روايات سياسية واجتماعية تتنافس على الجائزة العالمية للرواية العربية

الروايات تعالج قضايا متنوعة، من الهجرة وتجربة المنفى واللجوء إلى العلاقات الإنسانية.
الأربعاء 2023/01/25
نظرة بانورامية على السرد العربي

أبوظبي - أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية عن الروايات المرشحة للقائمة الطويلة بدورتها للعام 2023، والتي تبلغ قيمة جائزتها 50 ألف دولار أميركي، حيث تتضمن القائمة 16 رواية.

وتشتمل القائمة الطويلة للجائزة على كتاب من تسع دول عربية، تتراوح أعمار مؤلفيها بين 40 و77 عاما، وتعالج رواياتهم قضايا متنوعة، من الهجرة وتجربة المنفى واللجوء، إلى العلاقات الإنسانية، سواء منها العابر أو العميق. كما تستكشف الروايات عالم الطفولة وتجارب التحول من الطفولة إلى النضج، مُظهرة من خلال ذلك الاضطرابات السياسية المتشعّبة وشتى الصراعات الفردية والجماعية.

في الروايات نجد السخرية والواقعية السحرية والديستوبيا والرمزية، كما نجد محاولات لاستثمار التراث الشعبي والحكايات الشفاهية من أجل فهم القضايا السياسية والاجتماعية الراهنة. تسعى شخصيات عديدة في هذه الأعمال إلى تدوين الأحداث التاريخية والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخ الأُسري العائد إلى أزمنة ماضية، إلى جانب الهوس بفعل الإبداع نفسه.

ومن المجازات المتكررة في هذه الروايات، صورة الأرشيف الذي يرمز إلى الرقابة وسيطرتها على حياة المواطنين. وثمة نماذج متعددة تبين التوترات المصوغة بحذق بين الحدود المشتركة للتاريخ والقصص والسيرة.

الروايات المرشحة هذه السنة تتميز بحضور واسع للروائيات العربيات وبتنوع كبير في الموضوعات وفي طرائق السرد

وجرى اختيار القائمة الطويلة من لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الكاتب والروائي المغربي محمد الأشعري، وعضوية ريم بسيوني الأكاديمية والروائية المصرية؛ وتيتز روك الأستاذ الجامعي والمترجم سويدي؛ وعزيزة الطائي الكاتبة والأكاديمية العُمانية؛ وفضيلة الفاروق الروائية والباحثة والصحافية جزائرية.

وشهدت الدورة الحالية من الجائزة وصول كُتاب إلى القائمة الطويلة كانوا قد وصلوا إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقا، وهم عائشة إبراهيم (القائمة الطويلة عام 2020 عن “حرب الغزالة”)؛ أزهر جرجيس (القائمة الطويلة عام 2020 عن “النوم في حقل الكرز”)؛ لينا هويان الحسن (القائمة القصيرة عام 2015 عن “ألماس ونساء”) والتي شاركت في ندوة الجائزة “ورشة للكتابة الإبداعية”؛ نشوى بن شتوان (القائمة القصيرة عام 2017 عن “زرايب العبيد”)؛ ميرال الطحاوي (القائمة القصيرة عام 2011 عن “بروكلين هايتس”)؛  أحمد عبد اللطيف (القائمة الطويلة عام 2018 عن “حصن التراب”)؛ وناصر عراق (القائمة القصيرة عام 2012 عن “العاطل”).

كما شهدت هذه الدورة وصول تسعة كتّاب للمرة الأولى إلى القائمة الطويلة وهم، الصديق حاج أحمد، مي التلمساني، قاسم توفيق، سوسن جميل حسن، ربيعة ريحان، فاطمة عبدالحميد، أحمد الفخراني، زهران القاسمي، ومحمد الهرادي.

والجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي في اللغة العربية، ويرعى الجائزة مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما تحظى الجائزة بدعم من مؤسسة جائزة بوكر في لندن.

