رالي دكار في السعودية مختبر لسيارات الغد

صحراء السعودية وتضاريسها الخلابة تفتح المجال أمام المشاركين لاستكشاف أروع المناظر الطبيعية في المملكة.
الخميس 2022/12/29
متعة المغامرة

تستقبل صحراء السعودية وتضاريسها الخلابة الدورة الخامسة والأربعين من رالي دكار مع ظهور القضايا البيئية، إلا أن مدير الرالي دافيد كاستيرا يؤكد أنه يمكن لهذه السباقات أن تجعل من الممكن تطوير سيارات الغد.

باريس - قبل انطلاق الدورة الخامسة والأربعين من رالي دكار السبت في السعودية التي تستضيف الحدث للمرة الرابعة تواليا، يبدو “أن ممارسة رياضة السيارات لا تتماشى مع العصر” مع ظهور القضايا البيئية، كما يقرّ مدير الرالي دافيد كاستيرا الذي رأى أنه “يجب على دكار أن يخدم هدفا، إنه مختبر في الهواء الطلق لتحضير ما ستكون عليه سيارات الغد”.

ويتميز الرالي بمسارات جديدة بنسبة 70 في المئة، تتخللها العديد من المناطق التي تضم مختلف أنواع التضاريس، ليفتح المجال أمام المشاركين لاستكشاف أروع المناظر الطبيعية الخلابة والمناطق الأثرية في المملكة، كما سيخوض المتنافسون تحديات جديدة من شأنها رفع مستوى التشويق والحماس.

دافيد كاستيرا: يجب أن يخدم دكار هدفا ما، إنه مختبر في الهواء الطلق لتحضير ما ستكون عليه سيارات الغد. نحن نتجه نحو مركبات جديدة
دافيد كاستيرا: يجب أن يخدم دكار هدفا ما، إنه مختبر في الهواء الطلق لتحضير ما ستكون عليه سيارات الغد

ويمتد من الحادي والثلاثين من ديسمبر حتى الخامس عشر من يناير، على أن تستمر المنافسات طوال 15 يوما، بما فيها أربعة أيام في صحراء الربع الخالي.

ويشارك في هذه الدورة مجموعة من المتسابقين يمثلون 68 جنسية من مختلف أنحاء العالم، كما يضم السباق أكثر من 455 مركبة في مختلف الفئات، فيما يتألف مسار الرالي هذا العام من مرحلة تمهيدية واحدة و14 مرحلة عادية، يتخللها يوم واحد للراحة في الرياض، على أن يخوض المتسابقون خلالها 4 مراحل دائرية وواحدة ماراثونية في منطقة الربع الخالي.

وتبلغُ المسافة الإجمالية للرالي 2023 أكثر من 8500 كيلومتر، يشاهد خلالها المتسابقون المناظر الطبيعية الخلابة، والمناطق الأثرية في المملكة، فيما ستنطلقُ المركبات من مدينة ينبع على شواطئ البحر الأحمر، مرورا إلى نقطة النهاية في الدمام على ساحل الخليج العربي، ختاما بالعلا وحائل والدوادمي والرياض، وحرض، والربع الخالي وشيبة والهفوف.

وبالتزامن مع المنافسة القوية، ستستضيف مخيّمات المبيت ما يقارب 100 مركبة مشاركة في فئة “دكار كلاسيك”، في منافسات على ثبات التأدية مخصّصة للسيارات الكلاسيكية من حقبتي الثمانينات والتسعينات.

وسيجتمع المشاركون ضمن مخيم مبيت على بُعد 200 كلم من المدينة المنورة، وبعد ذلك، سيدخلون أجواء المنافسة مع مناطق مألوفة مثل العُلا، حائل والرياض، قبل التوجه لقضاء أربعة أيام في الصحراء المجهولة للربع الخالي، حيث سيواجه المتسابقون التحدي الصعب على الرمال والكثبان.

وقال دافيد كاستيرا “لتدارك ما حدث العام الماضي، قمنا بـ’تحديث’ الأمن بالتعاون مع القوات المحلية، والسعوديون يساعدوننا. لقد رفعنا مستوى الأمن بدرجة في ما يخص مخيمات المبيت (في الهواء الطلق). اليوم نحن محظوظون لأن لدينا فقط مخيمات المبيت في بعض الأماكن فقط، وبالتالي، فإن الأمر أسهل أيضا بالنسبة إلينا إلى حد ما. بالإضافة الى ذلك، فإننا ننفذ المسار بأكمله مع السلطات وننتج كتيبا للإرشادات. نتفحص جميع نقاط الوصول والانطلاق، جميع تقاطعات الطرق وجميع نقاط الإمداد وربما مناطق المتفرجين لضمان سلامة كل نقطة. سلامة الرالي”.

وقال مدير الرالي في ما يتعلق بالقضايا البيئية، “إنها مشكلة جميع رياضات المحركات. صحيح أن ممارسة رياضة السيارات اليوم لا يبدو أنها تتماشى مع العصر، لكنها تجعل من الممكن أيضا تطوير سيارات الغد”.

وأضاف “يجب أن يخدم دكار هدفا ما، إنه مختبر في الهواء الطلق لتحضير ما ستكون عليه سيارات الغد. نحن نتجه نحو مركبات جديدة بدرجة تلوث أقل، لدينا الكثير من المشاريع الصغيرة التي بدأت في الظهور كالمحركات الكهربائية، والهيدروجينية، والوقود الحيوي، لكننا نكافح”.

وقال عن العقبات التي تواجه السيارات البيئية “لدينا سيارات جاهزة، لكننا لا نعرف كيف نديرها لأن محطات الهيدروجين لا يتم إنشاؤها بالسرعة التي تتطوّر بها التكنولوجيا. بالتالي، يتوجب أن نطابق القضايا اللوجستية، الإمدادات، مع تقدّم التكنولوجيا. إنه حقا تحدّ كبير إلى حد ما لكننا نواجهه وأطلقنا ديناميكية بحيث يكون الجميع مطابقا للانبعاثات المنخفضة بحلول عام 2026. لا يوجد شيء اسمه صفر انبعاثات، لكن يمكننا أن نكون منخفضين جدا (من ناحية الانبعاثات)”.

نصف المشاركين في الرالي من الهواة. وقال كاستيرا  “نقطة الالتقاء هي الشغف الميكانيكي، الصحراء والمغامرة. هناك شكل من أشكال الحنين إلى دكار الثمانينات لأن هذا هو المكان الذي ولد فيه الرالي، ونحن دائما نتطلع إلى بداية القصة، لذلك نحن نتذكر تلك الأعوام، أعوام الاكتشافات المطلقة… لا يزال تاريخ دكار يُكتب حتى اليوم.

Thumbnail
20