روحاني: تسريب تسجيل ظريف مؤامرة ضد الحكومة

طهران - طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني التحقيق في ما وصفه بـ"مؤامرة" نشر التسجيل الصوتي العائد لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، والذي انتقد فيه نفوذ الحرس الثوري.
وأثار التسجيل الممتد لنحو ثلاث ساعات والذي نشر للمرة الأولى الأحد في وسائل إعلام خارج إيران، جدلا واسعا في البلاد، إذ تحدث فيه ظريف عن قضايا عدة من أبرزها الدور الواسع لقاسم سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري في السياسة الخارجية، وحديثه عن أولوية نالها "الميدان" على حساب الدبلوماسية.
وتأتي هذه التصريحات لتظهر أن المتشددين هم المتحكمون في كل التفاصيل، وأن الإصلاحيين يلعبون دورا هامشيا يقف عند حدود إقناع الغرب بضرورة الحوار مع إيران. كما تظهر أن الحرس الثوري هو الماسك الفعلي بالسلطة لما يتمتع به من نفوذ هائل، إلى درجة أن بوسعه تعطيل أي تقارب مع الغرب إذا شعر بأن ذلك يمثل خطرا على مصالحه الاقتصادية والسياسية.
وقال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي "نعتقد أن سرقة المستندات هي مؤامرة ضد الحكومة، وأيضا مؤامرة على مصالحنا الوطنية".
وأضاف "أمر الرئيس وزارة الأمن بتحديد الضالعين في هذه المؤامرة"، معتبرا أن "ملف مقابلة السيد ظريف، ولأسباب واضحة (...) تمت سرقته ونشره من قبل أشخاص يتم تحديد هوياتهم"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن هذه الأسباب.
ولم ينف المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده صحة التسجيل، لكنه أكد أنه اقتطع من حوار امتد سبع ساعات ولم يكن معدا للنشر، وتضمن مواقف "شخصية" لظريف الذي يشغل منصبه منذ العام 2013، بعد تولي المعتدل روحاني منصب رئاسة الجمهورية.
ولم يعلق ظريف مباشرة على الجدل، لكنه نشر الثلاثاء تسجيلا صوتيا مقتضبا عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، قال فيه "أعتقد أنه لا يجب أن تعمل من أجل التاريخ، أقول إنني لا أقلق كثيرا من التاريخ، بل ما يثير قلقي هو الله والشعب".
وأثارت التصريحات المسربة انتقادات من سياسيين ووسائل إعلام محافظين، لاسيما أنها طالت سليماني الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الإقليمية الإيرانية، ويحظى بمكانة كبيرة خصوصا بعد مقتله في ضربة جوية أميركية في العراق في مطلع العام 2020.
وتصدرت قضية التسجيل الصفحات الأولى لغالبية الصحف الإيرانية الثلاثاء، مع توجيه المحافظة انتقادات لاذعة لظريف، في حين سألت الإصلاحية عن هدف التسريب.
ونشرت "وطن امروز" المحافظة على صفحتها الأولى صورة كبيرة لظريف بالأبيض والأسود، مع عنوان باللون الأحمر هو "حقير" (بالفارسية، وهي أقرب إلى "الدنيء" بالعربية).
وكتبت "يزعم ظريف أن إنجازات أو قدرات المفاوضات والدبلوماسية تم منحها إلى 'الميدان'، علما بأنه يجدر بالدبلوماسية أن تتبع مسارا لزيادة قوة النظام (السياسي لإيران)".
واعتبرت صحيفة "كيهان" أنه "في حال كانت الأجزاء المثيرة للجدل من هذه التصريحات صحيحة - وهي ليست كذلك - أخطأ ظريف بحق الثقة وهذه ليست جريمة صغيرة".
وأضافت "تعليقات كهذه توفر معلومات وذخيرة لحرب العدو النفسية وتتيح له أن يعرف أين يضرب، وأي تشققات وأي تباينات محتملة يركز عليها، وكيفية التأثير في معركة الرأي العام".
أما صحيفة "جوان"، فقارنت بين تصريحات ظريف عن سليماني، واغتيال الأخير بضربة جوية أميركية في بغداد بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب.
وكتبت أن سليماني "اغتيل جسديا بناء على أمر من المخلوق الأكثر انحطاطا في العالم، أي رئيس الولايات المتحدة، لكن وزير خارجية بلادنا، بزعمه هذه الأمور لأسباب غير معروفة، اغتال شخصيته".
وركزت الصحف الإصلاحية على معرفة مصدر تسريب التسجيل. وعنونت صحيفة "شرق" على صفحتها الأولى "من سرّبه؟ من استفاد؟".