليمي البشري.

وعندما يحدث سرطان عنق الرحم، غالبا يُعالج أولا بالجراحة لإزالته. وقد تشمل العلاجات الأخرى أخذ أدوية للقضاء على الخلايا السرطانية. وقد تشمل الخيارات الممكنة العلاج الكيميائي أو أخذ أدوية العلاج الاستهدافي. وقد تشمل أيضا العلاج الإشعاعي باستخدام حزم أشعة عالية الطاقة. وأحيانا ما يجمع نهج العلاج بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي بجرعات منخفضة.

وقد لا يسبب سرطان عنق الرحم أي أعراض في البداية، ولكن مع نموه، قد يتسبّب في ظهور بعض الأعراض والمؤشرات، مثل:

نزيف مهبلي بعد الجماع، أو بين الدورات الحيضية، أو بعد انقطاع الطمث.

- غزارة نزيف الحيض واستمراره لفترة أطول من المعتاد.

- إفرازات مهبلية مائية ودموية قد تكون غزيرة وذات رائحة كريهة.

- ألم بالحوض أو ألم أثناء الجماع.

15