راقصات الباليه يتبعن إيقاع الاحتجاجات في باريس

الراقصات يضربن احتجاجا على خطة إصلاح أنظمة التقاعد ويقدمن عرضا مجانيا مأخوذا من قصة بحيرة البجع على درج أوبرا غارنييه.
الاثنين 2020/01/06
محاولة للفوز مجددا بقلوب المحبين المحبطين

لأول مرة في تاريخ أوبرا باريس تنزل راقصات الباليه إلى الشوارع للمشاركة في التظاهرات احتجاجا على خطة إصلاح أنظمة التقاعد في فرنسا، ليزيد ذلك من وطأة المتاعب المتراكمة طيلة العقود الأخيرة والتي تعانيها أوبرا باريس التي يبلغ عمرها 350 عاما.

باريس - شهدت أوبرا باريس عددا لا يحصى من الإضرابات في العقود الأخيرة، لكنها تمر حاليا بأسوأ مرحلة في تاريخها الحديث، مع ثلاثة أسابيع من الشلل للاحتجاج على خطة إصلاحية لأنظمة التقاعد ألغي خلالها 63 عرضا كبّدتها 12 مليون يورو خسائر.

وقالت المؤسسة التي يبلغ عمرها 350 عاما، “خلال السنوات الثلاثين الماضية، كان هذا أطول إضراب سجل أكبر نسبة من الخسائر” الناتجة عن الإضرابات.

وقد انضمت راقصات الباليه في الإضراب إلى الموظفين الفنيين والعاملين في الكواليس للاحتجاج على خطة لإصلاح أنظمة التقاعد للعاملين في القطاع العام في فرنسا والتي شلت نظام النقل العام في البلاد منذ ما يقرب من أربعة أسابيع.

ورغم أن الأوبرا شهدت الكثير من الإضرابات التي نظمها العمال في المسرح، فهذه المرة الأولى التي تنضم فيها الراقصات إليهم.

وقد تصدّر قرارهن بالنزول إلى الشوارع لأول مرة في تاريخ الأوبرا عناوين الصحف المحلية والعالمية.

وسدد إضراب العمال في قطاع النقل العام ضربة قوية للمسارح وقاعات الحفلات الفرنسية مع إلغاء بعض العروض وتأدية أخرى في صالات خالية تقريبا، فيما ينبغي أن يكون أكثر ليالي السنة ازدحاما.

ومع تحذير الأوبرا من أن عدم توافد الناس إلى عروضها قد تسبب في فجوة كبيرة في ميزانيتها، قالت وزارة الثقافة الفرنسية إن “المحادثات جارية مع الإدارة والموظفين” لحل الأزمة التي قضت على برنامج عيد الميلاد الذي عادة ما يكون مزدحما.

وفي محاولة للفوز مجددا بقلوب محبي هذا الفن المحبطين، قدمت الراقصات عرضا مجانيا مأخوذا من قصة “سوان لايك” (بحيرة البجع) الشهيرة على درج أوبرا غارنييه في وسط العاصمة الفرنسية عشية عيد الميلاد.

لكن هذا الأمر لم يمنعهن من الإصرار على التمسك بمطلبهن المتمثل بالحصول على نظام يسمح لهن بالتقاعد في سن 42 عاما، ويعود تاريخه إلى القرن السابع عشر ولويس الرابع عشر.

وقد رفضت الراقصات اقتراحا من هذا القبيل لكنه يطال فقط اللواتي ينضممن إلى الباليه بعد الأول من يناير 2022.

وحذر مدير سابق للأوبرا طلب عدم ذكر اسمه من أن الأمر مختلف هذه المرة، مضيفا أن معظم الإضرابات كانت تدور حول “الأجور أو ظروف العمل ولم تستمر عموما أكثر من بضعة
أيام”. وقال “علينا أن نتوصل إلى نظام تقاعد يتضمن مساعدتهن على إعادة التدريب لأن الكثير من الراقصات يواجهن صعوبة كبيرة” بعد التقاعد، بعد التضحية بمعظم سنوات حياتهن في الباليه.

وبموجب النظام الموجود حاليا، تقدم الدولة الفرنسية نصف تمويل صندوق تقاعد موظفي الأوبرا (14 مليون يورو في السنة ويضم حوالي 1900 عضو).

لكن مع تراكم الخسائر، يشعر مدير الأوبرا المنتهية ولايته ستيفان ليسنر بالقلق من أن الخزائن تستنزف من أجل الإنتاج في المستقبل.

 وفي رسالة داخلية، حذر ليسنر من أن الإضراب “يؤثر على علاقاتنا مع الجمهور”.

 وقالت الأوبرا، في وقت لاحق، إنها “ستقوم بعدد من المبادرات للجماهير” للتعويض عن إلغاء بعض عروضها.

ومع ذلك، لا تزال التدريبات مستمرة للإنتاجات المقبلة مع نشر الباريتون الفرنسي فلوريان سيمبي تغريدة تفيد بأنه يتطلع إلى الظهور في عرض “باربر أوف سيفيي”، كما نشر الراقص هوغو مارشان فيديو لنفسه أثناء التدريب.

24