سباقات الحمام الزاجل تنتشر بين السعوديين

نجران (السعودية) ـ انتشرت سباقات الحمام الزاجل في السعودية منذ تسعينات القرن الماضي فتأسست النوادي ونظمت السباقات حتى أصبحت هذه الرياضة تُمثل هواية وشكلاً مهماً في حياة الفرد والمجتمع، ودافعاً للإلهام والإبداع.
ويتميز الحمام الزاجل منذ آلاف السنين بحبه لموطنه رغم بعد المسافات والتي قد تصل إلى الآلاف من الكيلومترات فهو سيد الحمام بلا منافس. وقد ذكر المؤرخون بأن له دورا في نقل الرسائل السرية، كما كان يؤدي خدمات جليلة في الكثير من الحروب والنزاعات القبلية، وفي نقل الرسائل بين المحبين في زمن لم يعرف الاتصال الهاتفي المرئي أو البريد الإلكتروني.
وبدأت هواية تربية الحمام تنتشر منذ منتصف الثمانينات في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وما إن بدأت أصول وقواعد هذه الرياضة تترسخ في نفوس الهواة السعوديين حتى بدأ تأسيس النوادي لهذه الرياضة.
وتمكَّنَ أصحاب هواية تربية الحمام الزاجل وسباقاته بمنطقة نجران من تحويل هوايتهم من نمط مشاركات فردية في إطار خاص إلى شكل من أشكال الممارسات الجماعية المنظمة، وتكللت بتأسيس أول نادٍ بالمنطقة لسباقات الحمام الزاجل، وإنتاج سلالات مصنفة عالمياً في السباقات الدولية.
وأوضح رئيس نادي الجنوب لسباقات الحمام الزاجل بنجران، ناصر الربيعي لوكالة الأنباء السعودية (واس)، أن إنشاء النادي بدأ بفكرة عمل جمعية للحمام الزاجل بنجران خلال عامي 2014 و2015.
وبعد أن قدم النادي سباقات ونتائج جيدة، تم اعتماده نادٍ رسمي بموسم سباقات 2021 و2022، ليكون نادياً ومركزاً لسباقات الحمام الزاجل بالمنطقة الجنوبية بشكل عام ومقره نجران، وتتبع له اللجان الخاصة بسباقات الحمام الزاجل في المدن الأخرى بجنوب المملكة.
وقبل الشروع في سباقات الحمام الزاجل يمر الهاوي لهذه الرياضة بعدة مراحل يستهلها ببناء مسكن مخصص للحمام الزاجل يسمى عالميا “لوفت” وهو عبارة عن ألواح خشبية، ومكون من خانتين وحتى 8 خانات بشكل رفوف متراصة بشكل عمودي حسب عدد الحمام في المسكن الواحد، ثم تبدأ عملية تربية الحمام الزاجل والاهتمام بإطعامه، ويحمل كل طائر حجلاً إلكترونياً في قدمه اليمنى وآخر في اليسرى ، أحدهما مخصص للسباق والثاني عليه رقم خاص يدل على اسم الطائر ونسبهِ، وفقاً لما هو مدوّن في السجلات الدولية.
ويتم تدريب الحمام الزاجل منذ أن يبلغ عمر شهرين، حيث يبدأ تدريبه في مسافات قريبة من البيت ـ مثل مسافة كيلومتر واحد تقريباً، في الاتجاهات الأربعة، وبعد ذلك تتم زيادة المسافة بالتدرج كل فترة، حتى تصل المسافة إلى 60 كيلومتراً في الاتجاهات الأربعة، ومن بعدها تبدأ في مضاعفة هذه المسافة بحيث تكون 120 كيلومتراً وعلى هذا المنوال حتى تبلغ المسافة المطلوبة.
ويجري السباق بأن تُحْمَل الطيور في عربات خاصة ترافقها لجنة تحكيم مكونة من عضوين فأكثر إلى منطقة الإطلاق، وهناك تقوم اللجنة بفتح الحاويات التي يوجد بها الحمام لينطلق في رحلة عودته إلى مكان سكنه والذي تم تزويده بساعات إلكترونية وأجهزة جي بي أس مكونة من ثلاثة مهابط إلكترونية موجودة في مكان هبوط الحمام الزاجل في سكنه الخاص “اللوفت” مرتبطة بأجهزة حاسوبية دقيقة تتفاعل مع الشريحة الإلكترونية في الحجل الخاص الموجودة على قدم كل طائر.
ويتم تسجيل الوقت بالدقيقة والثانية بكل دقة لحظة الوصول للمهبط، وترسل إلى الحاسوب الرئيسي للجنة التحكيم في منطقة الوصول ومنطقة الإطلاق .
وتبدأ سباقات الحمام الزاجل في المملكة من 100 كيلومتر، وتصل إلى 1200 كيلومتر في بعض المناطق، وبالنسبة إلى منطقة نجران وصلت مسافة السباق إلى 550 كيلومتر انطلاقاً من مدينة الأفلاج.
ويطمح نادي الجنوب لسباقات الحمام الزاجل والقائمين عليه للزيادة في الأعضاء والاهتمام بكل من لديه هذه الهواية وتشجيعه للرقي بهذه الرياضة ورفع أسهمها على المستوى، المحلي والدولي وزيادة عدد الممارسين للرياضة بالمنطقة، بحسب ما أبان الربيعي.