وفيما يلي عناوين الروايات التي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2023 والمدرجة وفقا للترتيب الأبجدي لأسماء الكتاب:

“مَنّا” للجزائري الصديق حاج أحمد، ومن ليبيا روايتي “صندوق الرمل” لعائشة إبراهيم و”كونشيرتو قورينا إدواردو” لنجوى بن شتوان. ونجد خمس روايات من مصر هي “أيام الشمس المشرقة” لميرال الطحاوي و”الكل يقول أحبك” لمي التلمساني و”عصور دانيال في مدينة الخيوط” لأحمد عبد اللطيف و”الأنتكخانة” لناصر عراق، و”بار ليالينا” لأحمد الفخراني.

ومن سوريا بلغت القائمة روايات “اسمي زيزفون” لسوسن جميل حسن و”حاكمة القلعتين” للينا هويان الحسن، وروايتان من المغرب هما “معزوفة الأرنب” لمحمد الهرادي و”بيتنا الكبير” لربيعة ريحان.

ونجد أيضا روايات “ليلة واحدة تكفي” لقاسم توفيق من الأردن، “حجر السعادة” لأزهر جرجيس من العراق، و”تغريبة القافر” لزهران القاسمي من سلطنة عمان، و”الأفق الأعلى” لفاطمة عبدالحميد من السعودية.

وفي إطار تعليقه على القائمة الطويلة، قال محمد الأشعري رئيس لجنة التحكيم “تتميز روايات هذه السنة بحضور واسع للروائيات العربيات وبتنوع كبير في الموضوعات وفي طرائق السرد. وإذا كانت العودة إلى قضايا الوطن العربي، في العراق وسوريا وليبيا ولبنان ومصر وغيرها من الأقطار قد ميزت عددا هاما من الروايات المتنافسة، فإن عددا آخر اتجه إلى جذور هذه الأحداث في التاريخ والدولة والمجتمع والثقافة، لذلك وجدنا بعضا من المواضيع تفرض نفسها في هذه الأعمال، كموضوع الهجرة والطفولة والعائلة والحريات وعلاقات السلطة بالمجتمع”.

في الروايات نجد محاولات لاستثمار التراث الشعبي والحكايات الشفاهية من أجل فهم القضايا السياسية والاجتماعية الراهنة

وأضاف “كما وجدنا عددا من الروايات تنصرف إلى المخزون التراثي والأسطوري وتنسج منه عوالم تعبر بشكل أو بآخر عن حياتنا الآن، الممكنة أو المستحيلة. من جانب آخر، تعددت أساليب الكتابة، حيث اشتملت على تقنيات التحقيق الصحفي، التسجيل السينمائي، والحكي التراثي كما توسلت بالسخرية والتأمل واللغة الشعرية.”

من جانبه، قال ياسر سليمان رئيس مجلس الأمناء “تقدم روايات القائمة الطويلة لهذه الدورة إلى القارئ مجموعة من الروايات التي تناولت مواضيع ساخنة تعبر عن هموم الإنسان العربي في عالم أصابه التشظي والإقصاء والإزاحة. علاوة على ذلك، تسبر هذه الروايات إشكاليات العلاقة بين الإنسان العربي وبيئته الطاردة، وبينه وبين السلطة المهيمنة على صيرورته في سياقات محلية وعالمية؛ ليكشف عن تأزم واقعه وعن رغبته في سبر أغوار الماضي، ناسجا من ذلك كله سردية شارحة يقارب من خلالها تعقيدات حاضره وظلامات خباياه”.

وتابع “مما يميز هذه القائمة ذلك الحضور الثري للروائيات العربيات، مقرونا بالمشاركة اللافتة للنظر لروائيي الشتات العربي في أوروبا وأميركا الشمالية الذين اشتبكوا مع سردياتهم الروائية بأصوات متباينة في موضوعاتها ومساراتها”.

12