روما تتكلم عربيا من بوابة الأكاديمية المصرية للفنون

المطربة شانيا يوسف تغنت بعدد من أغانيها وأغاني عدد من المطربين العرب الكبار من العراقيين والمصريين واللبنانيين.
الثلاثاء 2025/06/17
العراق سباق في تقديم ثقافته

أطلقت الأكاديمية المصرية للفنون في روما مبادرة لعرض ثقافات الدول العربية، وبدأتها بالعراق، من خلال أمسية فنية متنوعة. تهدف المبادرة إلى تعزيز الهوية العربية ودعم الدبلوماسية الثقافية، وجعل الأكاديمية منبرا عربيا في قلب إيطاليا.

روما – التجديد يحتاج دوما إلى إقدام وجرأة، والأفكار البناءة تستلزم وجود من يؤمن بها ويسعى إلى تنفيذها. من هنا جاءت “مبادرة الأكاديمية المصرية والحضارة العربية” التي أطلقتها مديرة الأكاديمية المصرية للفنون في روما رانيا يحيى، لتقديم عرض الثقافات المختلفة للدول العربية في مقر الأكاديمية بمنطقة حدائق فيلا بورجيزي التاريخية، لتكون مصر بذلك الحاضنة للفنون العربية على أرض إيطاليا.

والعراق أول دولة عربية التقطت إشارة البدء لتقديم ثقافتها وفنها من خلال الأكاديمية المصرية للفنون بروما بعد إطلاق المبادرة في مارس الماضي بحضور بسام راضي سفير مصر في إيطاليا، وإيناس مكاوي رئيس البعثة الدبلوماسية لجامعة الدول العربية وبعض السفراء العرب الذين رحبوا بالمبادرة وأكدوا أهميتها، ورغبتهم في تقديم فنون وثقافات بلادهم.

وأقامت الأكاديمية المصرية بالتعاون مع سفارة العراق في روما أمسية ثقافية بحضور السفير العراقي في إيطاليا سيوان برازاني أخيرا، شهدت إقبالا جماهيريا من أوروبيين وآسيويين احتشدوا في جنبات الأكاديمية للتعرف على الثقافة العربية، والعراقية خصوصا، من خلال الفن والموسيقى والرسم واللغة، والسمات الحضارية التي تمثل ذاكرة الشعوب.

pp

وصرحت رانيا يحيى مديرة الأكاديمية المصرية للفنون بروما لـ”العرب” بأن الحدث لم يكن مجرد احتفال بل احتفاءً دبلوماسيا بالهوية العراقية، ولم يقتصر على عرض جانب واحد من الثقافة إنما قدم صورة شاملة حملت الزائر من قلب أوروبا إلى أعماق الثقافة العربية من خلال لوحات تشكيلية وأغنيات عراقية ومأكولات مميزة، ما فتح نافذة على جمال الحضارة العراقية كجزء من الهوية العربية الأشمل.

وتضمن الحفل افتتاح معرض للفن التشكيلي تحت عنوان “ضفتان” للفنانين العراقيين رسمي الخفاجي، وبالدين أحمد، وفؤاد عزيز، وقاسم السعيدي، وحميد الحميري، ووفاء الزنجناوي، وقدمت اللوحات صورة حية ونابضة من عمق الثقافة العربية، بتنوعها وثرائها وتعدد روافدها.

وتغنت المطربة العراقية شانيا يوسف وفرقتها الموسيقية بعدد من أغانيها وأغاني عدد من المطربين العرب الكبار، من العراقيين والمصريين واللبنانيين، من كاظم الساهر وناظم الغزالي إلى أم كلثوم وفيروز، وقدمت أغنية “الأرض بتتكلم عربي” للموسيقار المصري الراحل سيد مكاوي.

وأشار السفير المصري بسام راضي إلى أهمية الدور الذي تلعبه الأكاديمية المصرية للفنون في روما، باعتبارها منارة ثقافية، ومنبرا يعبر عن الهوية والحضارة المصرية والعربية، فضلا عن دورها في دعم الدبلوماسية الثقافية بين مصر والدول العربية، ووجه الشكر للسفير العراقي على حماسه لإقامة أولى فاعليات المبادرة وجعلها واقعا ملموسا.

وأوضحت مديرة أكاديمية الفنون بروما لـ”العرب” أنها سعت عقب افتتاح الموسم الثقافي في أكتوبر الماضي إلى الحصول على الموافقة الرسمية على فكرة تقدمت بها، لإقامة احتفال دوري لتقديم وعرض فنون وثقافات كل دولة من الدول العربية في مقر الأكاديمية التي تعد الأكاديمية العربية الوحيدة ضمن 17 أكاديمية فنية كبرى في العاصمة الإيطالية روما، ويقارب عمرها الآن حوالي قرن من الزمان.

oo

وأرادت رانيا يحيى أن تكون الأكاديمية بذلك منبرا ثقافيا وفنيا يعبّر عن الهوية العربية بشكل عام إلى جانب الهوية المصرية، كانعكاس لدور مصر الحضاري وأسبقيتها في تقديم الفنون والثقافة بحكم تاريخها.

وأضافت يحيى لـ”العرب” أن إقامة الأمسية العراقية تؤكد أن الأكاديمية المصرية للفنون بروما ليست صرحا مصريا على الأراضي الإيطالية فقط، بل هي أيضا بيت العرب الثقافي المفتوح للجميع، ومن خلاله يمكن أن نُعيد صياغة صورتنا العربية في الخارج بعيدا عن الصور النمطية، وعبر الأدوات الأرقى؛ مثل الفن والمعرفة والتواصل الإنساني.

وقالت “كانت الكلمات التي سمعناها من السفراء، والجمهور، والإعلام الإيطالي، أكبر دليل على نجاح مهمتنا، بل إن كثيرين اعتبروا هذه المبادرة بمنزلة عيد ثقافي عربي في قلب روما، وهو وصف حقيقي يعبر عن روح اللقاء الذي سادته المودة والاحترام والتقدير المتبادل بين جميع الحاضرين.”

18