رسام الكاريكاتير "إرهابي" وفق القضاء الجزائري

سلط حكم بسجن رسام الكاريكاتير الجزائري اللاجئ في فرنسا غيلاس عينوش 10 سنوات نافذة بسبب رسوماته، الضوء على حدود حرية التعبير والرأي في الجزائر.
الجزائر - أصدر القضاء الجزائري حكما بسجن رسام الكاريكاتير الجزائري غيلاس عينوش عشر سنوات بسبب رسوماته في حلقة جديدة من حلقات التضييق على حرية الرأي في الجزائر.
وبحسب اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، فإن محكمة الجنايات ببجاية (شمال شرق الجزائر) أصدرت الأربعاء 30 نوفمبر حكما غيابيا بالسجن عشرة أعوام نافذة بحق رسام الكاريكاتير غيلاس عينوش، الموجود خارج البلاد، مع غرامة مالية قدرها 300 ألف دينار وأصدرت أمرا دوليا بالقبض عليه. وقالت إن التهم الموجهة إلى عينوش هي “جناية الإشادة بأعمال إرهابية وجنحتا إهانة رئيس الجمهورية وإهانة هيئة نظامية”، على خلفية رسوماته الكاريكاتورية الساخرة أو المعبرة عن الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد.
وغيلاس عينوش (34 سنة) رسام كاريكاتير سبق له العمل مع مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية وهو يعيش حاليا في فرنسا وينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام المعارضة.
وقال عينوش الذي سبق أن فر إلى فرنسا عام 2020 إثر مضايقات أمنية أين تحصل على اللجوء السياسي في برنامج على قناة “كانال+” الفرنسية إن “الإجراءات القانونية بدأت ضدي في أبريل الماضي بسبب رسوماتي بشكل أساسي والتهم هي الاعتداء على شخص رئيس الجمهورية والاعتداء على رموز الدولة والإرهاب”. وأضاف أنه “ينتج أعمال فنية وهو مسؤول عنها لكنه ليس مسؤولا عن كيفية قراءتها أو فهمها، مؤكدا أنه “لم يسخر من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون كشخص ولكن كشخصية عمومية قابلة للانتقاد”.
وقال موقع “الحقرة” الجزائري إن “النائب العام خلال مرافعته التمس تسليط أقصى عقوبة ضد عينوش”، بسبب ما رأى أنه “يشيد بأعمال حركة الماك (المطالبة بانفصال منطقة القبائل في الجزائر) المصنفة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية بالإضافة إلى توجيه إهانات لشخص رئيس الجمهورية ولهيئات عمومية عن طريق رسوماته التي يضعها تحت أنظار الجمهور”.
يُذكر أن غيلاس عينوش قد تلقى في بداية العام استدعاء للمثول أمام قاضي التحقيق لمحكمة سيدي عيش، لكن بسبب تواجده بالخارج لم يتمكن من حضور جلسات التحقيق. وبعدها حوّل الملف إلى محكمة الجنايات لمجلس قضاء بجاية.
ونشر عينوش نص الحكم على حساباته على مواقع التواصل. وكتب في تغريدة “صدر رسميا من محكمة الجنايات ببجاية حكم بعشرة أعوام سجنا نافذة وأمر دولي بالقبض على غيلاس عينوش بسبب رسوماته”.
وقال مغرد:
وقال صحافي:
وقال الزعيم القبايلي فرحات مهني:
وكتب مغرد:
Mouradou Mhamed
بوتفليقة مدارهاش (لم يفعلها)…غيلاس عينوش ليس إرهابيا
وقال آخر:
يذكر أن أحكام السجن ضد الصحافيين متواترة في الجزائر. وأصدرت محكمة الجنايات الابتدائية بمحكمة الدار البيضاء في العاصمة الجزائر خلال أكتوبر الماضي حكما بإعدام الصحافي محمد عبدالرحمن سمار، المعروف “بعبدو سمار” مدير ومؤسس الموقع الجزائري الناطق بالفرنسية “آلجيري بارت”.
ويعد حكم الإعدام الأول من نوعه في الجزائر، وصدر في حق الصحافي الذي فر إلى فرنسا عام 2019، بعد اتهامه في قضية تسريب ونشر معلومات سرية وإستراتيجية تخص صفقات شركة المحروقات الجزائرية سوناطراك.
ويقول مراقبون إن الصحافيين غالبًا ما يعيشون بشكل خطير في ظل أنظمة دكتاتورية. ولهذا السبب يذهب المحظوظون إلى المنفى ويواصلون نضالهم ضد تلك الأنظمة في الخارج. ولجأ العديد من الصحافيين الجزائريين إلى فرنسا حيث يخوضون معاركهم ضد النظام.