زوار دبي يعيشون قصص الأنبياء في الحديقة القرآنية و"كهف المعجزات"

دبي – في قلب مدينة دبي، تقع حديقة فريدة من نوعها على مستوى العالم… حديقة غير تقليدية، لا تستهدف جذب الزوار من محبي التجول بين الزهور والأشجار والمساحات الخضراء، ولا تستهدف محبي الاستمتاع بحدائق البحيرات والشلالات، بل تستهدف الراغبين في التعرف على الثقافة الإسلامية ومعجزات الأنبياء وقصص القرآن الكريم.
إنها “الحديقة القرآنية” التي تقع في منطقة الخوانيج بدبي، لتعريف الزائرين بالعديد من المعاني والمعجزات والنباتات التي وردت في القرآن الكريم.
الحديقة مقامة على مساحة 64 هكتارا، وتكلف إنشاؤها 200 مليون درهم (الدولار يعادل 3.67 درهم)، وتستقطب الآلاف من الزوار يوميا. وتعتبر الحديقة فرصة لتعريف سكان الإمارات والزائرين بالعديد من المعاني والمعجزات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.
وتجمع الحديقة عددا كبيرا من النباتات المذكورة في القرآن والسنة النبوية، وإظهار أهميتها وقيمتها العلمية وفوائدها، وكيف يعتمد الطب الحديث بشكل كبير عليها في العلاج، وتسهم معالم الحديقة في توطين تلك النباتات.
الحديقة تبرز معجزات الأنبياء بأحدث التقنيات التفاعلية، ومنها الهولوجرام، والصوت والضوء، والمجسمات ثلاثية الأبعاد
وتبرز الحديقة معجزات الأنبياء بأحدث التقنيات التفاعلية، ومنها الهولوجرام، والصوت والضوء، والمجسمات ثلاثية الأبعاد.
وتتكون الحديقة من 12 بستانا موزعة على مساحات واسعة، ويحتوي كل بستان على نباتات وأشجار وردت في آيات كتاب الله والسنة النبوية، ومنها بستان العنب، بستان النخيل، بستان الزيتون، وتضم مساحات لزراعات الرمان والبطيخ والتين والثوم والكراث والبصل والذرة والعدس والقمح وحبة البركة والزنجبيل والتمر الهندي والريحان والقرع والخيار.
وتضم الحديقة بيتا زجاجيا لبعض تلك النباتات، والتي تنبت ضمن درجات حرارة محددة ومحفزات بيئية خاصة.
وتم تزويد البيت الزجاجي بنظام كهروميكانيكي ذكي يقوم بتشغيل درجات الحرارة بشكل خاص يناسب احتياجات ومتطلبات كل نوع من النباتات، كما تم تزويده بنظام ري ذكي، ونظام للسيطرة على مستويات الرطوبة المطلوبة، بما يسهم في نموها بالإمارات رغم الطقس الذي قد لا يساعد على زراعة بعض النباتات.
ومن معالم الحديقة “كهف المعجزات” الذي يحتوي على سبعة معارض مختلفة لإبراز المعجزات المذكورة في القرآن الكريم.
ويتعرف الزوار خلال زيارتهم للكهف على قصص معجزات الأنبياء يونس وعيسى وسليمان وإبراهيم ونوح ويحيى، ومعجزة انشقاق القمر، والتي يتم عرضها عن طريق شاشات تفاعلية، ومؤثرات صوتية باللغتين العربية والإنجليزية.
وتم تجهيز الكهف بتقنيات تفاعلية تعد الأحدث عالميا، لإبراز المعجزات النبوية المذكورة في القرآن، بالإضافة إلى استخدام أجهزة عرض ثلاثية الأبعاد لتسليط الضوء على تفاصيل كل معجزة.
وتضم الحديقة أيضا أجنحة لعرض معلومات حول النباتات والأشجار التي ورد ذكرها في آيات القرآن الكريم، وفوائدها العملية والطبية واستخداماتها المختلفة، وأمام كل منها لوحة خاصة تعرض معلومات عن كل شجرة وكيف ذكرت في القرآن، ليستمتع زوار الحديقة بتجربة استثنائية في أجواء تجمع بين الثقافة الإسلامية والطبيعة.
12
بستانا في الحديقة موزعة على مساحات واسعة، ويحتوي كل بستان على نباتات وأشجار وردت في آيات كتاب الله والسنة النبوية
ومن معالم الحديقة، “بحيرة معجزة النبي موسى”، التي توضح كيف انشق البحر، حيث يتحرك الزوار بممر وسط البحيرة يحاكي القصة.
