رينزي يواجه عاصفة من الانتقادات بسبب حسناوات حكومته

الخميس 2014/09/18
ماريا إيلينا بوشي إحدى جميلات حكومة الشاب رينزي

روما - أثار جمال وزيرات حكومة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي حفيظة العديد من النقاد والمتابعين لحياته السياسية، حيث اعتبروا أن المزج بين رؤيته الجمالية للنساء وبين كفاءتهن أمر يدعو إلى الريبة، بل تجاوز ذلك إلى تشبيهه بسلفه السابق “زير النساء” سلفيو برلسكوني.

اتهم العديد من النقاد في الأوساط السياسية الإيطالية رئيس الحكومة ماتيو رينزي باختيار وزيراته لجمالهن وليس لمهاراتهن.

وقد سببت هذه الاتهامات غضب وزيراته “الجميلات”، ما دفعهن إلى طلب تقييم عملهن في الوزارات قبل إطلاق الأحكام.

وعلى الرغم من أن رينزي يختلف في كل شيء من عمره ونمط حياته إلى توجهاته السياسية عن سلفه سيلفيو برلسكوني، إلا أن هذا الاختلاف لم ينقذه من التهمة التي وجهت إلى سلفه برلسكوني.

فلطالما اتهم رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني “المتصابي” بتعيين وزيرات في حكومته لأنهن جميلات وشابات دون أي اعتبار للمؤهلات الأخرى.

وكان برلسكوني اختار عارضة أزياء مشهورة لتكون وزيرة في حكومته، كما نال صيتا سيئا بمعاشرته بائعات الهوى والراقصات في الملاهي.

واليوم، يعيد التاريخ نفسه بإعلان سياسة مخضرمة في الحزب الديمقراطي بزعامة رينزي أن رئيس الوزراء اختار بعض وزيراته لجمالهن ورشاقة قوامهن وليس لكفاءتهن ورجاحة عقولهن.

وقد ردت روزي بيندي القائدة القوية في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إلى يسار الوسط ورئيسة لجنة مكافحة المافيا في البرلمان الإيطالي على تلك الانتقادات قائلة إن “اختيار بعض الوزيرات جاء باعتقادي لأنهن شابات وجميلات المظهر”.

وكان رينزي الشاب الذي لم يتجاوز الأربعين من عمره (39 عاما) قد تقلد منصب رئيس وزراء إيطاليا في فبراير الماضي، بعد قيادته معارضة أسفرت عن إسقاط برلسكوني وتشكيل حكومة تميزت بكثرة شبابها وارتفاع نسبة النساء بين وزرائها، إذ أن النساء يشكلن نصف مجلس الوزراء المؤلف من 16 وزيرا.

وزيرات حكومة رينزي يدافعن عن اختيارهن لمناصبهن على أساس مقياس الكفاءة وليس الجمال

ويرى الإيطاليون أن انتقادات بيندي بشأن اختيار سياسيات شابات وتعيينهن في مناصب رفيعة موجهة بصفة خاصة إلى وزيرة الإصلاحات ماريا ايلينا بوشي التي تثير إعجاب الرجال الإيطاليين وحسد نسائهم بحسنها وملابسها المغرية.

وتعتبر ماريا إيلينا بوشي البالغة من العمر 33 عاما أصغر وزيرات رينزي، وكثيرا ما تكون سراويلها الضيقة مثار تعليقات في وسائل الإعلام الإيطالية، لكنها فاجأت خصومها ومنتقدي ذوقها الصارخ في الملبس بخطة جريئة مررتها في البرلمان لإصلاح مجلس الشيوخ الإيطالي.

ونقلت صحيفة “ديلي تلغراف” عن بوشي قولها “اعتقد أن تقييمنا سيكون على أساس حسن أدائنا وليس حسن مظهرنا، ومن واجبنا تلبية حاجات المواطنين البسطاء وهذا ما نفعله كل يوم”.

ورغم أن بوشي ليست الوزيرة الشابة الوحيدة التي تستدرج المصورين الصحافيين بمظهرها في حكومة رينزي، بل هناك وزيرة الخارجية فيدريكا موغريني البالغة من العمر 41 عاما والتي عينت أوائل الشهر الجاري على رأس مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إذ أنها غالبا ما تثير عدسة المصورين بجمالها الفاتن.

وانبرت اليساندرا موريتي، القيادية في حزب رينزي وعضو البرلمان الأوروبي، من ناحيتها، للدفاع عن الوزيرات الشابات فلفتت بدورها انتباه الإيطاليين بمظهرها وملابسها.

ودافعت موريتي عن رفيقاتها الوزيرات من خلال إثباتهن كفاءة وجدارة إلى جانب مظهر أجسادهن حيث قالت “في السياسة يخاف البعض من المرأة القوية والجميلة”.

وفي خضم تلك المعمعة، قالت ديبورا سيراكياني نائبة سكرتير الحزب الديمقراطي في إيطاليا والمتميزة أيضا بأنوثتها الأنيقة وشبابها إن “ملاحظات بيندي بشأن الوزيرات الشابات طريقة بالية في النظر إلى الأمور”.

كما أكدت سيراكياني في تصريحات لصحيفة “لا ريبيبليكا” الإيطالية قائلة “الجمال لا علاقة له بالأمر، بل وقع الاختيار على الوزيرات بسبب الكفاءة والقدرة”.

وشدد مؤيدو رئيس الوزراء الإيطالي على أن موقفه من المرأة لا يمت بصلة إلى نظرة برلسكوني الذي أسهمت نكاته البذيئة عن المرأة وعلاقاته بمراهقات وبائعات هوى وحفلاته الماجنة على طريقة “بونغا بونغا” في سقوطه وطرده العام الماضي من البرلمان.

وللإشارة فإن رينزي أطلق “برنامج الألف يوم” تعهد فيه بتقليص الجهاز البيروقراطي وتشجيع المبادرة الخاصة وانتشال إيطاليا من الركود خلال السنوات الثلاث المقبلة.

12