روسيا تقترح خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا

موسكو – عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء، عن أمله في أن يسهم الاجتماع الرباعي الذي انطلق اليوم في موسكو مع نظرائه من سوريا وتركيا وإيران فيصل المقداد ومولود جاويش أوغلو وحسين أمير عبداللهيان في وضع خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، كما شدد على ضرورة العمل على إعادة كل اللاجئين والنازحين السوريين إلى بلادهم، وضمان سيطرة سوريا على كل أراضيها.
ويأتي هذا الاجتماع الرباعي قبل أيام من الانتخابات التشريعية والرئاسية التركية المقررة في الرابع عشر من الشهر الحالي، حيث تريد تركيا التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع سوريا خلال المحادثات السياسية، يضمن لها إعادة اللاجئين السوريين لزيادة حظوظ الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان الذي يواجه منافسة قوية من مرشح الأحزاب المعارضة قليجدار أوغلو.
بحسب التقديرات يبلغ عدد اللاجئين في تركيا نحو 5.5 مليون، جلهم من سوريا، وتراجعت تركيا عن نهج سياسة التعاطف السخي مع اللاجئين، وسبب ذلك هو التراجع الشديد في مشاعر القبول لدى المواطنين الأتراك تجاه اللاجئين، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وأكد لافروف أن لقاء وزراء خارجية تركيا وسوريا وإيران وروسيا مهماً للغاية، حيث سعت الدول بثبات نحو هذه النتيجة المرجوة، لافتاً إلى أن عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا تفتح إمكانيات جديدة لصيغة "أستانا" بخصوص تسوية الأزمة في سوريا، مضيفاً أن ذلك يؤثر إيجابيا على الأوضاع في المنطقة والشرق الأوسط بشكل عام.
وأضاف لافروف أن "إطلاق عملية التطبيع التركية السورية بمشاركة الدول الضامنة الثلاث، أثبت فاعلية صيغة أستانا، ما سيكون له تأثير إيجابي ملحوظ، ليس فقط على الأوضاع في سوريا، ولكن أيضًا على المناخ العام في منطقة الشرق الأوسط ككل".
واقترح لافروف أنه يجب إعداد خارطة طريق للتسوية في سوريا للقاء القادم لوزراء خارجية تركيا وسوريا وإيران وروسيا، ليتم عرضها لاحقاً على رؤساء الدول.
كما دعا وزير الخارجية الروسي تسهيل العودة الآمنة والطوعية للاجئين إلى سوريا، مشيرا إلى أن هذا المبدأ يعد أساسيا بالنسبة للدول المجتمعة.
وقال لافروف بهذا الصدد "بالنسبة لنا، وبالنسبة لجميع الدول الحاضرة هنا، فإن تسهيل العودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين داخلياً، إلى أماكن إقامتهم الدائمة في سوريا، وضمان حقهم في الدعم، هو أحد المبادئ الأساسية".
وكانت وكالة الأنباء السورية "سانا" قد ذكرت الثلاثاء أن وزير الخارجية المقداد سيؤكد في موسكو على ضرورة إنهاء ما سمته "الاحتلال" التركي للأراضي السورية وانسحاب كل القوات الأجنبية "غير الشرعية" منها.
وقالت الخارجية التركية مساء الثلاثاء إن الاجتماع سيبحث أيضا "مكافحة الإرهاب" والعملية السياسية والشؤون الإنسانية بما في ذلك العودة الطوعية والآمنة للسوريين إلى بلادهم.
وأوضحت الخارجية التركية في بيان أن الاجتماع الرباعي الذي سيشارك فيه وزيرا خارجية روسيا وإيران سيتيح "تبادل وجهات النظر حول عودة العلاقات بين تركيا وسوريا".
من جهته، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن أمله بأن يرسل اجتماع موسكو الرباعي، رسالة قوية مفادها بأن تركيا وسوريا تركزان على ايجاد حل سياسي، وانسحاب القوات العسكرية وتوفير عودة آمنة للاجئين.
ويعد هذا الإعلان بمثابة دفع دبلوماسي لأردوغان قبل بضعة أيام من انتخابات عامة تجرى الأحد المقبل، تمثل أصعب تحد له منذ توليه السلطة قبل 21 عاماً.
وكان أردوغان دعم في بداية النزاع جهود المعارضة لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد واحتفظ بوجود عسكري في مناطق شمالية من البلاد التي تمزقها الحرب، لكنه عاد عن هذا المسار بعدما غرقت تركيا في أزمة اقتصادية قبل عامين، وتقرب من خصوم سابقين في المنطقة، ويسعى الآن إلى عقد قمة مع الأسد.
وكانت سوريا رفضت التقارب وأعلنت أن على تركيا أولاً أن تسحب جنودها.
بدورهم يؤيد معارضو أردوغان مصالحة مع سوريا وهي من أهم مواضيع حملة الانتخابات التركية.
وتعهد أردوغان تسريع إعادة نحو 4 ملايين لاجئ ومهاجر سوري فروا إلى تركيا هرباً من الفقر والحرب في بلدهم والتوصل الى اتفاق مع دمشق يعد شرطاً لتلك العملية.
وتبذل إيران وروسيا جهود وساطة لإجراء محادثات بين الطرفين. وأعلنت أنقرة أن مسألة إعادة اللاجئين والمهاجرين ستناقش في المحادثات.
وقالت وزارة الخارجية التركية إن الطرفين "سيتبادلان وجهات النظر حول عودة العلاقات بين تركيا وسوريا، ويناقشان قضايا إنسانية والعودة الطوعية والآمنة والكريمة لطالبي اللجوء".
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو تبادل بضع كلمات مع نظيره السوري على هامش قمة إقليمية في 2021. لكن الجانبين أكدا أن ذلك لا يمثل استئنافاً للمحادثات الرسمية.