رسالة مسرّبة تفضح توصية وسائل الإعلام الجزائرية بالترويج لبوليساريو

الرسالة المسربة إثبات جديد ودليل على بطلان زعْم الجزائر أنها ليست طرفا في النزاع حول الصحراء المغربية.
الأربعاء 2023/08/02
مشروع انفصالي

الجزائر - سربت مصادر خاصة رسالة وزعتها مديرية وسائل الإعلام لدى وزارة الاتصال الجزائرية على الصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعية تدعوها إلى حضور أنشطة تعني جبهة بوليساريو وما تسميه جمهوريتها. وتروج الجزائر عبر وسائل إعلامها لأطروحة بوليساريو بأن قضية الصحراء المغربية قضية “تصفية استعمار” وتسوق لـ"حق تقرير المصير".

ويقول مراقبون إن الرسالة المسربة دليل وإثبات جديد على زيف المزاعم الجزائرية بأنها ليست طرفا في النزاع حول الصحراء المغربية، حيث جدد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف موقف بلاده من “أطروحة بوليساريو” بالقول “إن الشعب الصحراوي التواق إلى التحرر والانعتاق، شأنه في ذلك شأن الشعوب الأفريقية الأخرى التي سبقته في نيل حريتها واستقلالها، يستنجد بنا ولا يحق لنا تجاهله"، حسب تعبيره.

ومؤخرا كشف الصحافي الجزائري وليد كبير أن سلطات بلاده تصرف أموالا طائلة على الدعاية الإعلامية الموجهة ضد المغرب بهدف صرْف الرأي العام الجزائري عن المشاكل الداخلية، من خلال الدعاية بأن المغرب عدو للجزائر ويشكل خطرا عليها.

وليد كبير: السلطات تصرف أموالا طائلة على الدعاية الإعلامية الموجهة ضد المغرب بهدف صرْف الرأي العام الجزائري عن المشاكل الداخلية
وليد كبير: السلطات تصرف أموالا طائلة على الدعاية الإعلامية الموجهة ضد المغرب بهدف صرْف الرأي العام الجزائري عن المشاكل الداخلية

وأوضح الصحافي الجزائري في مداخلة له في ندوة على هامش الدورة الثالثة لجائزة واد نون الوطنية الكبرى للصحافة والإعلام، أن النظام الجزائري، بسبب فقدانه الشرعية، كثف مناوراته لاستغلال ملف الصحراء بعد الحراك الذي شهدته الجزائر سنة 2019 “لتوجيه الرأي العام الجزائري والترويج بأن المغرب عدو يجب مواجهته والتصدي له".

وتابع في مداخلته التي تناول فيها موضوع "الإعلام الموالي للنظام الجزائري وحربه الخاسرة في الصحراء المغربية"، أن الإعلام الجزائري يتعاطى مع ملف الصحراء المغربية بحساسية كبيرة، وأنه لا يستطيع التطرق إلى هذا الموضوع إلا تحت رقابة المخابرات وتوجيهاتها. وبالتوازي مع التوجيهات لوسائل الإعلام للتركيز على هذا الملف، ينشط السياسيون الجزائريون في المناسبات الدولية للترويج لجبهة بوليساريو.

وخلال الاحتفال باليوم العالمي لأفريقيا، أطلق وزير الخارجية الجزائري انتقادات ضد الاتحاد الأفريقي بالقول "إنه لا يمكن للقارة الأفريقية أن تطوي بصفة نهائية آخر صفحة من تاريخ الاستعمار، إلا بتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير قابل للتصرف في تقرير المصير".

وزعم الوزير الجزائري "أنه جدير بنا في هذه المناسبة ألا ننسى أن أخوات وإخوانا لنا في آخر مستعمرة أفريقية، في الصحراء تحديدا، الذين ينتظرون منا الدعم والمساندة لممارسة حقهم غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير المصير".

ومنذ بداية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء نهاية سبعينات القرن الماضي، والجزائر تقول إنها ليست طرفا في النزاع، ولا أطماع لها في الإقليم، وإنها فقط تدعم الصحراويين في المطالبة بحقهم المزعوم، لكن بعد 13 نوفمبر 2020 حينما تدخل المغرب لطرد بوليساريو من معبر الكركرات، تغيرت لغة الجزائر، وباتت تروج أنه لا حل لقضية الصحراء دون الجزائر، وأن القضية تمثل قضية سيادية للجزائر تتعلق بعمقها الأمني والإستراتيجي.

5