زيادة نسبة الأنسجة الدهنية في عضلات الظهر وراء آلام الظهر المزمنة

الذكاء الاصطناعي يصنف عضلات الظهر إلى أنسجة دهنية وغير دهنية بدقة عالية.
الاثنين 2025/06/09
بعض التدابير تخفف نوبات آلام الظهر

برلين - كشفت نتائج دراسة جديدة أن التغير في تكوين عضلات الظهر قد يكون جزءا من أسباب الألم المزمن، ذلك أن زيادة نسبة الأنسجة الدهنية في تلك العضلات وراء آلام الظهر المزمنة.

وتوصل فريق من الباحثين من جامعة ميونخ التقنية إلى أن زيادة نسبة الأنسجة الدهنية في عضلات الظهر وانخفاض الكتلة العضلية يرتبطان بشكل مباشر بآلام الظهر المزمنة.

واستفاد الباحثون من تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي والذكاء الاصطناعي.

واعتمدوا على تحليل بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي لكامل الجسم لحوالي 27500 مشارك ضمن الدراسة الوطنية الألمانية “أن.أي.كيو.أو”، تراوحت أعمارهم بين 19 و74 عاما، حيث أبلغ 21.8 في المئة منهم عن معاناتهم من آلام مزمنة في الظهر.

واستخدم الباحثون خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتصنيف عضلات الظهر إلى أنسجة دهنية وغير دهنية بدقة عالية، مع الأخذ في الحسبان عوامل مثل العمر والجنس والنشاط البدني، وأمراض مصاحبة مثل السكري واضطرابات الدهون وهشاشة العظام.

وأظهرت التحليلات أن ارتفاع مستوى الأنسجة الدهنية بين العضلات يرتبط بزيادة خطر الإصابة بآلام الظهر المزمنة، بينما ترتبط الكتلة العضلية الأكبر بانخفاض هذا الخطر. كما أشارت النتائج إلى أن الالتزام بتوصيات منظمة الصحة العالمية بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى الشديد أسبوعيا، يقلل من احتمال الإصابة، في حين أن قلة النشاط أو الإفراط فيه يزيد من هذا الخطر.

ويقول الدكتور سيباستيان زيغلماير، الباحث المشارك في الدراسة، “ركّزنا على العضلات الهيكلية في منطقة الظهر، التي تتأثر بنمط الحياة بشكل كبير. وتشير نتائجنا إلى أن التغير في تكوين هذه العضلات قد يكون جزءا من أسباب الألم المزمن.”

وأوضح زيغلماير أن تصميم الدراسة، القائم على نقطة زمنية واحدة، لا يسمح بإثبات علاقة سببية قاطعة، بل يكشف عن ارتباطات مهمة تستدعي المزيد من الأبحاث المعمقة.

التركيز على تركيبة العضلات في التشخيص، إلى جانب عوامل نمط الحياة، يفتح الباب أمام تطوير إستراتيجيات علاجية خاصة

وترى الدراسة أن التركيز على تركيب العضلات في التشخيص، إلى جانب عوامل نمط الحياة والبيئة النفسية والميكانيكا الحيوية، قد يفتح الباب أمام تطوير إستراتيجيات علاجية ووقائية مخصصة، تخفف من العبء الاجتماعي والاقتصادي الكبير الذي تسببه آلام الظهر المزمنة.

وتوجد ثلاثة أنواع من الأنسجة الدهنية، وهي الأنسجة الدهنية البيضاء، والأنسجة الدهنية البنية، والأنسجة الدهنية البيج.

وتعتبر الأنسجة الدهنية نوعا من الأنسجة الضامة الرخوة التي تخزّن الدهون، والتي توجد بشكل أساسي تحت الجلد، وبين العضلات، وحول الأعضاء الداخلية، وتشكل الأنسجة الدهنية بين 20 و25 في المئة تقريبا من إجمالي وزن الجسم لدى الأفراد الأصحاء.

وألم الظهر واحد من الأسباب التي تَجعل المصابين به يلجؤون إلى طلب المساعدة الطبية أو يخسرون وظائفهم، وفق خبراء مايو كلينيك. كذلك ألم الظهر أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم.

ويشير خبراء “مايو كلينيك” إلى أن بعض التدابير يمكنها المساعدة على الوقاية من معظم نوبات آلام الظهر أو تخفيفها، خاصةً لدى من تقل أعمارهم عن 60 عاما. وإن لم تجدِ الوقاية نفعا، فيمكن للعلاج المنزلي البسيط والتعامل الصحيح مع الجسم في الكثير من الأحيان شفاء الظهر خلال أسابيع قليلة. ونادرا ما يتطلب ألم الظهر إجراء جراحة لعلاجه.

ويمكن أن تتراوح آلام الظهر ما بين الشعور بألم في العضلات والإحساس بالرشق أو بألم حارق أو ألم يشبه الطعن. ويمكن أن ينتشر الألم أيضا إلى أسفل الساق. وقد يؤدي انحناء الساق أو ليِّها أو رفعها أو الوقوف أو المشي عليها إلى زيادة الألم.

وغالبا ما يحدث ألم الظهر من دون سبب ظاهر في الاختبارات أو الدراسات التصويرية. ومن الحالات الشائعة المرتبطة بألم الظهر:

ـ إجهاد العضلات أو الأربطة: يمكن أن يؤدي رفع الأثقال المتكرر أو الحركة المفاجئة إلى إجهاد عضلات الظهر والأربطة في العمود الفقري. وبالنسبة إلى من لديهم حالة بدنية ضعيفة، فقد يؤدي الضغط المستمر على الظهر إلى حدوث تقلصات عضلية مؤلمة.

ـ انتفاخ الأقراص أو تمزُّقها: تعمل الأقراص كوسائد بين العظام في العمود الفقري، ومن الممكن أن تنتفخ المادة اللينة داخل القرص أو تتمزّق وتضغط على أحد الأعصاب. ومع ذلك، فقد لا يسبب القرص المنتفخ أو الممزّق ألما في الظهر، حيث يظهر مرض القرص غالبا عند فحص العمود الفقري بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي لسبب آخر.

16