سان جرمان يسعى لإزاحة البايرن عن دوري الأبطال

سيحاول باريس سان جرمان تركيز جهوده من أجل إزاحة بايرن ميونخ عن سباق دوري أبطال أوروبا معتمدا على تفوقه في مباراة الذهاب (3 - 2) في ألمانيا. لكنّ محللين رياضيين يؤكدون أنه لا يمكن التكهن بهوية المرشح للمربع الذهبي في ظل السيناريوهات الكثيرة التي يمكن أن يفاجئ بها البافاري خصمه.
باريس – يعوّل باريس سان جرمان الفرنسي على الأسبقية النسبية التي حققها في لقاء الذهاب (3-2) لفك عقدته أمام بايرن ميونخ الألماني الذي أسقطه في اللقاء النهائي الموسم الماضي وحقق اللقب الأوروبي على حسابه، وذلك عندما يلتقي معه الثلاثاء في إياب الربع النهائي على ملعب “بارك دي برانس” في باريس، فيما يطمح تشيلسي الإنجليزي إلى البناء على أفضلية مباراة الذهاب ضد بورتو البرتغالي لضمان مقعد بالمربع الذهبي للمسابقة القارية.
ويعوّل الفريق الباريسي على جاهزية نجمه كيليان مبابي الذي سجل ثنائية في لقاء الذهاب إضافة إلى البرازيلي نيمار الذي ظهر بمستوى لافت في “أليانز أرينا”، مما يضع رجال المدرب ماوريسيو بوكيتينو أمام تحدّ مضاعف لفك عقدة النهائي الموسم الماضي وإزاحة العملاق البافاري من السباق على اللقب.
بداية مثالية
كان سان جرمان خارقا خارج أرضه مستفيدا من الأداء الناري لنجمه مبابي مع الفوز في آخر تسع مباريات خارج الأرض بحصاد 26 هدفا.
وسجل مبابي أهدافا مذهلة في مباريات كبيرة في مرسيليا وليون، وكانت له ثلاثية في برشلونة وثنائية في ميونخ.
لكن في المقابل، خسر الباريسيون آخر ثلاث مباريات على أرضهم في الدوري، وهي أسوأ سلسلة لهم منذ 2007. وفي الوقت نفسه، غالبا ما تعرض نيمار للإصابة أو الإيقاف.
لم يكن الفريق مقنعا دائما، لكن في حال تمكن سان جرمان من تخطي بايرن فسيكون بوكيتينو أقرب بخطوة إلى تسليم الكأس التي يريدها المالك القطري بعد أقل من ستة أشهر من وصوله، وقد يتضح أنه لا يحتاج ذلك الوقت الطويل في نهاية المطاف.
وعلى الجهة الأخرى أبدى محرّك وسط بايرن ميونخ الألماني جوشوا كيميش اعتقاده “بأننا سنتأهل لأننا الفريق الأفضل”. ويرى أن العملاق البافاري قادر على قلب خسارته ذهابا أمام مضيفه سان جرمان.
وسقط حامل اللقب 2-3 الأربعاء الماضي في عقر داره أليانز أرينا، ما يعني أن بطل ألمانيا في آخر ثمانية مواسم سيكون مطالبا بالفوز بفارق هدفين على سان جرمان أو الفوز بفارق هدف مع تسجيله على الأقل أربعة أهداف لبلوغ نصف النهائي.
وأكّد كيميش في مقابلة على موقع ناديه الرسمي “في مباراة الذهاب كنا الطرف الأفضل، حتى إذا لم تعكس النتيجة هذا الأمر، للأسف”. وتابع أن النتيجة “ستعتمد كثيرا على نفسيتنا، لكن أيضا على فاعليتنا”.
وتوقع اللاعب البالغ 26 عاما القادر على شغل مراكز عدة “شكّلوا خطورة ثلاث مرات وسجلوا ثلاثة أهداف. فضلا عن ذلك، لا أذكر فرصا باريسية كثيرة”.
وسدد لاعبو بايرن 12 مرة على مرمى سان جرمان ذهابا وسجلوا هدفين، فيما بلغ عدد تسديدات سان جرمان بين الخشبات ثلاث كرات فقط.
لكن بايرن يدخل اللقاء في ظل أزمة داخلية عاصفة واختلاف في وجهات النظر بين المدرب هانز فليك والمدير الرياضي البوسني حسن صالحمدزيتش.
وفي وقت يحتاج حامل لقب دوري أبطال أوروبا إلى التعاضد من أجل تعويض سقوطه أصبحت الخصومة حادة لدرجة أن فليك هدّد بعدم تمديد عقده في نهاية الموسم في حال استمرارها.
وتدخّل الرئيس التنفيذي في النادي البافاري كارل – هاينتس رومينيغه ضاربا على الطاولة الجمعة الماضي وداعيا إلى توحيد الصفوف والتركيز على نهاية الموسم.
