رحلة الهجن تقترب من محطتها النهائية في القرية العالمية بدبي

تواصل قافلة "رحلة الهجن" في دورتها الحادية عشرة تقدمها نحو محطتها النهائية في القرية العالمية بدبي، بمشاركة 33 مشاركًا من 17 جنسية، وتستمر في عبور العديد من المحطات البارزة حتى الوصول إلى هدفها.
دبي – تواصل قافلة “رحلة الهجن” في دورتها الحادية عشرة تقدمها نحو محطتها الأخيرة في دبي، بعد أن قطعت أكثر من نصف المسافة في رحلة تجمع 33 مشاركًا من 17 جنسية.
وانطلقت القافلة في 9 ديسمبر من صحراء الربع الخالي، ومنذ ذلك الحين حققت تقدمًا ملحوظًا عبر سلسلة من المحطات البارزة، التي شملت تل مرعب، وجنوب شاه، ومحمية المها العربي “باب بن مضحية”، ومحمية المها العربي “الخور”، والدعيسية، بالإضافة إلى محطات جنوب وشمال القوع، والثقيبة، وبوتيس.
تتميز رحلة الهجن بتفاصيل خاصة، حيث تركز أهدافها على إحياء تجربة الترحال الصحراوي التقليدي. وتعتمد الرحلة على تدريبات مكثفة استمرت شهورا، يكتسب خلالها المشاركون مهارات ركوب الهجن، ويخوضون تحديات تهدف إلى اختبار قدراتهم الفردية وعزيمتهم.
وتتعين عليهم مواجهة صعوبات الصحراء المترامية، بما في ذلك الطرق الوعرة والتلال الرملية، التي تتطلب منهم النزول عن الهجن ودفعها إلى تجاوز الصعوبات. كما يتطلب التحدي لياقة بدنية عالية وقدرة على التحمل، إضافة إلى العزلة التامة عن الحياة المدنية، والالتزام بتوجيهات قائد الرحلة طوال مدة تصل إلى أسبوعين، حتى الوصول إلى المحطة النهائية.
ذكرت أنباء الإمارات (وام) مساء الأربعاء أن المشاركين في الرحلة يهدفون إلى الوصول إلى وجهتهم النهائية في القرية التراثية بالقرية العالمية في 21 ديسمبر الجاري، بعد رحلة شاقة استمرت 13 يومًا وغطت مسافة 680 كيلومترا.
ويترأس القافلة عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الذي أعرب عن شكره وتقديره لجميع الهيئات والمؤسسات التي ساهمت في نجاح الرحلة.
وأكد أن رحلة الهجن في دورتها الحالية تمثل نموذجًا حقيقيًا للتعاون المثمر بين الجهات الوطنية في الدولة، وتعكس الالتزام الجماعي بالحفاظ على التراث الإماراتي وتعزيز الهوية الثقافية والوطنية.
وأشار بن دلموك إلى أن الحفاظ على التراث يعد واجبًا وطنيًا، وأن المركز يعمل بشكل مستمر على تعزيز هذا الدور من خلال التعاون مع الشركاء في هذا المجال. وأعرب عن ثقته بأن دعم هذه المؤسسات يمثل الركيزة الأساسية التي تساهم في نقل هذه القيمة إلى الأجيال القادمة.
وفيما يتعلق بسير الرحلة، قال بن دلموك إن القافلة تقطع يوميًا مسافة تتراوح بين 45 و50 كيلومترًا، مستفيدة من المعرفة العميقة بجغرافية المنطقة التي اكتسبها الفريق عبر تجارب الرحلات السابقة.
وأضاف أن الرحلة واجهت بعض الصعوبات في بدايتها، إلا أن الفريق تمكّن من تجاوزها بفضل خبرته وكفاءته العالية.
وأشاد المشاركون في رحلة الهجن بالتجربة الفريدة التي يعيشونها في قلب الصحراء الإماراتية، معتبرين أن هذه الرحلة تمثل فرصة استثنائية للتعرف عن كثب على التراث الإماراتي الأصيل من خلال التنقل على ظهور الهجن والإقامة في الصحراء.
وقالت آمنة عبدالله النقبي، منسقة التدريب في هيئة الشارقة للمتاحف، إنها تابعت الرحلة منذ فترة طويلة وكانت تنتظر بفارغ الصبر الوقت المناسب للمشاركة.
وأكدت أنها كانت مستعدة ذهنيًا وبدنيًا نظرًا لصعوبات الرحلة الخاصة، موضحة أن التدريبات المكثفة التي خضعت لها في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، إضافة إلى الإرشادات المستمرة من الرئيس التنفيذي، ساعدتها كثيرًا في التغلب على التحديات التي واجهها الفريق.
أما إيفان كوفالينكو، المتسابق الروسي، فقد أشار إلى أن القيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي كان لها دور كبير في اندماجه السريع مع الفريق. وقال إن الرحلة فاقت كل التوقعات، حيث اكتشف خلالها جوانب من صحراء الإمارات وتقاليد أهلها، مشيرًا إلى أن التحدي والصبر كانا من أبرز ملامح الرحلة.
من جانبه، اعتبر أليكسندري فيدوتوف، المتسابق الفرنسي، أن مشاركته في الرحلة كانت تجربة لا مثيل لها. وأضاف “خضنا تدريبات مكثفة في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ثلاثة أيام في الأسبوع على مدار الشهرين الماضيين، وتمكنت من إتقان فن ركوب الهجن.”
وأوضح أن عشقه للطبيعة الإماراتية دفعه إلى المشاركة في التحدي، معتبرًا الرحلة بمثابة استكشاف عميق للحياة الصحراوية.
أما الألمانية ستيفاني مايدر فقد قررت قضاء إجازتها هذا العام في استكشاف صحراء الإمارات من خلال رحلة الهجن، قائلة “تجربة لا شك أنها ستكون رائعة وسوف نتعلم منها الكثير، خاصة في مجال التعاون مع الفريق أثناء العيش في ظروف منعزلة بعيدًا عن صخب المدينة.”
من جهتها قالت مريم سعيد الخروصي، إحدى المشاركات الإماراتيات في الرحلة، “أعتبر نفسي سفيرة لبلادي في هذه الرحلة، حيث نعرض تقاليدنا وعاداتنا الإماراتية الأصيلة من خلال التعاون والالتزام مع زملائنا من مختلف الجنسيات.”
وقال المشارك الإماراتي عبدالعزيز السركال “رحلة مذهلة مليئة بالتحديات والصعوبات التي جعلتنا نختبر صعوبة الحياة كما عاشها أجدادنا. إنها تجربة محاكاة مختصرة لتلك الحياة، ولن تُنسى أبدًا.”
أما المسار المقبل للرحلة فيتضمن التوجه نحو مناطق الخزنة والعجبان وسيح السلم، وصولًا إلى القرية التراثية بالقرية العالمية في 21 ديسمبر، حيث تُختتم الرحلة.