"زد" جيل يبحث عن فرص للاستثمار وسط الجائحة

مواطنون رقميون تفتحت أعينهم على هيمنة التكنولوجيا.
الاثنين 2021/03/22
جيل "زد" شهد سوق وظائف عالمية واعدة مزقها الوباء

سواء أشرنا إليهم باسم جيل الإنترنت أو المواليد الرقميين أو جيل الشاشات أو جيل "زد"، ما يهمنا معرفته هو أنّ المنتمين لهذا الجيل لا يميزون في استخدام التكنولوجيا بين حياتهم الشخصية والمهنية؛ الدراسة والعمل والمعيشة تتكامل جميعها في خلاط الحيز المعلوماتي. والسؤال المطروح ماذا سيحدث عندما يدخل هذا الجيل مجال العمل؟

سيول - بين الواجبات المنزلية والأصدقاء وقناته الشخصية على يوتيوب، غالبا ما يجد كوون جون البالغ من العمر 12 سنة مشغولا جدا للتحقق من استثماراته، دون أن تبدو على ملامح تلميذ المدرسة الكوري الجنوبي أي مظاهر للقلق.

مع عائدات بلغت 42 في المئة منذ أن دخل سوق الأوراق المالية العام الماضي، يعتقد كوون أن التداول عبر الإنترنت يمكن أن يحمي مستقبله المالي، في عالم يعاني من تداعيات كوفيد – 19الاقتصادية.

وقال كوون، الذي حقق أرباحا  فاقت 12 ألف من استثمار بلغ 20 ألف دولار في أبريل عام 2020 “بصراحة، أنسى أحيانا التحقق من حساب أسهمي بسبب دراستي أو عندما ألعب مع أصدقائي”. وقال لمؤسسة تومسون رويترز “سأبقي الأسهم معي حتى أصبح راشدا. أعتقد أن هذه فائدة الاستثمار المبكّر على المدى الطويل”.

مواطنون رقميون

أدريان بريدجووتر: أفراد جيل "زد" لا يميزون بين حياتهم المادية والرقمية
أدريان بريدجووتر: أفراد جيل "زد" لا يميزون بين حياتهم المادية والرقمية

من كوريا الجنوبية إلى الولايات المتحدة، يتجه عدد متزايد من المراهقين والشباب المولودين بعد سنة 1996 (الجيل Z) إلى منصات الاستثمار عبر الإنترنت التي توفر فرصة لكسب المال بضغطة واحدة. ولكنها غالبا ما تشكل مخاطر غير متوقعة.

يشكل جيل “زد” حوالي 2.5 مليار شخص (32 في المئة من سكان العالم)، يليه جيل الألفية الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و40 عاما بنسبة 22 في المئة، وفقا لبنك أوف أميركا، الذي يتوقع أن دخول الجيل زد إلى القوى العاملة سيعطل الاقتصادات والأسواق.

ويشار عادة إلى الجيل الذي ولد بين عام 1996 و2010 بالجيل الرقمي أو بالمواطنين الرقميين، وهو أول جيل تفتحت عيناه مع هيمنة الإنترنت وانتشار التكنولوجيا الرقمية.

ومن المعروف أن واحدا من أبرز الصفات الناشئة التي عززها هذا الجيل هي الحاجة إلى الصمت؛ إنهم الجيل الذي يتواصل بشكل دائم من خلال أصابعه وسجل فوتوغرافي، فهم غالبا ما يختلسون النظر ويتابعون الآخرين في العمل واللعب.

هناك اعتقاد شبه راسخ بأن الجيل القادم سيكون أفضل من الأجيال التي سبقته في تحقيق إنجازات عظيمة، فشلت البشرية حتى هذه اللحظة بإنجازها، أو على الأقل تنظيف الفوضى التي قمنا بها. وبينما عبر أبناء الجيل الرقمي عن مخاوف من أن تفشل المدرسة بإعدادهم بشكل يلائم ظروف العمل الجديدة، مشددين على ضرورة التعلم والتعليم بطرق تتيح لهم الاستفادة من إبداعاتهم، ثمن القائمون على التعليم براعة الطلاب في استخدام التقنية، إلا أنهم أبدوا مخاوف من الاعتماد المفرط عليها، لأن ذلك سيضعف فرص تطوير مهاراتهم التحليلية.

وعلى العكس من بعض المناطق مثل أوروبا الغربية والولايات المتحدة التي جرى فيهما التركيز على ذوي الأداء المنخفض، سعى المعلمون في آسيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى البحث عن أفضل الطلاب والتركيز عليهم. لهذا السبب حصل طلاب شرق آسيا باستمرار على أعلى المراتب في الاختبارات الدولية الموحدة خلال السنوات العشر الأولى من الألفية.

ماذا سيحدث عندما يدخل الجيل “زد” مجال العمل؟

في مقال نشرته مجلة “فوربس” الأميركية يؤكد أدريان بريدجووتر أن الشركات مضطرة لإعادة تنظيم مساحات مكاتبها وأنظمة العمل الخاصة بها مع أفراد جيل “زد” الذين لا يميزون بين حياتهم المادية والرقمية.

لن يعتمد الدخول إلى عالم الاقتصاد على حصولك على تعليم رسمي، ويفضل 62 في المئة من الجيل “زد” النفاذ إلى شبكة الإنترنت بشكل غير محدود على الحصول على شهادة جامعية.