ودعا إلى ضرورة “أن نعمل معا بطريقة متناغمة ومخلصة ومهنية. هذا ما أطلبه بوضوح من الإدارة الرياضية. هذا هو ما يميّز بايرن ميونخ على الدوام”. أضاف رومينيغه أنه يجب “أن ينتهي هذا الموضوع! لا داعي للتعليق عليه باستمرار، لاسيما أننا في الربع الأخير من الموسم”.
تشيلسي يحاول النسج على منوال مباراة الذهاب التي حسمها لصالحه بثنائية ستمكنه من اللعب براحة أكبر أمام خصمه بورتو البرتغالي في جولة الإياب
ويلتقي الفريقان في نهائي مبكر وبطموحات متباينة لكلا المدربين فليك وبوكيتينو الذي يمني النفس بتحقيق أول إنجاز للفريق الباريسي اللاهث وراءه منذ سنوات. وكرّر الأرجنتيني بوكيتينو في أكثر من مناسبة أنه يحتاج وقتا ليضع بصمته في النادي الفرنسي، وها هو يكمل يومه المئة ناجيا حتى الآن.
وتم التعاقد مع بوكيتينو أصلا على أنه الرجل الذي سيأتي بالكأس التي طال انتظارها للفريق المملوك قطريا، خلفا للألماني المقال توماس توخيل الذي وصل بالنادي إلى نهائي البطولة القارية الموسم الماضي وخسره أمام الفريق البافاري نفسه.
وبعد نحو ثلاثة أشهر من تعيينه في إطار صفقة مبدئية تمتد 18 شهرا، لا يزال في السباق إلى المجد الأوروبي، ولكن على حساب فقدان لقب الدوري الفرنسي الذي لطالما اعتُبر أمرا مفروغا منه في باريس.
وأشرف المدرب السابق لتوتنهام الإنجليزي على الخروج بفوزين مذهلين خارج أرضه في دوري الأبطال أوروبا، 4-1 في برشلونة و3-2 في بايرن الأسبوع الماضي في ذهاب ربع النهائي.
وبعد الإطاحة بالفريق الكتالوني 5-2 في مجموع المباراتين في ثمن النهائي، أصبح سان جرمان في وضعية مناسبة لإقصاء حامل اللقب والعبور إلى نصف النهائي. وقد يكون مانشستر سيتي الإنجليزي في انتظاره بالمربع الأخير.
وقال بوكيتينو لقناة “كانال بلوس” في إشارة إلى أن المهمة لم تنته بعد “كان من المهم الفوز على برشلونة، لكننا سنلعب الثلاثاء مع الفريق الذي أعتقد أنه الأفضل في العالم”.
لقاء محسوم

في لقاء آخر يرى محللون رياضيون أن شبه محسوم بالنسبة إلى رجال المدرب توماس توخيل سيحاول تشيلسي النسج على منوال مباراة الذهاب التي حسمها لصالحه بثنائية ستمكنه من اللعب براحة أكبر أمام خصمه بورتو البرتغالي في جولة الإياب.
ويعوّل توخيل على العديد من النجوم الذين سيدعمون خططه التكتيكية أمام بورتو الثلاثاء. وبعدما وصف بأنه “التلميذ المدلّل” في وقت سابق من الموسم، يدخل لاعب الوسط مايسون ماونت مواجهة الثلاثاء بعد أن ثبّت مكانه نجما في تشكيلة توخيل.
ورغم ظهور برعمه في الأشهر الـ18 الماضية، اضطُر ماونت إلى تحمّل سخافات النقاد الذين زعموا أنه مُنح فرصة خوض المباريات فقط لأنه من المفضلين لدى المدرب السابق فرانك لامبارد.
ولعب الدولي الإنجليزي الذي بلغ عامه الـ22 في يناير الماضي تحت إشراف لامبارد في ديربي كاونتي في موسم 2018-2019 على سبيل الإعارة من تشيلسي، قبل أن يمنحه الأخير بداياته في الدوري الإنجليزي الممتاز عندما تولى الإشراف على النادي اللندني في الموسم التالي.
ومع اضطرار لامبارد إلى الاعتماد على لاعبي الأكاديمية بعد حرمان تشيلسي من إتمام الصفقات في سوق الانتقالات، كان ماونت في التشكيلة الأساسية للبلوز في غالبية الأوقات نظرا لمقاربته للمباريات مقارنة بصغر سنه.
وأثمر أداؤه المؤثر والحيوي لاحقا عن حجز مقعد منتظم في تشكيلة مدرب منتخب إنجلترا غاريث ساوثغيت. وكان اختياره على حساب صانع ألعاب أستون فيلا المتألق جاك غريليش الذي أثار حفيظة المشككين بنجم تشيلسي.
واضطر ماونت فجأة للدفاع عن نفسه ضد مزاعم على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه “التلميذ المدلل لدى الأستاذ”، حيث تعامل مع تلك السخرية برصانة.