وتتميز الحديقة بأشجار الطاقة الشمسية، حيث تم تنفيذ أشجار بتصميم مستوحى من فنون الخطوط العربية والإسلامية، وتحتوي الأشجار على ألواح للطاقة الشمسية، لتوفر خدمات الإنترنت اللاسلكي “الواي فاي”، ومنافذ لشحن الهواتف النقالة، وجلسات مظللة للزوار.
وقالت بلدية دبي التي نفذت الحديقة وتتولى إدارتها “تهدف الحديقة القرآنية إلى تعزيز جسور التواصل الفكري والثقافي مع الثقافات والأديان المختلفة وتعزيز التسامح من خلال عرض المعجزات التي ورد ذكرها في الديانات السابقة”.
وتستقبل الحديقة المئات من الزوار من بينهم مسلمون جدد من المقيمين بالإمارات، ممن انضموا حديثا إلى الدين الإسلامي ليتعرفوا على معجزات الأنبياء.
ويتجول الزوار بين معالم الحديقة، وتحيطهم تلاوات من القرآن الكريم تبثها مكبرات صوت موزعة في أرجاء الحديقة، يتلوها كبار القراء في العالم العربي.
ويتعرف الزوار على موضوعات مختلفة ذكرت بالقرآن الكريم، بما فيها الطب الحديث، والثقافة البيئية التي وردت في التراث الإسلامي، وحرص الدين الإسلامي على الزراعة والحفاظ على البيئة النباتية.
وتقول آمال السيد، وهي مصرية مقيمة في دبي، “أحرص على زيارة الحديقة القرآنية كل عدة أشهر بصحبة أطفالي، ليتعرفوا على معجزات الأنبياء، ويقتربوا من تفاصيلها”.
وتضيف “نسعد بالأجواء الإيمانية التي نعيشها في الحديقة، وسط تلاوات القرآن الكريم، وتسهم هذه الزيارة في تعزيز الثقافة الإسلامية في وجدان كل فرد من أفراد أسرتي، وهو مكسب كبير لنا، لا نجده في أي حديقة أخرى”.
أما فايز سعيد، وهو أردني مقيم بالإمارات، فيقول “أسعد كثيرا عند زيارة الحديقة القرآنية، حيث أرى الكثير من أبناء الجاليات المختلفة من غير الناطقين بالعربية، وهم يتجولون في الحديقة ويتعرفون على معجزات الأنبياء”.
وتابع “عند زيارة العائلات للحديقة يتعرف الأبناء على النباتات التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتحفزهم الزيارة على حب الزراعة والمحافظة على النباتات وهو أمر أوصانا به ديننا الحنيف”، مضيفا “زيارة الحديقة القرآنية تجمع بين الثقافة والطبيعة، وتشعر الزائرين بمتعة غير تقليدية في أجواء إيمانية”.
ويرى الإماراتي فيصل سالم أن دبي نجحت من خلال الحديقة القرآنية في صنع معلم جديد يضاف إلى المعالم السياحية بالإمارات، يستقطب عشرات الآلاف من الزوار شهريا، وفي الوقت نفسه يوضح لهم معلومات هامة عن معجزات الأنبياء، ومعلومات عن النباتات التي وردت في كتاب الله والسنة النبوية والتراث الإسلامي، ويعزز الثقافة الإسلامية بين مختلف الجنسيات.
ويضيف “أتجول مع أبنائي بالمناطق الزراعية الموزعة على مساحة كبيرة بالحديقة، لنتعرف على النباتات التي وردت في القرآن والسنة، ومنها القمح وحبة البركة والزنجبيل والتمر الهندي والريحان والقرع، ونطلع على كيفية زراعتها وفوائدها للإنسان”.
ويتابع “كثيرا ما نروي للأبناء معجزة النبي موسى، وكيف ضرب بعصاه البحر فانحسر الماء، لكن حين يستمعون للقصة عبر التقنيات الحديثة في الحديقة القرآنية، ويمرون وسط البحيرة، في ممر يحاكي الممر الذي ورد في القصة، فإنهم يتعرفون عن قرب على تفاصيل معجزات النبي موسى، ويعيشون تفاصيلها ما ينمي في ذاكرتهم تفاصيل من الثقافة الدينية”.