“الجيل زد قد نشأ ليصبح ماهرا في فهم الأمور المتعلقة بالتكنولوجيا أكثر من درس العلوم، فهذا الجيل لديه توقعات عالية للغاية عندما يتعلق الأمر بالتجارب الرقمية”، وفق المدير الإداري لشركة “ووردبرس إنجين” فابيو تورليني.

كسب المال

Thumbnail

شهد جيل “زد” سوق وظائف عالمية واعدة مزقها الوباء، مع ارتفاع معدلات البطالة، لاسيما بين الشباب العاملين في المطاعم وقطاع السفر. ويقول بنك أوف أميركا إن الوباء سيكلف الطلاب 10 تريليون دولار من أرباحهم مدى الحياة. وبسبب الإحباط من عمليات الإغلاق وتضاؤل ​​فرص العمل، يحاول العديد من الأشخاص في الجيل زد تجربة حظهم في سوق الأوراق المالية باستخدام تطبيقات وساطة مجانية وسهلة الاستخدام مثل تطبيق روبن هود التابع لشركة روبن هود ماركيت انكوربوريشن الذي يوفر للهواة وصولا غير مسبوق إلى التجارة.

قالت إيشيتا نانديني، البالغة من العمر 24 عاما، والتي تستخدم التطبيق “بمجرد انتشار الوباء وتحول كل شيء إلى العالم الرقمي، أفسِح المجال للتركيز على الاستثمار لأنه كان أحد الأنشطة القليلة التي يمكنك القيام بها عبر الإنترنت”. وتابعت نانديني، وهي محللة بيانات في سان فرانسيسكو “يتحدث الكثيرون عما يستثمرون فيه من خلال الدردشات الجماعية. ولكن هناك هذه الجيوب من المجتمعات عبر الإنترنت التي يمكنك الذهاب إليها والتعرف على ما يفعله الناس حقا”.

في الولايات المتحدة، قالت شركة “أبيكس كليرينغ كورب”، وهي شركة تكنولوجيا مالية تُركِّز على حفظ الأوراق المالية والمقاصة، إنها فتحت ما يقرب من 6 ملايين حساب في 2020، أي بزيادة قدرها 137 في المئة عن سنة 2019. وينتمي حوالي مليون من هؤلاء إلى مستثمري الجيل زد.

وبالمثل في كوريا الجنوبية، قاد ناشئون مثل كوون ارتفاعا في تجارة التجزئة أو تجارة الأفراد وسط الوباء. وقال كوون “لا يوجد سبب يمنعك من جني الأموال لمجرد أنك مراهق. إنه وقت رائع للتدرب على كسب المال بمفردك”، مضيفا أنه سيمكنه ممارسة مهنة ترفيهية بشكل مريح بدلا من التنافس من أجل مقعد جامعي.

عمل محفوف بالمخاطر

Thumbnail

عرّضت السهولة التي يمكن شراء الأسهم وبيعها بها عبر الإنترنت بعض المتداولين المبتدئين لمخاطر لا يمكنهم التعامل معها.

فعلى سبيل المثال، انتحر الطالب الأميركي أليكس كيرنز، عن عمر ناهز 20 عاما، بعد أن أبلغه تطبيق روبن هود بما ظن أنه خسارة 730 ألف دولار في صفقة، ولم يتمكن من التواصل مع أي شخص في الشركة، وفقا لدعوى رفعتها عائلته الشهر الماضي.

في الواقع، غطت خيارات أخرى في حساب كيرنز الخسارة، وفقا للدعوى القضائية، التي ذكرت أن التطبيق ملزم بمعرفة عملائه والتأكد من أن استراتيجيات التداول التي يعتمدونها مناسبة، عوضا عن استغلال المستثمرين عديمي الخبرة.

وقالت شركة روبن هود إنها تعمل على تحسين موادها التعليمية وإلحاق المزيد من موظفي الدعم المباشر، من بين تغييرات أخرى.

وقالت ميغان لويست، البالغة من العمر 23 سنة، التي أسّست شبكة “جن زي.في.سي” في نيويورك “آمل أن أرى المزيد من التوصيات في المنصات، حتى لو كانت رسالة تحذير. الكثير من الشباب ليست لديهم خبرة في الاستثمار، ومن حقهم معرفة المخاطر”.

كما ساعد تطبيق روبن هود ومنتدى “وول ستريت بتس” ضمن منصة رديت المشهورة بين مستثمري الجيل زد على ارتفاع قيمة أسهم “غيم ستوب” في بورصة نيويورك لتصل إلى أرقام قياسية بنسبة 1600 في المئة في يناير.

عندما قرر روبن هود تقييد التداول في أكثر من 13 سهما متقلّبا، كان العملاء غاضبين. فخلال الجنون الذي شهدته أسهم غيم ستوب، خسر 67 في المئة من الأشخاص الذين تداولوا في الأسهم باستخدام تطبيق ويلث سيمبل أموالا، وكان 29 في المئة منهم من الجيل زد، وفقا لمنصة التداول الكندية.

قال جوناثان تشانغ، الذي خصص حسابه على تيك توك لهذه المواضيع، إن الجيل زد كان حريصا على تحقيق ربح سريع من خلال تطبيقات التداول ويجب أن يكون حذرا من معلمي الاستثمار المزعومين على منصات مثل يوتيوب الذين لا يقدمون نصائح كافية.

وقال تشانغ البالغ من العمر 22 عاما “هذا هو نوع المحتوى الذي يجب أن تبتعد عنه. إنهم يخبرون الأشخاص الذين ليس لديهم معرفة بالقطاع: استثمر في هذا، وستكون غنيا.. لكن السهم لن يرتفع في النهاية”.

12