"سحر" بلماضي يعيد الروح لمحاربي الصحراء

رياض محرز قائد المنتخب الجزائري يقول إن التعاون بين اللاعبين أصبح السمة البارزة للفريق.
السبت 2019/06/29
طموحات كبيرة لمدرب "الخضر"

القاهرة – استسلم الجميع في الجزائر وخارجها في السنوات الأخيرة إلى نظرية المؤامرة والنفخ في بالونة أن هناك شيئا ما يحاك ضد العناصر الوطنية القائمة على المنتخب الجزائري منذ خروج المدير الفني للخضر أو المدرب الملقب بـ”الشيخ” رابح سعدان، لكن يبدو أن جمال بلماضي الذي أخذ المهمة على عاتقه مؤخرا يسعى إلى تكذيب كل هذه التكهنات بعدما قاد فريقه إلى تأهل مستحق في بداية مشواره ببطولة أمم أفريقيا.

ونجح بلماضي في إعادة الثقة والروح الجماعية لـ”ثعالب الصحراء”، بعدما صعد بالفريق إلى دور الـ16 ببطولة كأس أمم أفريقيا المقامة بمصر حتى 19 يوليو المقبل.

وتصدرت الجزائر المجموعة الثالثة بـ6 نقاط بعد فوزها على السنغال 1-0 الخميس، في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة، لتلحق بمصر ونيجيريا في دور الـ16.

ولم يخف بلماضي، الذي عين مدربا للمنتخب الجزائري في يوليو الماضي، طموحه الكبير في الوصول إلى نهائي البطولة، متمسكا بأقواله السابقة والتي جلبت له الكثير من الانتقادات من قبل النقاد والمحللين.

ويبدو أن بلماضي، واثق من نفسه ومن العمل الذي يقوم به، فضلا عن معرفته الجيدة والدقيقة بالمنتخبات المنافسة بدليل أنه كشف للصحافيين السنغاليين عن تشكيلة منتخب بلادهم أمام الجزائر قبل المباراة بيوم. كما نجح في جعل المنتخب الجزائري يلعب بروح جماعية وتعاون غير مسبوق.

بلماضي، الذي عين مدربا للمنتخب الجزائري في يوليو الماضي، لم يخف طموحه الكبير في الوصول إلى نهائي البطولة

ويقول رياض محرز، الذي أصبح قائدا لـ”الخضر” منذ انطلاق الدورة القارية، إن التعاون بين اللاعبين أصبح السمة البارزة لهذا المنتخب، وأن الجميع أصبح يهاجم ويدافع من أجل الفريق. ويشدد محرز على أن كل اللاعبين ينفذون بدقة التعليمات التكتيكية للمدرب في الملعب.

وكثيرا ما انتقد محرز لعدم قيامه بالأدوار الدفاعية مع منتخب بلاده بخلاف ما يفعله مع ناديه مانشستر سيتي بطل الدوري الإنكليزي، لكن يبدو أن بلماضي نجح في دفع اللاعب ليكون في خدمة المنتخب أولا وأخيرا.

وأهدى يوسف بلايلي، لاعب الترجي التونسي، الهدف الذي سجله في مرمى السنغال إلى مدربه بلماضي ولزملائه ولكل الشعب الجزائري.

بينما أكد بغداد بونجاح، مهاجم السد القطري، أن بلماضي درس السنغال جيدا، وهو ما سمح للمنتحب الجزائري بالإطاحة بـ”أسود التيرانغا”. ويشير إسماعيل بن ناصر، لاعب إمبولي الإيطالي، والذي اختير أفضل لاعب في المباراتين أمام كينيا والسنغال، إلى ما وصفه بـ”سحر” بلماضي، في الفوز على كينيا ثم السنغال، مؤكدا أن اللاعبين يطبقون ما يطلبه المدرب منهم.

تفاهم كبير مع اللاعبين
تفاهم كبير مع اللاعبين 

ورغم أنه فقد مكانته في التشكيل الأساسي، إلا أن ياسين براهيمي لاعب بورتو البرتغالي، لم يظهر حتى الآن ما يوحي بأنه غاضب على خيارات مدربه بل على العكس من ذلك تماما، فقد شوهد في مباراة السنغال يوجه زملاءه بحماسة كبيرة من على خط التماس، حتى تخيل للبعض أنه أصبح المدرب المساعد.

ويؤكد مهدي زفان مدافع رين الفرنسي ومهدي عبيد لاعب خط وسط نادي ديجون الفرنسي، على جاهزية اللاعبين البدلاء لأخذ مكانهم في التشكيل الأساسي في حال قرر بلماضي ذلك.

لكن بلماضي، وبتواضع كبير رفض أن ينسب الإنجاز الذي حققه المنتخب الجزائري لشخصه، مؤكدا أن الفضل في ذلك يعود للاعبين الذين يؤدون ما يريده الجهاز الفني منهم على أرضية الملعب.

22