"سبيبة".. بستان التفاح في تونس

بحوث وتحاليل تظهر أن سبيبة منطقة لإنتاج التفاح باعتبار ساعات برودة الطقس وتوفر الماء والتربة الغنية بالمنطقة.
الأحد 2023/10/15
أرض التفاح وموطنه الأصلي

سبيبة (تونس) - مع بداية كل موسم خريف تشهد دائرة سبيبة، بمحافظة القصرين التونسية والحدودية مع الجزائر، حركية اقتصادية كبيرة بجني ثمار التفاح. وفي كل أنحاء المنطقة المحاطة بالجبال، ترى الناس منهمكين في جني التفاح، أو نقله، أو تخزينه. ومنذ ستينات القرن الماضي، بدأت بساتين التفاح تتوسع، لتصبح سبيبة، عاصمة التفاح الأولى.

وفي ضيعة الفلاح عادل الفرجاني، بمنطقة عين الخمايسية، يتم جني 3 آلاف شجرة تفاح. فالنساء والشبان يقطفون الثمار من أغصان الأشجار ويضعونها في صناديق، وهم منشرحون بوفرة الصابة (الإنتاج) هذا العام.

◙ حسب بعض التقديرات فإن إنتاج الشجرة الواحدة يصل إلى ما بين 40 و50 صندوق تفاح

وخلال إشرافه على عمليات جني الثمار وفرزها وفق أحجامها في صناديق أشار الفرجاني إلى أن "الضيعة كلها تفاح من نوع غولدن (الذهبي) وريتشارد (الأحمر) تمتد على مساحة 7 هكتارات، وتحتوي على 3 آلاف شجرة". ويشير عبدالوهاب الزروقي مدير المهرجان الدولي لتفاح سبيبة، إلى أنه "قبل الاستقلال (1956) كان لنا تفاح يسمى "الموخّم"، يُعتقد أنه ينشر أمراضا في المنطقة، فقطع الفلاحون أشجاره".

ويضيف "خلال الستينات أقرت الخارطة الفلاحية، التي ضبطتها الدولة، أن سبيبة منطقة لإنتاج التفاح، وذلك إثر بحوث وتحاليل، باعتبار ساعات برودة الطقس بالمنطقة، وتوفر الماء العذب والتربة الغنية". وتابع "انطلقت مندوبية الفلاحة بالمنطقة (حكومية) في غراسة نوعين من التفاح؛ ريتشارد وغولدن".

ووفق الزروقي "في الستينات كان الفلاحون يرفضون هذا، ويقتلعون ليلا ما تزرعه الدولة نهارا، لارتباط التفاح ببعض الأمراض في عقليتهم، ولكن الدولة أصرت وأقنعت الفلاحين". وأردف "في السبعينات نجحت التجربة، وأصبح الإنتاج وفيرا، والشجرة الواحدة تنتج من 40 إلى 50 صندوق تفاح، وانطلق مهرجان التفاح عام 1979".

 

18