"زواج النفس" موضة جديدة تجتاح عالم منظمي حفلات الزفاف

قيام عدد من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم في السنوات الأخيرة بالزواج من أنفسهم في مراسم زفاف رمزية، يدفع شيئا فشيئا العاملين في مجال تنظيم حفلات الزواج أن يضعوا ذلك في حسبانهم وأن تلائم خدماتهم هذا الأمر.
الخميس 2018/01/04
لا انتظار لفارس الأحلام

لندن – قررت الفنانة الاستعراضية غابرييل بيناباز، أن تقيم لنفسها حفل زفاف واختارت بعناية مكان الحفل والزهور وفستان الزفاف وأقامت الاحتفال، لكن كان ينقصها العنصر الحاسم جدا وهو العريس.

وقالت بيناباز، المقيمة في نيويورك، التي حضر أصدقاؤها وأفراد عائلتها الاحتفال، إن حفل زفافها على نفسها كان “أفضل حفل زفاف شاهدته على الإطلاق". ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه الفنانة الاستعراضية تشارك في مراسم زواج الأشخاص من أنفسهم وتقدّم استعراضا في هذه المراسم مقابل الحصول على مبلغ مالي.

وعادة ما يكون زبائنها من النساء غير المرتبطات، رغم أن أشخاصا من كافة الأجناس والحالات الاجتماعية يشاركون في هذه المراسم.

ووفقا لما ورد بموقع “بي بي سي” البريطاني، أفادت بيناباز أنها “زوّجت” أكثر من 1500 شخص بهذه الطريقة، وفي العادة تقام نفس الطقوس التي أقامتها لنفسها، من حيث المراسم والملابس والطعام المقدّم للضيوف.

وأضافت “عادة ما تكون هذه المراسم جذّابة جدا وتتعلق في الأساس بحب الذات”.

وتابعت “نحو 80 بالمئة ممن زوجتهم لأنفسهم بكوا في مراسم الزفاف. إنهم عادة ما يرددون عبارة مثل: أنا أسامح نفسي، أو: لن أصف نفسي بعد الآن بأنني قبيح”.

وقد ارتفع عدد من تزوجوا أنفسهم بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية.

ورغم أن “زواج النفس” ليس قانونيا في أي بقعة من العالم، تشير تقارير إلى إجراء مراسم وهمية للزواج منذ عدة عقود بعدة أماكن من اليابان إلى إيطاليا ومن أستراليا إلى المملكة المتحدة.

وأصبح هذا الحدث هو الموضوع الرئيسي للعديد من المسلسلات التلفزيونية الرائجة في الولايات المتحدة الأميركية، مثل “غلي” و”الجنس والمدينة”. وتوجد حاليا شركات متخصصة مثل شركة “بيناباز” لمساعدة الأشخاص الذين يرغبون في إقامة مراسم زفاف بهذا الشكل.

وأدّت دومينيك يوكهيهباز مراسم زواجها من نفسها للمرة الأولى عام 2011، وهي تقدم دورة تدريبية على الإنترنت لمدة 10 أسابيع لتهيئة العروس أو العريس لطقوس الزواج بالذات، مقابل 200 دولار أميركي، فضلا عن تقديم جلسات استشارة.

وقالت يوكهيهباز إنها عملت مع أكثر من 250 زبونا حتى الآن، مشيرة إلى أن هذه المراسم في تنامي مستمر.

وأضافت “قد تكون مراسم الزواج بالنفس بسيطة في غرفة نوم الشخص أو احتفالا مهيبا”.

وتعتقد يوكهيهباز أن هذا الحدث قد يكون بمثابة علاج فعاّل بالنسبة إلى من يشارك فيه، مضيفة “رأيت أناسا يتركون علاقات متعسفة لينخرطوا في حياتهم العملية أو يلتقون بأحبائهم بعد الزواج من أنفسهم”.

وفي حين لا تتوفر أرقام رسمية عن عدد الذين يفضّلون الزواج بأنفسهم، يأتي الاهتمام بهذا الموضوع في وقت وصل فيه عدد غير المتزوجين إلى مستويات قياسية في العديد من الدول المتقدّمة اقتصاديا، حسب ما ورد في تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وبدأت شركات تعمل على تقديم الخدمة في هذه السوق الجديدة. وأشارت تقارير إلى أن وكالة سيركا اليابانية للرحلات قد عرضت في عام 2014 رحلة سفر لمدة يومين للأشخاص الذين قرروا الزواج من أنفسهم بتكلفة تصل إلى 2500 جنيه إسترليني، على أن يشمل ذلك تقديم الملابس الملائمة لهذه المناسبة والمكياج وتصفيف الشعر والتقاط الصور التذكارية.

وقال دان موران، الذي يعمل مصمّم مجوهرات ويقيم في مدينة لوس أنجليس الأميركية، إنه بدأ منذ 18 شهرا في تلقّي مكالمات هاتفية من أشخاص يريدون عقد مراسم الزواج بالنفس، مشيرا إلى أنّ منظمي ومصوّري مراسم الزواج الذين يعرفهم قد تلقّوا طلبات مشابهة.

وتابع “من المؤكد أنه سيتوجب على العاملين في مجال تنظيم حفلات الزواج أن يضعوا في حسبانهم الأشخاص الذين يقررون الزواج بأنفسهم وأن توافق خدماتهم هذا الأمر خلال السنوات القادمة”.

وتوجد رغبة قوية لدى البعض لكي ينفقوا الكثير من الأموال على مراسم الاحتفال بالزواج من الذات، حيث عقدت الإيطالية لورا ميسي القران على نفسها في احتفال “من قصص الخيال”.

وأنفقت ميسي 8700 جنيه إسترليني في ذلك اليوم، وكانت قد قررت اللجوء لهذه الخطوة بعد انتهاء علاقة دامت 12 عاما. وعقدت سوفي تانر في المملكة المتحدة، مراسم الزواج من نفسها في عام 2015.

24