رياضة البيلاتس تدريب شامل للجسم

يؤكد خبراء اللياقة البدنية أن البيلاتس نظام تمارين رياضية يركز على التمدد وتقوية الجسم كله لتحسين التوازن وقوة العضلات والمرونة، حيث يوفر الوعي بالجسم لإنشاء أنماط حركة فعالة، وبالتالي تقليل الضغط على المفاصل والأوتار والعضلات والأربطة، مما يحسن التوازن. وتقوي تمارين البيلاتس الذراعين والساقين، حيث تعتمد الحركات المستخدمة على الأطراف للتحكم وتطبيق الأحمال على الجسم.
برلين - تعد رياضة البيلاتس مجموعة من التمرينات التي تُركز على تقوية الجسم وتحسين اللياقة العامة، وقالت مدربة اللياقة البدنية إليزابيث جرازر إن رياضة البيلاتس هي تدريب شامل للجسم مع التركيز على دعم الجذع؛ حيث تنطلق جميع الحركات من مركز الجسم، الذي يطلق عليه في هذه الرياضة اسم باور هاوس، والذي يتكون من عضلات البطن العميقة وعضلات الظهر وعضلات قاع الحوض.
وأضافت جرازر أن رياضة البيلاتس تركز أيضا على التنفس؛ حيث تتكيف الحركات مع إيقاع التنفس، مشيرة إلى أن الأمر هنا يتمحور حول تنفيذ الحركات بمنتهى الدقة.
وأردفت جرازر أن فوائد رياضة البيلاتس لا تقتصر على الجسد فقط، بل إنها مفيدة للنفس والذهن أيضا؛ حيث يساعد التركيز على الجسم والتنفيذ الدقيق للحركات والتنفس على الشعور بالاسترخاء النفسي والصفاء الذهني.
ولأن البيلاتس تمارين رياضية لطيفة ذات تأثير منخفض، فمن غير الشائع حدوث الإصابات فيها. ويشبّه الكثير من مدربي اللياقة البدنية البيلاتس باليوغا والفنون القتالية، في بعض حركاتهما الخفيفة. فتركز البيلاتس واليوغا على تنمية القوة والتوازن والمرونة ووضعية الجسم وتحسين تقنية التنفس، بينما لليوغا جانب روحي أكثر من البيلاتس بسبب تركيزها على الوحدة بين العقل والجسم.
البيلاتس يوفر الوعي بالجسم لإنشاء أنماط حركة فعالة، وبالتالي تقليل الضغط على المفاصل والأوتار
وتستخدم البيلاتس أيضا التنفس، ولكن تمارينها تركز أكثر بكثير على حركات دقيقة تستهدف أجزاء معينة من الجسم. وأفضل حصصها هي التي تضم مجموعات صغيرة من المتدربين حيث يمكن للمدرب وضع برامج تتناسب مع نقاط القوة والضعف لكل شخص.
وأشارت مدربة اللياقة البدنية الألمانية إلى أن رياضة البيلاتس تعد مناسبة للجميع، لاسيما المبتدئين في ممارسة الرياضة وكبار السن.
وتساعد تمرينات البيلاتس على تحقيق الثبات والاستقرار وتقوية الجسم، وتتم التدريبات عادة بترتيب معين، واحدا تلو الآخر، وحركات رياضة البيلاتس لها أسماء مثل “ذي هندرد” و”كريس كروس” و”الفيل” و”البجعة”.
وقد تبدو التحركات بسيطة، ولكنها تتطلب الكثير من الدقة والتحكم، وتتعلق بالتركيز والتنفس.
وينصب تركيز رياضة البيلاتس بشكل أساسي على الجسم بالكامل، وتقوي الذراعين والساقين، حيث تعتمد الحركات المستخدمة على الأطراف للتحكم وتطبيق الأحمال على الجسم. ويمكن للشخص البدء بالتمارين الأساسية ثم تجربة التحركات المتقدمة كلما تحسن.
ويمكن القيام بتمارين البيلاتس على حصيرة التمارين، سواء في الجيم أو في المنزل. وتستغرق فصول البيلاتس عادة 45 دقيقة إلى ساعة، لكن يمكن القيام بحركات أقل في وقت أقل. وعند ممارسة تمارين البيلاتس سيحصل المتدرب على عضلات أقوى وأكثر نحتا وسيكتسب مرونة، وقد يكون لديه أيضا وضع جسدي أفضل وإحساس أفضل باللياقة.
