زيادة ارتفاع هرمون الكورتيزول في الدم تضاعف احتمال الوفاة بفايروس كورونا

مستويات الكورتيزول عند الصحة والراحة تتراوح بين 100 و200 نانومتر في اللتر وتقريبا صفر عند النوم ويمكن أن تهدد المستويات المنخفضة منه لدى المرضى حياتهم.
الثلاثاء 2020/06/23
من يعانون من مستويات عالية من الكورتيزول في الدم بحاجة إلى رعاية مكثفة

يلعب هرمون الكورتيزول دورا مهما في وظيفة كل أجزاء الجسم تقريبا. ويفرز بواسطة الغدة الكظرية ويعتبر هرمون الكورتيزول مسؤولا بشكل أساسي عن عملية استقلاب المواد في الجسم ويتم إطلاقه كرد فعل في حالات الضغط. ويؤكد الخبراء أن المستويات المفرطة من الكورتيزول يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى، وخاصة عدوى فايروس كورونا مما يضاعف احتمال الوفاة به.

لندن- أفادت آخر الأبحاث العلمية بأن مرضى فايروس كورونا الذين لديهم مستويات أعلى من هرمون الإجهاد الكورتيزول في دمهم، أكثر عرضة للوفاة بسبب الفايروس القاتل.

وكشفت دراسة أجراها باحثو إمبريال كوليدج لندن، أن المرضى الذين يعانون من مستويات عالية من الهرمون، تدهورت حالتهم بسرعة أكبر وكانوا أكثر عرضة للوفاة. وينتج الجسم الكورتيزول استجابة للإجهاد، ويؤدي إلى تغيرات في التمثيل الغذائي ووظيفة القلب والجهاز المناعي، لمساعدة الجسم على التأقلم.

ويقول الفريق البريطاني إن النتائج يمكن استخدامها لتحديد هؤلاء المرضى، الذين هم على الأرجح بحاجة إلى رعاية مكثفة. ووجد معدو الدراسة أن المستويات التي عُثر عليها كانت عالية بشكل مثير للقلق وكانت تقدر بحجم 3 مرات مستويات الكورتيزول الموجودة في الدم بعد خضوع شخص لعملية جراحية كبيرة.

وقال المعد الرئيسي للدراسة البروفيسور والجيت ديلو من جامعة إمبريال “من منظور طبيب الغدد الصماء، من المنطقي أن تكون لدى مرضى كوفيد – 19 المعرضين لحالة خطيرة، مستويات أعلى من الكورتيزول، ولكن هذه المستويات مرتفعة بشكل مثير للقلق”.

وقال ديلو “الآن، عندما يصل الناس إلى المستشفى، من المحتمل أن تكون لدينا علامة بسيطة أخرى لاستخدامها إلى جانب مستويات تشبع الأكسجين، لمساعدتنا في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى العناية الفائقة على الفور، وأيهم قد لا يحتاج إلى ذلك”.

وتتراوح مستويات الكورتيزول عند الصحة والراحة، بين 100 و200 نانومتر في اللتر وتقريبا صفر عند النوم ويمكن أن تهدد المستويات المنخفضة من الكورتيزول لدى المرضى حياتهم. ومع ذلك، يمكن أن تكون المستويات المفرطة من الكورتيزول خطيرة بالدرجة نفسها، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى والنتائج الضعيفة.

وفي الدراسة الجديدة، حلل الباحثون 535 مريضا، بما في ذلك 403 مصابين بكوفيد – 19، وتبين أن أولئك الذين لديهم الفايروس لديهم مستويات أعلى من الكورتيزول من أولئك الذين ليس لديهم.

وتراوحت المستويات لدى مجموعة كوفيد – 19 عند 3241، وهي أعلى بكثير حتى بعد الجراحة الكبرى، عندما يمكن أن تتجاوز المستويات 1000. وقال ديلو “يمكننا أن نأخذ مستويات الكورتيزول في الاعتبار عندما نعمل على إيجاد أفضل طريقة لعلاج مرضانا”.

