روايتان فلسطينيتان في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية

تواصل الجائزة العالمية للرواية العربية الكشف عن أعمال روائية فاتنة تؤكد أهمية ما يكتب من أدب روائي في مختلف الأقطار العربية، كاشفة عن تجارب أدبية لها اشتغالات متنوعة في مقاربة الواقع والمكان والتاريخ والأساطير وغير ذلك من قضايا الإنسان العربي اليوم، وهذا ما تؤكده الروايات المتنافسة على الجائزة في دورتها الحالية.
الرياض - أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية التي يرعاها مركز أبوظبي للغة العربية الأربعاء القائمة القصيرة لدورة عام 2024 والتي ضمت ستة أعمال من بينها روايتان لمؤلفين فلسطينيين.
وترشحت الروايات الست بعد بلوغها القائمة الطويلة التي ضمت ست عشرة رواية اختيرت من بين 133 رواية صدرت في الفترة بين يوليو 2022 ويونيو 2023 وترشحت للجائزة في دورتها لهذا العام، وجرى اختيار القائمة الطويلة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الكاتب السوري نبيل سليمان، وعضوية كل من فرانتيشيك أوندراش، أكاديمي من الجمهورية التشيكية، وحمور زيادة، كاتب وصحافي سوداني، ومحمد شعير، ناقد وصحافي مصري، وسونيا نمر، كاتبة وباحثة وأكاديمية فلسطينية.
ستة كتاب
روايات تبحث بشكل معمق في التاريخ على نحو تشتبك فيه أزمنة الماضي القريب والبعيد مع الحاضر والمستقبل
بلغت القائمةَ القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها السابعة عشرة روايات “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” للكاتب المصري أحمد المرسي وروايتان لكاتبين فلسطينيين هما “سماء القدس السابعة” لأسامة العيسة و”قناع بلون السماء” لباسم خندقجي، و”باهبل: مكة Multiverse 1945 – 2009″ للكاتبة السعودية رجاء عالم، و”خاتم سليمى” للكاتبة السورية ريما بالي، ختاما برواية “الفسيفسائي” للمغربي عيسى ناصري.
وجرى الإعلان عن القائمة القصيرة في مؤتمر صحفي عُقد في الرياض، حيث كشف نبيل سليمان، رئيس لجنة التحكيم، عن العناوين المرشحة للقائمة، وشارك في المؤتمر أعضاء لجنة التحكيم.
تضم القائمة القصيرة لدورة الجائزة العالمية للرواية العربية السابعة عشرة كاتبتين وأربعة كتاب من خمسة بلدان عربية، وتتميز رواياتهم بتنوع المضامين والأساليب وتعالج قضايا راهنة وهامة.
وقد أشاد ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، بجل الروايات التي اختيرت في القائمة الطويلة هذا العام، إذ اعتبر أنها تمتاز بتنوع مواضيعها، وانغماس بعضها في سياقاتها المحلية وكأنها تؤرخ لها من منظور مغاير لا يلتزم بالخرائط الفكرية المكرسة في الساحة الثقافية العربية، سواء كان السياق تونسيا أو عراقيا أو فلسطينيأ أو جزائريا أو سوريا أو غير ذلك. وتحاول بعض الروايات الولوج إلى عالم الأسطورة وكأنها تلوذ بالبعيد الغائص في أعماق التاريخ؛ لتقترب من الواقع المعيش بهدف قراءته قراءة تمور عكس التيار. وعلى الرغم من تباين هذه الروايات في أساليبها وبيئاتها وحياكاتها السردية، إلا أنها تشترك في علاقاتها الإشكالية مع واقع تسود فيه البلبلة والململة والتفكيك المشتبك بواقع حائر متعثر يبحث عن إجابات لأسئلة ترفض التخلي عن إلحاحها.
سرديات متنوعة
في تعليقه على القائمة القصيرة للجائزة قال نبيل سليمان “تميزت روايات هذه القائمة بالحفر الروائي المعمق في التاريخ، على نحو تشتبك فيه أزمنة الماضي القريب والبعيد مع الحاضر والمستقبل، كما تتفاعل فيه مختلف الحضارات والإبداعات الإنسانية والصراعات أيضا”.
وأضاف ” من روايات هذه القائمة ما شغلته أسئلة الحب والجسد والتفكك الأسري، وأسئلة الهوية والقمع والتوحش مقابل صبوات البشر، فرادى وجماعات، إلى الحرية والعدالة. ومن الروايات ما تفاعل بعمق وحرارة مع ما يعصف ببلدانه وبالعالم من الحروب والتهجير والانتفاضات، حيث عبر الإبداع الروائي بامتياز عن وعي الذات، وعن وعي الآخر، ووعي العالم، فتحقق الاندغام بين القاع الاجتماعي والمحلي والعالمي، وتنوعت الرؤى، وتعددت الجماليات من تفكير الرواية بنفسها وتشكلها على مشهد من القارئ، إلى ألوان التخييل الذي لا تفتأ أجنحته تخفق”.
من جانبه قال ياسر سليمان “تطل علينا روايات القائمة القصيرة لهذه الدورة بسرديات متنوعة للأمكنة والأزمنة والديموغرافيا، رابطةً الماضي القديم، بمساراته المتشعبة، بحاضر تتلاطم على شطآنه أمواج التشظي الطاحن، وفضاءات الآمال المتلاشية في عوالم تفرِط ما اجتمع عقده”.
وتابع “تأخذنا بعض روايات القائمة القصيرة إلى مدن كرَست وجودها في مخيالنا العربي بحضورها التاريخي. هنا مكة، أم القرى، تناديك لتنخرط في عوالمها الداخلية بحذق وحنين. وهناك القدس، زهرة المدائن، كما وسمتها فيروز، تطل عليك من خلف جدرانها العتيقة لتخاطبك بمآلات تحيق بها. وبينهما حلب الشهباء تقف واجمة مدرارة الدمع شيمتها الصبر. وفي حدث أول في تاريخ الجائزة تصل رواية يقبع صاحبها لسنوات طوال خلف قضبان سجون الاحتلال مخاطبًا قراءه بنَفَس روائي يتوق إلى الحرية، رافضًا منطق الاستلاب والتركيع. في هذه القائمة يلتقي المغرب بجزيرة العرب، وسوريا بمصر، وجميعهم بفلسطين في سرد روائي عربي ينفتح على العالم”.
القائمة القصيرة تضم كاتبتين وأربعة كتاب من خمسة بلدان عربية، وتتميز رواياتهم بتنوع المضامين والأساليب والقضايا
ويجري الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة في دورتها السابع عشرة في احتفالية تقام في أبوظبي يوم الأحد الثامن والعشرين من أبريل القادم، وتبث افتراضياً.
وتهدف الجائزة العالمية للرواية العربية إلى مكافأة التميز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها.
ومن بين الروايات الفائزة بالجائزة التي صدرت مؤخراً أو ستصدر قريباً بالإنجليزية، رواية “دفاتر الوراق” لجلال برجس (الفائزة بالجائزة عام 2021 والتي صدرت في ديسمبر 2022 عن دار إنترلينك) و”خبز على طاولة الخال ميلاد” لمحمد النعاس (الفائزة بالجائزة عام 2022 والتي ستصدر في ربيع 2024 عن دار هاربر فيا).
ويذكر أن فعالية الإعلان عن القائمة القصيرة للعام 2024 أقيمت بالتعاون مع هيئة الأدب والنشر والترجمة.
ويحصل كل مرشح بالقائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار فيما ينال الفائز 50 ألف دولار إضافية عند إعلان الرواية الفائزة.