سائق تاكسي عراقي يمنح الركاب كتبا ويمنع الهواتف

فكرة مؤيد قاسم لفتت انتباه دور النشر الذين عرضوا عليه كتبا مجانا للترويج لإصداراتهم، ليمنح بدوره كل راكب يقرأ لأكثر من عشر دقائق متصلة الكتاب مجانا ليكمل قراءته.
الثلاثاء 2018/12/04
مبادرة مميزة

البصرة (العراق) – يعرض سائق سيارة أجرة في مدينة البصرة بجنوب العراق بابتسامة لطيفة، كتابا مجانيا على راكب سيارته إذا قرأ فيه لعشر دقائق متصلة وبشرط واحد فقط وهو ألا يستخدم هاتفه الذكي أثناء وجوده في السيارة التي أصبحت تعرف بـ“تاكسي القراءة”.

واضطر علي مؤيد قاسم، وهو طالب بالمدرسة الثانوية وقارئ نهم، إلى العمل سائقا لسيارة أجرة لتوفير احتياجات أسرته التي تضم ثمانية أفراد، ومن خلال المبادرة التي طرحها يحاول الحفاظ على هوايته المتمثلة في حب القراءة.

وقرر قاسم (20 عاما) أن يحمل معه في سيارته كتبا يقرأها عند توقف الطريق بسبب الزحام أو أثناء انتظاره أحد زبائنه. وتحولت فكرته بعدئذ إلى حملة لتشارك قراءة الكتب.

وقال قاسم “عملي بسيارة الأجرة قيدني عن المطالعة والكتابة لذلك بدأت أفكر بجد في إيجاد حل لهذه المعضلة”. وأضاف “وضعيتي لا أحسد عليها، فأنا غير قادر على ترك عملي وفي الآن ذاته غير قادر على مواصلة قراءة الكتب بنفس الشغف والنهم، وبعد ذلك وصلت إلى حل وسط وهو أن أجمع بينهما”.

وأطلق قاسم مبادرته منذ عام مضى بكتبه الخاصة، لكنه سرعان ما لفت انتباه أصحاب دور النشر الذين اقتربوا منه وعرضوا عليه كتبا مجانا كطريقة للترويج لإصداراتهم. وتحمل سيارته نحو 20 كتابا في موضوعات عديدة بينها أعمال أدبية وفلسفية وعلمية وسياسية وشعرية وغيرها.

وتابع قاسم “في البداية واجهت تساؤلات الركاب المتكررة عن قصتي مع المطالعة أثناء كل توقف في الازدحام، لذلك قلت لم لا أحول السيارة إلى مكتبة عامة مصغرة ومتنقلة، لتعم الفائدة على الجميع؟ لأن المطالعة نعمة فقدناها بسبب انغماسنا في موجة مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة”.

وقال إنه وكمحفز للناس على القراءة في سيارته، قرر أن يمنح أي راكب يقرأ لأكثر من عشر دقائق متصلة الكتاب مجانا ليكمل قراءته.

وأوضح “10 دقائق تمنح الراكب الحق في الحصول على الكتاب مجانا، هذا الاختيار غير اعتباطي فأنا كقارئ بعد 10 دقائق قراءة بالكتاب أتمسك بمواصلته وعدم التوقف عن قراءته، لأنني لو توقفت حينها سيظل بداخلي فضول لمعرفة مجرى الأحداث، لذلك فأنا أمنح الراكب الحق في مواصلة القراءة بمنحه الكتاب، وأوصيه بأن يمنحه بدوره لشخص آخر”.

وأعرب الراكب علي النوري، وهو معلم متقاعد، عن سعادته بالفكرة، قائلا “هذه الفكرة رائعة للغاية فما أجمل أن تكون لدينا مكتبات بالسيارات، أولا كنمط جديد يحدد لنا موقعنا الثقافي وأسلوبنا في الحياة والسائق يتخلص من الجدال والنقاش الطويل وأنا أتخلص مما يجري اليوم هنا وهناك من أمور”.

24