سرد معاصر لقصة الهجرة النبوية في معرض جديد في الرياض

الرياض – يبدأ في المتحف الوطني السعودي بالرياض يوم الخميس الموافق للعشرين من يوليو الجاري معرض “الهجرة: على خطى الرسول”، والذي يغطي رحلة الهجرة عبر 14 محطة تفاعلية تتضمن مجموعة من القطع والمقتنيات الأثرية ووثائق تاريخية إضافة إلى فيلم وثائقي يسرد جوانب الرحلة والتحديات التي صاحبتها وكتاب يروي قصة هذه الهجرة.
ويستمر المعرض حتى الثلاثين من ديسمبر 2023 قبل أن ينتقل إلى المدينة المنورة ثم إلى بعض الدول الأخرى.
ويُعد هذا المعرض الأول من نوعه، وهو واحد من أبرز المعارض الثقافية بالمملكة، إذ يُمثل ثمرة للشراكة بين مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” والمتحف، إلى جانب عدد من المؤسسات الثقافية المحلية والعالمية.
ويمتد هذا المعرض لستة أشهر متتالية في الرياض قبل أن ينتقل إلى المدينة المنورة، ثم إلى مختلف دول العالم، ويُسلط الضوء على سيرة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ويسعى لتقديم تجربة ثقافية إبداعية تتناول ميلاد أمة انبثق من الحدث الأبرز في التاريخ الإسلامي الذي ابتدأ من هجرة الرسول من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في عام 622 ميلاديا، وبات تاريخا يُؤَرخ بهِ إلى الوقت الحاضر لمجتمع إسلامي يضم اليوم أكثر من مليار ونصفِ المليار نسمة.
ويشتمل المعرض على مجموعة واسعة من الموضوعات المعروضة التي تستكشف مختلف جوانب الهجرة، وتقدمُها كظاهرة اجتماعية وثقافية عالمية عبر سرد تاريخي لرحلة الركب النبوي، وعرض التحديات التي صاحبتها، كما يضم معروضات بارزة، وأعمالا فنية مبهرة تعكس أهمية الهجرة من خلال توظيف القطع الأثرية ذات العلاقة، والمجموعات الفنية التي تتناول موضوعات الهجرة والترحال، بالإضافة إلى الوثائق التاريخية التي تروي الحكايات، والشهادات الشخصية للمهاجرين.
وستحفل تجربة الزائرين في المعرض بالتفاعل والمعرفة، بحيث يُقدم المعرض أنشطة تفاعلية، وورش عمل، وندوات علمية لزواره طيلة فترة إقامته، وذلك من منطلق حرص المتحف الوطني السعودي على تقديم موضوع الهجرة باستخدام مختلف الأساليب والأدوات الإبداعية والمعرفية.
يُذكر أن المعرض اعتمد بشكل كبير على الأعمال والبحوث التي أجراها الباحثَان الراحل عاتق البلادي والأكاديمي عبدالله القاضي، حيث قاما بدراسة روايات الهجرة السابقة بعناية فائقة، ودمج العمل الميداني مع البحوث الأدبية التقليدية لتقديم رؤية شاملة وعميقة لروايات الهجرة عبر جمع المعلومات من مصادر وأدوات متنوعة، وعرضِها بشكل موضوعي ومبتكر، وسط مشاركة فرق فنية وتقنية متخصصة، حيث عملت هذه الفرق بتكامل لتوفير تجربة مميزة للزوار، وذلك على مدى ثلاث سنوات من العمل الجاد شارك فيه ما يزيد على 70 باحثا وفنانا، في صورة تعكس الجهود المشتركة بين المتحف الوطني السعودي، ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”.
وتأتي هذه الجهود المشتركة كافة بهدف استكشاف وتسليط الضوء على موضوع هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – بأسلوب معاصر، وتقديمه للجمهور بطريقة تربط الماضي بالحاضر، وتعالج الفجوة المعرفية في موضوع الهجرة النبوية الشريفة، وتُبرز إرثها الحضاري الضارب في عمق الجزيرة العربية، وتعكس أهميتها في التاريخ والحضارة الإنسانية، وتُرسخ فهمها وقيمتها بالتاريخ الإسلامي، فضلا عن تعزيز صناعة المحتوى المحلي.