ساعة في حوض الاستحمام الساخن تحسن صحة القلب

لندن ـ كشفت دراسة حديثة عن فائدة صحية رائعة يقدّمها الاستحمام في حوض مائي ساخن.
شملت الدراسة 14 مريضا من مرضى السكري، الذين جلسوا في ماء بلغت درجة حرارته 40 درجة مئوية لمدة ساعة واحدة، من 8 إلى 10 مرات خلال أسبوعين.
وأظهرت النتائج أن قضاء ساعة في حوض استحمام ساخن، يعمل على تحسين صحة القلب وتقليل الإجهاد على الأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
وأوضح فريق البحث في جامعة بورتسموث في إنجلترا، أن زيادة درجة حرارة الجسم قليلا من خلال الاستحمام في الماء الساخن “تقلل من الضغط على القلب، ذلك أن الحرارة تساعد على تقليل الطلب على الطاقة للحفاظ على حرارة الدم، ما يجعل القلب لا يحتاج إلى العمل بكفاءة عالية لضخ الدم إلى الجسم.”
وأشار الدكتور توماس جيمس، معد الدراسة، إلى أن “القلب عندما يضخ كمية أقل من الدم، يقل الضغط داخل الأوعية الدموية، ما يقلل من إجهاد القلب ويجعل الجسم يعمل بشكل أكثر كفاءة.”
القلب عندما يضخ كمية أقل من الدم، يقل الضغط داخل الأوعية الدموية، ما يقلل من إجهاد القلب ويجعل الجسم يعمل بشكل أكثر كفاءة
وقال جيمس إن هذه النتائج تفتح آفاقا في علاج مرض السكري من النوع الثاني باستخدام العلاج الحراري.
وأضاف “نأمل أن تمتد هذه الفوائد لتشمل تحسين التحكم في مستويات السكر في الدم وتحسين صحة القلب للأفراد المصابين بهذا المرض. إن التعرض لدرجات حرارة عالية يساعد الجسم على العمل بشكل أفضل، ليس فقط أثناء التواجد في حوض الاستحمام، بل أيضا بعد أيام من الجلسات.”
وأظهرت دراسة سابقة أجرتها جامعة كوفنتري أن نقع الجسم في حوض ساخن لمدة 30 دقيقة قد يعزز الدورة الدموية في الساقين بمقدار 4 أضعاف، كما يساهم في خفض ضغط الدم ومستويات هرمون التوتر، ما يجعل هذا العلاج بديلا مفيدا يشبه تأثير التمرين البدني.
وتعتبر هذه الطريقة العلاجية مفيدة بشكل خاص لأولئك الذين يواجهون صعوبة في ممارسة الرياضة بسبب ضعف الحركة أو القيود الجسدية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور توم كولين، الذي أجرى دراسة كوفنتري، “استخدام حوض الاستحمام الساخن بانتظام يعد وسيلة ممتازة لتوفير تعديل نمط الحياة، وله العديد من الفوائد الصحية. والأهم من ذلك أن الناس يستمتعون باستخدامه.”
وكانت الينابيع الساخنة قد لعبت دورا محوريا في حياة الإنسان منذ القدم، وفي العصور القديمة، كانت الينابيع الساخنة تعتبر أماكن مقدسة تجمع بين الطابع الروحي والفوائد الصحية، وعلى مدار قرون، كان الناس يتوافدون إلى هذه الينابيع للاستخدام بحثا عن الشفاء، والتطهر، وراحة البال، ولم تكن هذه المواقع مجرد أماكن للاستجمام فحسب، بل كانت أيضا تعتبر جزءا لا يتجزأ من الممارسات اليومية للعديد من الثقافات القديمة.

تؤكد الدكتورة ميريديث وارنر، جراحة العظام ومؤلفة الكتاب “العظام على العظام: دليل جراح العظام لتجنب الجراحة وعلاج الألم بشكل طبيعي”، أن الينابيع الساخنة كانت تُستخدم ليس فقط لأغراض صحية ولكن أيضا لأغراض دينية، وقد تم بناء العديد من المنتجعات الصحية القديمة حول هذه الينابيع نظرا للفوائد الصحية العديدة التي تقدمها، وتعتبر هذه المواقع شواهد على فهم الإنسان المبكر لقوى الطبيعة واستخدامها في تحسين جودة حياته.
وأظهرت دراسة يابانية نشرت في 2020 في مجلة “هارت” أن الاستحمام بالماء الساخن يمكن أن يحسن صحة القلب والأوعية الدموية، وكما تشير دراسة أخرى إلى أن الاستحمام بالماء الساخن يعزز تدفق الدم الطرفي ويساعد في التئام الأنسجة.
ويمكن أن يوفر الاستحمام بالماء الدافئ راحة للعضلات والمفاصل، مما يساعد على التعافي بشكل أسرع، والمياه المعدنية، مثل أملاح إبسوم، يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص في علاج مشاكل الجهاز العضلي الهيكلي.
كما أن الاستحمام بالماء الدافئ قد يحسن جودة النوم من خلال مساعدة الجسم على الاسترخاء وتعديل درجة حرارة الجسم، وقد أشارت دراسة أجريت في 2019 إلى أن الاستحمام قبل النوم يمكن أن يحسن جودة النوم.
والاستحمام بالماء الدافئ يفتح المسام ويساعد في إزالة الأوساخ والخلايا الجلدية الميتة، ويمكن أن يكون مفيدا أيضا في معالجة حب الشباب والتهابات الجلد مثل الصدفية.