رحلة لم تنته لامرأة من الروهينغا للقاء زوجها في ماليزيا

العديد من الروهينغا يحاولون العبور إلى ماليزيا، لكن فرص بلوغ غايتهم تراجعت منذ تكثيف دوريات الوقاية من كورونا.
الخميس 2020/12/17
رحلة الموت

كوتابانوغ (بنغلاديش) – كان يفترض أن تستمر رحلة جوليخا بيغوم خمسة أيام للوصول بحرا إلى ماليزيا ولقاء زوجها، لكنها عاشت مع 500 مهاجر آخر من الروهينغا رحلة مأساوية دامت شهرين في زورق لتعود في نهاية المطاف إلى بنغلاديش.

خلال هذه الفترة، رأت الشابة البالغة من العمر 20 عاماً، المهربين يوسعون شقيقتها ضربا حتى الموت ويلقون جثتها في البحر مع العشرات من الجثث. وبات حلمها بالعيش في يوم من الأيام إلى جانب الرجل الذي تزوجته عن بعد، أمراً بعيد المنال.

وأصبح تطبيق الاتصالات عبر الفيديو الذي استخدم لعقد قرانها، الوسيلة الوحيدة لجوليخا لتبقى، من مخيم اللاجئين في بنغلاديش، على اتصال بزوجها عبدالحميد (25 عاما) الذي يعمل في فندق في ماليزيا.

قالت، وهي تبكي “أترقب اليوم الذي ألتقي فيه زوجي. هذا الرجل الذي اقترنت به منذ 3 سنوات ولم أتمكن من رؤيته”.

وفي حين تتراجع شروط العيش في مخيمات اللاجئين الخاصة بالروهينغا في بنغلاديش، يحاول العديد منهم العبور إلى ماليزيا، لكن فرص بلوغ غايتهم تراجعت أكثر منذ تكثيف كوالالمبور دورياتها للوقاية من وباء كورونا.

وكانت محاولة الشابة بلوغ ماليزيا في فبراير في زورق صيد محمل بـ500 من اللاجئين الروهينغا، كارثة تامة.

وروت من بنغلاديش قصتها المؤلمة، “لم يكن لدينا ما يكفي من الطعام. توفي كثيرون وألقي بجثثهم في البحر”.

قصة مؤلمة
قصة مؤلمة

وقضت شقيقتها نتيجة خلاف بين المهربين. وقالت “ضرب المهربون شقيقتي دون رحمة بحزام من الجلد، وهي أصلا كانت مريضة. ونزفت حتى الموت، ولم يكن بوسعي القيام بأي شيء سوى الصراخ والشتم”.

وأضافت، “لم أكن أتصور يوما أن اضطر لإلقاء شقيقتي في البحر، لن أستطيع الصعود بعد اليوم في زورق”.

وأظهر مقطع فيديو صورا صادمة لوحشية تهريب أقلية الروهينغا المسلمة من طرف شبكات التهريب التي تنشط بين بنغلاديش وماليزيا. وصور الفيديو مهربا من ميانمار ينهال بالضرب بلا رحمة على ركاب سفينة مليئة باللاجئين الروهينغا ما يعكس الوحشية التي يتعرض لها أفراد هذه الأقلية المسلمة خلال عملية تهريبهم.

وكانت جوليخا ووالدتها ووشقيقتها قد وصلن إلى بنغلاديش في 2017 مع الآلاف من الروهينغا، الغالبية المسلمة التي فرت من القمع في بورما ذات الغالبية البوذية.

وفي السنة نفسها تزوجت من عبدالحميد عبر تطبيق “ايمو” لاتصالات الفيديو. وكالعادة في مجتمع الروهينغا المحافظ جدا، كان الزواج مدبرا من عائلتي الشابين اللذين يعرفان بعضهما البعض منذ الطفولة. وبعد علاقة افتراضية لعامين، نظم عبدالحميد رحلة زوجته وشقيقتها.

لكن الزورق لم يرس أبدا في ماليزيا وتمت إغاثة المهاجرين قبالة بنغلاديش. وخلال الرحلة البحرية قضى 60 مهاجرا لعدم توفر الطعام.

وفي مخيمات اللاجئين الروهينغا تفقد المئات من الزوجات الأمل في أن يلتقين يوماً ما أزواجهن.

وبأسف، يقول عبدالحميد المقيم في جزيرة لانغكاوي شمال غرب ماليزيا، التي يقصدها المهاجرون غير الشرعيين عادة، “منذ زواجنا لم نمسك أيدي بعضنا البعض”.

ويواصل علاقته مع جوليخا من خلال الاتصالات عبر الفيديو، مضيفا، “أقول لها إني أحبها وتؤكد أنها تبادلني هذا الشعور”.

لقاء الأحباب.. حلم صعب المنال
لقاء الأحباب.. حلم صعب المنال

وتابع، “أحيانا نتبادل المزاح عن بعض الأمور، لكن في معظم الأحيان نبكي لأنه لا يمكن أن يكون لنا حياة طبيعية كأي زوج وزوجة”.

وأوضح، “أحيانا عندما أغرق في نوم عميق أحلم بأن زوجتي نائمة إلى جانبي. يمكنني أن أشعر بدفئها”.

أما بالنسبة إلى أسرة الشابة، يمثل هذا الزواج مساعدة مادية ثمينة بما أن عبدالحميد يرسل شهريا ما بين 50 إلى 100 دولار.

ويقيم في ماليزيا منذ سبع سنوات. وعبر بحرا من بورما إلى تايلاند ثم برا الحدود الماليزية. وبعد أن كان عامل بناء لفترة من الوقت، حصل على وظيفة في فندق في لانغكاوي.

ووافق الشاب على الحديث تحت اسم مستعار لأن أقلية الروهينغا تتعرض لعدائية متنامية في ماليزيا بسبب وباء كورونا.

وبالنسبة إلى زوجته بات الخيار الوحيد التوجه إلى ماليزيا عن طريق البر. ويمكنها الحصول على جواز سفر مزور من بنغلاديش وشراء بطاقة سفر. وثمن الرحلة الجوية باهظ بالنسبة لها.

وقال عبدالحميد، “حلمي أن أجلب زوجتي إلى ماليزيا. لن أوفر أي جهد. لن أتوقف عن انتظار جوليخا مهما طال الوقت”.

20