ومن بين مرضى كوفيد – 19، نجا أولئك الذين لديهم مستوى الكورتيزول الأساسي البالغ 744 أو أقل، في المتوسط لمدة 36 يوما، ولكن أولئك الذين لديهم مستويات تزيد عن 744، لديهم متوسط بقاء لمدة 15 يوما فقط.

وخلال فترة الدراسة، توفي أقل من 27 في المئة من مرضى كوفيد – 19، مقارنة بأقل من 7 في المئة فقط من المجموعة غير المصابة بالمرض. ويأمل ديلو وفريقه في أن أبحاثهم يمكن التحقق منها الآن في دراسة سريرية على نطاق أوسع.

وقالت البروفيسورة كافيتا فيدهارا من جامعة نوتنغهام، التي لم تشارك في الدراسة، إنه ينبغي استخدام النتائج لإثارة المزيد من التحقيق. ويفرز هرمون الكورتيزول بواسطة الغدة الكظرية ويلعب دروا مهما في وظيفة كل أجزاء الجسم تقريبا.

ويتم فحص واختبار تركيز مادة الكورتيزول في مصل الدم أو البول. وهو عبارة عن هرمون سترويدي يتم إفرازه كردة فعل على إطلاق هرمون أي.سي.تي.آيتش من الغدة النخامية. وهو مسؤول بشكل أساسي عن عملية استقلاب المواد (الأيض) في الجسم ويتم إطلاقه كرد فعل في حالات الضغط. إضافة إلى ذلك، يعمل الكورتيزول على مراقبة فعاليات معينة يقوم بها الجهاز المناعي. بشكل عام، يتم إفراز الكورتيزول بكميات أكبر في ساعات الصباح المبكرة، وتقل هذه الكمية في ساعات المساء.

من جهة أخرى اكتشف العلما أن الأشخاص الذين لا تظهر عندهم أعراض كوفيد – 19 لديهم استجابة مناعية ضعيفة لفايروس سارس كوف ـ 2، لذلك لا تستبعد إصابتهم مرة ثانية. وقد أجرى الدراسة علماء جامعة تشونغتشينغ الطبية برئاسة الدكتور آي لونغ هوانغ، استنادا إلى البيانات التي قدمها مختبر البيولوجيا الجزيئية عن 37 مريضا لم تظهر عليهم أعراض الإصابة بكوفيد – 19.

المرضى الذين يعانون من مستويات عالية من هرمون الكورتيزول، تدهورت حالتهم بسرعة أكبر وكانوا أكثر عرضة للوفاة

ولكن استنادا إلى نتائج الاختبارات شخصت إصاباتهم بالمرض على الرغم من عدم ظهور الأعراض الرئيسية للمرض عندهم مثل الحمى والسعال وضيق التنفس، والتي تظهر عادة لدى غالبية المصابين بعد 14 يوما من الإصابة.

واختار الباحثون 37 مريضا من بين مجموعة من المرضى لم تظهر عندهم أعراض المرض منهم 22 امرأة و15 رجلا، أعمارهم بين 75 و87 سنة. وللمقارنة اختيرت مجموعة من 37 مريضا ظهرت عليهم أعراض المرض المعتادة.

وقد اكتشف الباحثون أن متوسط فترة انتشار الفايروس عند المرضى الذين لم تظهر عندهم أعراض كانت 19 يوما مقابل 14 يوما عند مرضى مجموعة المقارنة. وكانت الأجسام المضادة المحددة للاستجابة المناعية عندهم أضعف بكثير مما لدى مجموعة المقارنة. وإضافة إلى ذلك انخفض عندهم مستوى الأجسام المضادة بعد مرور ثمانية أسابيع على مغادرتهم المستشفى بنسبة 81 في المئة، في حين كانت هذه النسبة لدى مجموعة المقارنة 61 في المئة.

ويشير الباحثون إلى أن مستوى السيتوكينات المضادة للالتهابات كان لدى المرضى الذين لم تظهر عندهم أعراض المرض منخفضا جدا، مما يدل على ضعف استجابتهم المناعية لفايروس سارس كوف ـ 2. ويشير الخبراء إلى أنه حتى الآن لا توجد دراسات لتحديد مدة استمرار المناعة على أساس الأجسام المضادة عند الذين ظهرت والذين لم تظهر عندهم أعراض المرض.

17