رائحة رمضان والقطايف تفوح من أسواق القدس المدينة

أسواق القدس تعجّ في رمضان بالبائعين المتجولين وأصحاب المحلات التجارية، ويحتشد الزبائن والزوّار  يشترون أثناء مرورهم إلى المسجد الأقصى.
الأربعاء 2019/05/08
رمضان الحركة والتسوق

القدس- في القدس، رائحة البخور تنبعث من مئات البسطات والمحلات التجارية التاريخية في البلدة العتيقة المحيطة بالمسجد الأقصى، والتي تزينها الأهلّة والفوانيس التي ارتبط ظهورها بشهر الصيام، الشهر الذي يستغله التجار لفتح أبواب محلاتهم التجارية التي تنشطها حركة المصلين.

وبالنسبة إلى سكان المدينة العتيقة، ليس شهر رمضان كباقي الشهور، فقدوم هذا الزائر عنوان “للفرحة والبهجة والصمود”، فتجدهم جميعاً يتشاركون تزيين شوارعهم وأحيائهم وأسواقها التاريخية.

وتعجّ أسواق القدس في رمضان بالبائعين المتجولين وأصحاب المحلات التجارية، ويحتشد الزبائن والزوّار  يشترون أثناء مرورهم إلى المسجد الأقصى. ورغم معاناة أصحاب المحلات التجارية المتواجدة في أبواب القدس، من عدم قدرتهم على إدخال البضائع وإيصالها إلى محلاتهم، بالإضافة إلى الضرائب الباهظة التي يفرضها الاحتلال عليهم، إلا أن المحلات التراثية تفتح أبوابها منذ ساعات الصباح حتى مطلع فجر يوم جديد لتستقبل الزبائن بوجود أنواع العطور والكعك والبهارات والتمور وغيرها من روائح المدينة الجميلة.

ويرى تاجر التحف الشرقية المقدسي، رئيس جمعية تجار التحف جواد أبوعمر، أنه منذ انتفاضة الأقصى وبناء جدار الفصل العنصري وإلى اليوم، وشهر رمضان يعتبر نواة الخير التي تنتعش فيها الحركة التجارية داخل أسواق القدس وأسوارها.

وأشار إلى أن الحركة الشرائية النشطة تتركز على مجالات الأطعمة والحلويات في بداية الشهر، فيما ينشط بيع الملابس والأحذية في البلدة القديمة مع اقتراب العيد. وتابع، شهر رمضان في أسواق القدس يضفي  بهجة لا توصف ترتبط بقدسية المكان والمجسد الأقصى، وبالأجواء الدينية التي يزداد فيها تواجد المصلّين في كل الأوقات داخل أسوار القدس، وأجواء بيع المأكولات التي يزداد الطلب عليها في رمضان مثل، القطايف والحلويات والعصائر الطبيعية.

شهر رمضان يعتبر نواة الخير التي تنتعش فيها الحركة التجارية داخل أسواق القدس وأسوارها
شهر رمضان يعتبر نواة الخير التي تنتعش فيها الحركة التجارية داخل أسواق القدس وأسوارها

وقال صاحب محل حلويات في القدس نظام أبوصبيح، “تشهد الحركة التجارية انتعاشا في رمضان بشكل كبير، فهو الشهر الوحيد الذي تنتعش فيه البلدة القديمة طوال العام”. وأضاف “ما زلتُ أعمل في مهنة الحلويات التي توارثتها عن والدي الذي ترك لنا إرثا في إتقان الكعك والحلويات”، موضحا أن والده بدأ العمل منذ عام 1962 وفتح محلّه في طريق الواد.

وتابع “أجواء رمضان والعيد لها رونق خاص وصناعة الحلويات لها مناسباتها وطقوسها الجميلة، وكل مناسبة سعيدة لها حلويات خاصة، وفي شهر رمضان المبارك يتم بيع القطائف والعوامة، وفي مناسبة الأعياد الدينية يكثر بيع الكعك بعجوة والمعمول بحشو الجوز”.

ويلجأ بعض التجار إلى تغيير عملهم مؤقتًا، فبعض أصحاب المقاهي يبيعون الحلويات والمشروبات، وبعض المطاعم تتحول لبيع الحمص والفلافل. وتثير العربات المنتشرة في مختلف أرجاء القدس العتيقة التي تبيع الكعك وحلويات العوامة وغيرها مما لذ وطاب من الطعام، شهية المارة المقدسيين. وبعد انحدار الشمس الحارقة.

وقال المواطن محمد موسى إنه اعتاد الحضور في شهر رمضان بشكل يومي من مكان سكنه في حي وادي الجوز القريب من البلدة القديمة من أجل شراء احتياجاته من المأكولات والحلويات، التي تتواجد في أسواق البلدة القديمة، والتي يقول إنه لا يوجد لها مثيل في مختلف أرجاء فلسطين.

 وأضاف، “أفطر في بعض الأحيان على الفلافل المعدّة خصيصا لرمضان مع الكعك المقدسي، وأحتسي العصائر الباردة التي يقوم الباعة المتجولون بتوفيرها». ويقف المسن أبوعلي إلى جانب مجموعة من أكياس العصائر التي أعدها ينادي المارة قرب باب العامود “سوس.. خروب… تمر هندي”.

وقال أبوعلي، إن إقبال المواطنين على شراء المشروبات الطبيعية الباردة في هذا الشهر بات كبيرا جدا، حيث تحتل هذه المشروبات رأس قائمة مشتريات المقدسيين في رمضان.

وبيّن المدير العام للغرفة التجارية الصناعية في القدس لؤي الحسيني لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أن الثقل التجاري في القدس خلال شهر رمضان يتركز في منطقة باب العامود، وخان الزيت وباب الواد، مضيفا، “حركة المقدسيين التجارية في شهر رمضان تستمر على مدار 24 ساعة يوميا، بينما في الأيام العادية تتوقف الحركة بعد الساعة الخامسة مساء، لعدم قدرة السياح والحجاج من دخول القدس بسبب إجراءات الاحتلال”.

أما المشهد الرمضاني الأكثر دفئاً في القدس، فيتمثل بقيام سكان المنازل المحيطة بالمسجد الأقصى برش المياه على المصلّين الوافدين إلى المسجد، من فوق أسطح منازلهم للتخفيف عليهم من شدّة الحر، فيما يعمد هؤلاء السكان إلى توفير الكراسي خارج منازلهم لمن أنهكه طول الطريق وأراد بعض الراحة.

20