وتُحسن رياضة البيلاتس كثافة العظام، وتقدم أيضا فوائد مدهشة في بناء العظام. كما تعزز فقدان الوزن وتساعد على حرق السعرات الحرارية اعتمادا على شدة التمرين. وتخفف آلام أسفل الظهر، وتقوي عضلات الظهر، والعمود الفقري. كما تعمل على تقوية جذع الجسم بالكامل وكذلك عضلات البطن. وتساعد تمارين البيلاتس في تحسين المرونة وزيادة القوة وتحسين التوازن، وهذه العوامل تقلل من خطر الإصابة. ويوفر البيلاتس الوعي بالجسم لإنشاء أنماط حركة فعالة، وبالتالي تقليل الضغط على المفاصل والأوتار والعضلات والأربطة، مما يحسن التوازن ويقلل خطر السقوط. كما يعزز مرونة الجسم، ويساعد على خلق توازن عضلي أفضل، وخلق توازن في جميع أنحاء الجسم.
وتؤدي تمرينات البيلاتس ذات الكثافة العالية إلى ارتفاع معدل ضربات القلب، مما يزيد القدرة على التحمل. كما أن تمارين البيلاتس جيدة لتمرين وتقوية عضلات البطن.
وتعمل رياضة البيلاتس على تقوية عضلات البطن والظهر وتسريع عملية إذابة الدهون المكتنزة فيها. وأثبتت البحوث أن ممارستها بانتظام وإدراجها ضمن البرنامج اليومي يزيدان من مرونة الجسم ورشاقته. ولتحقيق نتائج إيجابية سريعة، يدعو الباحثون إلى ممارسة تمارين البيلاتس لثلاث مرات في الأسبوع وبشكل متدرج وببطء ودقة.
ويرى مدربون أن البيلاتس نظام تمارين رياضية يركز على التمدد وتقوية الجسم كله لتحسين التوازن وقوة العضلات والمرونة.
وقام جوزيف بيلاتيس، الألماني المولد، بوضع هذا النظام في بدايات القرن التاسع عشر، وهو يمزج بين عناصر من اليوغا والفنون القتالية.
وجدير بالذكر أن اعتماد البيلاتس في البداية كان كوسيلة فعالة للتعافي من الإصابات. وبعد ذلك تزايدت شعبيته بشكل مطرد في جميع أنحاء العالم.
وتقوم آن ماري زولكاهاري بتدريس البيلاتس منذ أكثر من 30 عاما وهي واحدة من مؤسسي منظمة تدريب مدربي البيلاتس. وتقول آن ماري إن البيلاتس يمكن أن يساعد في تحسين وضعية الجسد، وقوة العضلات، والقوة الداخلية وحركة المفاصل وكذلك تخفيف الضغط والتوتر.
ووجدت جملة من الدراسات أن هناك بعض الأدلة على أن هذه الرياضة يمكن أن تخفف الألم لدى الأشخاص الذين يعانون من آلام غير محددة في أسفل الظهر.
ورغم أن تمارين البيلاتس الخفيفة ليست نشاطا فعالا لفقدان الوزن، إلا أن آن ماري تؤكد أنها يمكن أن تدعم أنظمة التخسيس وتعطي مظهرا أكثر تناسقا ورشاقة للجسم.
رياضة البيلاتس تعزز فقدان الوزن وتساعد على حرق السعرات الحرارية اعتمادا على شدة التمرين
وأضافت “إذا كنت تريد إنقاص وزنك فيجب عليك أن تجمع بين البيلاتس واتباع نظام غذائي صحي وبعض تمارين الآيروبيك، مثل السباحة والمشي وركوب الدراجات”.
ويشار إلى أن النسق المعتدل لتمارين البيلاتس يجعل منها رياضة مناسبة لكل الأعمار، لاسيما كبار السن الذين يعتبرون من أكثر الفئات المعرّضة للإصابات.
وتُعرَّف رياضة البيلاتس أو الكنترولوجيا على أنها نوعٌ من أنواع التمارين الرياضية التي تهدف إلى تقوية الجسم بشكل عام وتحسين لياقته البدنية، بالإضافة إلى تعزيز مرونته وقدرته على التوازن، وذلك من خلال التركيز على تمرين عضلات فردية تزيد من قوة العمود الفقري والمفاصل التي يرتكز عليها الهيكل العظمي في جسم الإنسان.
ويُركِّز هذا النوع من التمارين على تنسيق التواصل الجيد بين الجسم والعقل؛ الذي يتوجب أن يكون على دراية ووعي تام بالطريقة التي يتحرك ويتنفس بها الجسم.
وتجدر الإشارة إلى أنه تمت تسمية هذه الرياضة بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الألماني جوزيف بيلاتس؛ الذي رأى أن هناك ارتباطا وثيقا بين الصحة العقلية والجسدية، ومن هذا المُنطلق أنشأ جوزيف تمارين تأثرت ببعض أنواع الرياضات الغربية كالجمباز والملاكمة والمصارعة، وبعد هجرته إلى الولايات المتحدة افتتح بلاتس مركزا خاصا بتدريس طريقته الجديدة في التمرين والتي كان قد أَطلق عليها في ذلك الوقت اسم كونتورولوجي.