روسيا تتولى مهمة إبعاد "النصرة" في ظل تراخي تركيا

غارات روسية استهدفت مثلث حماة إدلب اللاذقية في محاولة لإبعاد مقاتلي النصرة عن الطريق وعن المناطق التي تنتشر فيها قوات النظام السوري والقوات الروسية.
الخميس 2020/06/04
خرق لسريان وقف النار

دمشق- شنّت طائرات روسية غارات عدة في شمال غرب سوريا، للمرة الأولى منذ سريان وقف لإطلاق النار قبل ثلاثة أشهر، في مؤشر عن نفاد صبر موسكو حيال عدم تطبيق البنود المتفق عليها مع تركيا لاسيما حيال إبعاد هيئة تحرير الشام (النصرة) عن الطريق الدولي أم 4.

ويشكل فتح الطريق أم 4 الذي يصل إلى العراق متنفسا بالنسبة للنظام السوري لاسيما مع دخول قانون قيصر الأميركي حيز التنفيذ.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن الأربعاء، إن “غارات روسية استهدفت قبيل منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء وفجراً مثلث حماة إدلب اللاذقية”، وهي منطقة تقع على الحدود الإدارية بين المحافظات الثلاث.

وتنتشر في المنطقة فصائل مقاتلة على رأسها هيئة تحرير الشام وفصيلا حراس الدين والحزب الإسلامي التركستاني المتشددان.

وأوضح عبدالرحمن أنها “الغارات الأولى منذ سريان الهدنة” التي أعلنتها موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل، في السادس من مارس في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة. وتشهد المنطقة منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة وقصفاً مدفعياً متبادلاً بين الطرفين.

غراف

وبموجب اتفاق الهدنة، تسيّر روسيا وتركيا دوريات مشتركة على طول الطريق الدولي الاستراتيجي، تمهيدا لإعادة فتحه أمام التجار والمدنيين.

وبحسب عبدالرحمن، فإن الغارات الروسية جاءت “في محاولة لإبعاد المقاتلين عن الطريق وكذلك عن قرى في منطقة سهل الغاب تنتشر فيها قوات النظام مع القوات الروسية”، وهي مهمة موكولة في الأصل لتركيا بموجب الاتفاق لكنها لا تبدي جدية في تنفيذه مراهنة على عامل الوقت لخلط الأوراق وتحسين شروط التفاوض بعد أن كانت اضطرت في مارس للقبول به على مضض.

وأعقب وقفُ إطلاق النار هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي، دفع قرابة مليون شخص للنزوح خلال ثلاثة أشهر، عاد 120 ألفاً منهم فقط إلى مناطقهم وفق الأمم المتحدة.

ولا يعد وقف إطلاق النار الحالي الأول في إدلب التي تعرضت خلال السنوات الأخيرة لهجمات عدّة من قبل قوات النظام المدعومة روسيا والتي سيطرت خلالها تدريجياً على أجزاء واسعة من المحافظة. ومع تقدمها الأخير في جنوب إدلب وغرب حلب، بات ما يقرب من نصف مساحة المحافظة تحت سيطرة قوات النظام.

وتسبّبت الحرب في سوريا بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وشردت الملايين وهجرت أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، كما دمرت البنى التحتية واستنزفت الاقتصاد وأنهكت القطاعات المختلفة.

2