زيلينسكي المحبط من ترامب يدعو أوروبا إلى رعاية السلام في أوكرانيا

أولى ملامح الإحباط الأوكراني من إدارة ترامب تجميد المساعدات لمدة تسعين يوما وهي مدة كبيرة ويمكن أن تكون حاسمة عسكريا.
الأحد 2025/01/26
صدمة جديدة

كييف- قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إنه يأمل في مشاركة أوروبا والولايات المتحدة في أيّ محادثات لإنهاء حرب روسيا مع بلاده، في وقت يشعر فيه الرئيس الأوكراني بالإحباط تجاه تصريحات الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بشأن أوكرانيا.

وذكر زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة مولدوفا مايا ساندو أن أوكرانيا يجب أن تشارك في أيّ محادثات لإنهاء الحرب حتى يكون لهذه المفاوضات تأثير ملموس.

وأضاف “في ما يتعلق بالتحضير للمحادثات.. آمل حقا أن تكون هناك أوكرانيا وأميركا وأوروبا والروس،” موضحا في وقت لاحق أنه لم يُوضع إطار لهذه المحادثات حتى الآن.

وتابع “نعم، أود حقا أن تشارك أوروبا، لأننا سنكون أعضاء في الاتحاد الأوروبي”.

◄ بوتين سعى إلى استثمار تردد ترامب وعدم اهتمامه بأوكرانيا ليقول إنه منفتح على إجراء مباحثات مع الرئيس الأميركي
◄ بوتين سعى إلى استثمار تردد ترامب وعدم اهتمامه بأوكرانيا ليقول إنه منفتح على إجراء مباحثات مع الرئيس الأميركي

وقال زيلينسكي إنه يعتقد أن الرئيس الأميركي الجديد قادر على إنهاء الحرب، لكنه لن يتمكن من ذلك إلا إذا أشرك أوكرانيا في المحادثات.

وأضاف “لا يستطيع أن يفعل هذا دون مشاركة أوكرانيا، وإلا فلن ينجح الأمر. لأن روسيا لا تريد إنهاء الحرب، في حين تريد أوكرانيا إنهاءها”.

ووعد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب بعد 24 ساعة من توليه منصبه، لكن مساعديه ذكروا بعد ذلك أن التوصل إلى اتفاق قد يستغرق شهورا.

وعبّر الرئيس الأميركي عن استعداده للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب.

وقال بوتين الجمعة إنه يرغب في مقابلة ترامب للحديث عن أوكرانيا. وأشار إلى مرسوم صادر عن زيلينسكي في عام 2022 يحظر إجراء محادثات مع بوتين كحاجز أمام المفاوضات.

وفي المؤتمر الصحفي، قال زيلينسكي إنه أدخل هذا الحظر لمنع بوتين من فتح قنوات اتصال أخرى مع محاورين في أوكرانيا. وقال زيلينسكي إن روسيا كانت تحاول القيام بذلك قبل أن يوقّع على المرسوم.

وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا مستعدة لتقديم الفحم إلى مولدوفا، التي تمر بأزمة طاقة بعد توقف تدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا في بداية هذا العام.

وتسيطر السلطات في كيشيناو على معظم أجزاء مولدوفا، لكن أقلية كبيرة من السكان تعيش في ترانسنيستريا، وهي المنطقة التي انفصلت في صراع عنيف في تسعينات القرن العشرين، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

وتشهد هذه المنطقة، وفيها محطة الطاقة الوحيدة في مولدوفا، الآن وطأة أزمة الطاقة بعد فقدان إمدادات الغاز.

وكانت أولى ملامح الإحباط الأوكراني من إدارة ترامب تجميد موضوع المساعدات لمدة تسعين يوما وهي مدة كبيرة ويمكن أن تكون حاسمة عسكريا، خاصة أن كييف تأمل في زيادة الدعم لوقف التقدم الروسي.

وكانت وسائل الإعلام الأميركية قد أفادت الجمعة بأن وزارة الخارجية في واشنطن أمرت بوقف معظم المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما بموجب أمر تنفيذي أصدره الرئيس دونالد ترامب.

◄ ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب بعد 24 ساعة من توليه منصبه
◄ ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب بعد 24 ساعة من توليه منصبه

وأشارت التقارير، نقلا عن مسؤولين في وزارة الخارجية، إلى أن الحظر يشمل المساعدات التي تمت الموافقة عليها مسبقا، ولكنه يتضمن استثناءات لإسرائيل ومصر.

وأضافوا أن التجميد يبدو أنه يشمل تمويل حلفاء رئيسيين مثل أوكرانيا.

وقال زيلينسكي إن المساعدات الموقوفة تتعلق بالدعم الإنساني. وأضاف “أنا مركز على المساعدات العسكرية. لم يتم إيقافها،” حسبما أفاد لوكالة الأنباء الأوكرانية “أونيان”.

وكانت الولايات المتحدة أكبر داعم لأوكرانيا في دفاعها ضد الغزو الروسي واسع النطاق منذ فبراير 2022.

وفي العام الماضي، وافق الكونجرس الأميركي على حزمة مساعدات بقيمة تقارب 61 مليار دولار لأوكرانيا. وتم صرف معظم هذه الأموال بنهاية ولاية الرئيس جو بايدن، ولكن لم يتم صرف جميعها.

وسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استثمار تردد ترامب وعدم اهتمامه بأوكرانيا ليقول إنه منفتح على إجراء مباحثات مع الرئيس الأميركي الجديد بشأن بعض القضايا، منها الحرب في أوكرانيا وأسعار الطاقة، مضيفا أن عقد مثل هذا الاجتماع سيكون فكرة جيدة.

لكن الرئيس الروسي أخبر مراسلا في التلفزيون المحلي أن مسألة التفاوض مع أوكرانيا معقدة بسبب توقيع الرئيس الأوكراني مرسوما يمنعه من إجراء محادثات مع بوتين.

ووصف بوتين ترامب بأنه ذكي وعملي، وقال إنه لا يتوقع أن يتخذ ترامب قرارات بشأن فرض عقوبات من شأنها أن تنعكس على الاقتصاد الأميركي. وهدد ترامب هذا الأسبوع بفرض عقوبات ورسوم جمركية جديدة على روسيا إذا لم تتفاوض على إنهاء الحرب.

وتابع بوتين قائلا “لذلك، سيكون من الأفضل لنا على الأرجح أن نجتمع، استنادا إلى واقع اليوم، للتحدث بهدوء عن جميع المجالات التي تهم الولايات المتحدة وروسيا. نحن مستعدون. ولكن أكرر أن هذا يعتمد بالدرجة الأولى بالطبع على قرارات الإدارة الأميركية الحالية واختياراتها”.

7