ست سنوات بعد كشف عنف الإخوان للعالم

القاهرة - في تعليقه على مرور ست سنوات على فض السلطات المصرية للممارسات الإرهابية في ميدانيْ رابعة والنهضة بالقاهرة المصرية، اعتبر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء أن جماعة الإخوان هي حاضنة للعنف في مصر والعالم.
وبعد مرور ست سنوات بالتمام والكمال على فض اعتصامي ميداني رابعة والنهضة اللذين قادتهما جماعة الإخوان المسلمين، يجمع العديد من الخبراء على أن خطاب البكائيات الذي انتهجته الجماعة إثر حبس قادتها، وخاصة بعد الرئيس الإخواني السابق محمّد مرسي لم ينجح في تغيير رؤى وتصورات غالبية المصريين حيال هذه الجماعة التي زعزعت استقرار البلاد إبان اعتلائها سدة الحكم بعد ثورة 25 يناير 2011.
وعلى الرغم من أن ما بقي من المنتسبين لجماعة الإخوان في مصر أو خارجها، حاول كالعادة اقتناص مناسبة فض اعتصامي رابعة والنهضة لمحاولة الاستقطاب مجدّدا واستعادة مكانة جماعة الإخوان التي بدأت تتلاشى لا فقط في مصر بل إقليميا ودوليا، إلا أنه يوجد إجماع مصري كبير على أنّ ست سنوات من فض الأنشطة الإرهابية للجماعة كانت كافية لكشف حجم الدمار الذي كانت تخطط له في مصر.
ومازالت الجماعة رغم حظرها من قبل القاهرة ومن قبل عدة جهات دولية، تنشط في مصر عبر أذرعها المسلحة وقد ثبت ذلك إثر حادثة معهد الأورام بعد تفجير حركة “سواعد مصر” أو ما يسمى بـ”حسم” لسيارة ما أدى إلى سقوط ضحايا وجرحى.
دار الإفتاء المصرية تؤكد أن أحداث رابعة والنهضة وما سبقتها وتلتها من أحداث تبيّن أن جماعة الإخوان الإرهابية حاضنة للعنف في مصر والعالم
وحركة حسم تقدّم نفسها على أنها تريد مواصلة المسار الثوري لثورة 25 يناير، إلا أن كل أنشطتها تثبت تبنّيها لإملاءات من جماعة الإخوان، حيث يمكن هدفها أولا وأخيرا في الانتقام للجماعة الأم، وكذلك للرئيس المصري السابق محمد مرسي.
وفي هذا الصدد، أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، أنه لا يمكن لأي تيار أو تنظيم أن ينجح في تقويض دعائم الدولة والمجتمع عبر ترويج العنف واستخدامه تحت دعاوى دينية أو طائفية.
وذكر المرصد في تقرير أصدره بمناسبة الذكرى السادسة لفض الممارسات الإرهابية في ميداني رابعة والنهضة، أن أحداث رابعة والنهضة وما سبقتها وتلتها من أحداث تؤكد أن جماعة الإخوان الإرهابية حاضنة للعنف في مصر والعالم، عبر دعمها الفكري لتيارات التشدد المنبثقة عنها التي تعتبر فتاوى وآراء منظري الجماعة الإرهابية بمثابة المرجعية لهم في ممارسة أعمالهم التخريبية.
وأشار المرصد في تقريره إلى أن السنوات الست الماضية أثبتت للعالم صدق الرؤية المصرية تجاه الجماعة الإرهابية، وأنها مصدر للفساد والتخريب تحت ذرائع دينية وتأويلات مشبوهة، تسيء لسماحة الإسلام ووسطية أحكامه التي ترتقي بمفهوم الحماية والرعاية للإنسان والبنيان.
وقد أكد المرصد أن الذكرى السادسة لفض اعتصام رابعة والنهضة كشف أن التضامن المجتمعي كفيل بردع كافة محاولات التيارات والتنظيمات التي ترفع شعار “الإسلام السياسي” دون جر المجتمع والدولة إلى مربع العنف ودوامته الطويلة.
وقال في تقريره “أثبتت تلك الأحداث أن الترابط المجتمعي للدولة المصرية هو الضمانة الأولى للحفاظ على تماسك الوطن وبقائه في زمن شهدت فيه دول أخرى انقسامًا وتشرذمًا وتفتتًا للوطن وحدوده”.
وأشار المرصد إلى أن قيادات الاعتصام برابعة والنهضة قد دأبت على تجييش أتباعهم وأنصارهم ضد الدولة والمجتمع، وإمطارهم بوابل من الفتاوى التي تبرر الخروج على الدولة والمجتمع وممارسة العنف وتبريره بل وجعله من الجهاد الشرعي، ثم تراجع غالبيتهم عن تلك الفتاوى والدعاوى العنيفة بعد أن تيقنوا من قوة وصلابة الدولة والمجتمع المصري، بل وتبرّأ الكثير منهم من الدعوة إلى العنف أو المشاركة في تلك الاعتصامات، وبقي الشباب والشيوخ المضلل بهم ضحية لمطامع ومصالح سياسية لجماعات امتهنت الدين للفوز بالسلطة.
وأضاف أن غالبية تلك القيادات فرّوا إلى دول أجنبية لممارسة التحريض على العنف ضد الدولة والمجتمع، واستغلال أحداث الوطن والظرف الدقيق الذي يمر به ليبثوا سمومهم في أوصاله، متعاونين في ذلك مع كافة القوى والأطراف الخارجية المعادية للدولة المصرية ودورها الوطني والإقليمي.
ودعا المرصد إلى الضرب بيد القانون في مواجهة العناصر التكفيرية والمتطرفة التي تحاول ضرب الأمن والاستقرار في مصر، وإنهاك الوطن وقواه الأمنية على امتداد مساحاته المختلفة ومدنه الممتدة، والتيقن بأن الوطن باقٍ والجماعات والتنظيمات المسلحة والمتطرفة إلى زوال، ما بقي المجتمع متماسكًا ومتضامنًا ومساندًا لمؤسساته الوطنية الحامية والمدافعة عن أمنه واستقراره.
وتتحصّن جلّ قيادات جماعة الإخوان الفارّة من العدالة المصرية في بعض الدول الراعية للإسلام السياسي وعلى رأسها تركيا التي تأوي العشرات منهم، فيما لازالت بعض القواعد منتشرة في بعض المدن المصرية في حالة تخفي، لكنها واصلت أنشطته الدعائية للجماعة خاصة عبر تركيزها على الوضع الاجتماعي الهش في بعض المناطق لتحريضهم على القتال ضد الدولة.