رائحة الطعام السوري تفوح في دول العالم

انتشر الطعام السوري كما انتشر السوريون في العالم ليصبح جزءا من المشهد الغذائي المتنوع في العديد من البلدان. ويشتهر هذا الطعام بتنوعه وغناه بالنكهات، حيث تشمل أطباقه الشهيرة مثل الفتوش، التبولة، الكباب، المحشي، والحمص.
رضوان علي الحسن
روما – أدت الحرب السورية إلى هجرة ما يقارب عشرات الملايين من السوريين إلى دول الجوار وإلى قارات العالم وخاصة إلى أوروبا، وحمل السوريون معهم الكثير من العادات والتقاليد الجميلة، وبعد ثلاثة عشر عاماً من هذه الهجرة، والتي ما زالت مستمرة حتى الآن، استطاع الإنسان السوري من أن يثبت أهميته في دول اللجوء فدخل سوق العمل وتفوق في الدراسة.
وأصبح السوري رقماً صعباً في المجتمع المستضيف وأثبت للجميع أن الإنسان السوري مبدع أينما حل والشيء الجميل أيضاً كان مساهمة المرأة السورية في التعريف بالحضارة السورية في جميع المجالات ولاسيما عبر التعريف بالمطبخ السوري العريق والأطباق السورية المتميزة، والثقافة السورية، حيث إن المطبخ السوري بأطباقه العديدة واللذيذة معروف في المطبخ العربي ككل.
ويستمد المطبخ السوري مطبخ عريق متنوع يستمد تنوعه من تاريخ سوريا بلد
الحضارات وعاصمتها المعروفة بأنها أقدم عاصمة استمرت بها الحياة في العالم، وطبيعتها والمناطق والمدن فكل مدينة ومنطقة سورية لها ما يميزها من الآكلات ما بين دمشق وحلب وحمص وحماة ومدن الساحل السوري ومنطقة الجزيرة السورية، دير الزور والرّقة والبادية والمناطق الجبلية في اللاذقية والسويداء وريف دمشق، ولهذا فإن المطبخ السوري غنيّ جداً بأطباقه المتنوعة الشهية، التي تختلف في مكوناتها المستخدمة والوصفة المتبعة للتحضير والمعدلة بذوق ربة المنزل والتي غالباً ما كانت متفرغة تماماً لأمور المنزل لذلك كانت جودة الطعام المقدم عالية ولا تخلو من الابتكار والتجديد.
فالمطبخ السوري تأثر بالمطابخ العالمية وأثر فيها وانعكس هذا التأثير على المطبخ السوري بشكل إيجابي، واستفاد الطهاة السوريون من تجارب غيرهم وحسّنوا، وكما كان لهم ذوق خاص بهم في فنونهم كانت للسوريين لمسات جمالية وطعم مميز أضافوه للكثير من وجبات الطعام الداخلية، التي سميت في ما بعد بالمأكولات الشرقية.
أما عن الأطباق الرئيسية السورية فلا يختلف اثنان على مذاقها الرائع وتنوع وصفاتها مثل المشويات السورية والكباب الحلبي بأنواعه، ناهيك بالصفيحة الشامية والفطائر والفتة الشامية، المجدرة، الشاكرية، شيش برك، الشاورما، الفتة، فضلاً عن الأكلات الأخرى الرئيسية التي يتذوقها المواطن في سوريا، ولها مكانة خاصة، ومنها: المحاشي، القشة، الكواج، ملوخية باللحمة، كبسة، مقلوبة، صينية باللحمة، الباميا، بطاطا بحامض، وفاصولياء حب، والمسقعات بأنواعها، والمعجنات السورية بأشكالها وأنواعها، والبوظة الدمشقية وغيرها من الأطباق المميزة المحضرة بمختلف المكونات وبحسب ذوق كل ربة منزل.
أما أطباق الطعام الشعبية السورية فهي كثيرة ومتعددة، وتتميز ببساطة تركيبها وسرعة تحضيرها، وهي غنية بالمواد الغذائية الضرورية لبناء الجسم، وارتبطت معظم المأكولات الشعبية بالمحافظات والمدن السورية، ومن أشهر الحلويات السورية المقدمة في الأعياد، نذكر البرازق الشامية، القطايف الشامية، الحلاوة الحمصية، الكنافة والمعمول. وهي تعتبر من حلى القهوة الأكثر انتشاراً والمقدمة إلى جانب وصفات القهوة المختلفة، كما يتميز المطبخ السوري ببعض حلى المهلبية والأرز بالحليب، أما المشروبات فيوجد شراب التوت الشامي الأسود وشراب قمر الدين والتمر هندي.
وهذا ما دفع الكثير من السوريين إلى افتتاح مطاعم مختصة بالطعام السوري في دول اللجوء مثال: تركيا، لبنان، الأردن، ألمانيا، إيطاليا، أستراليا وكندا.
وإذا كانت إيطاليا ومدنها الشهيرة تشتهر بالباستا وأنواعه الشهية فإن مدينة حلب هي عاصمة المطبخ السوري، وثاني المدن السورية بعد دمشق، بمطبخها العريق وتفنن أهلها بصنع الأطعمة اللذيذة التي تأتي في مقدمتها الكبّة والكبابة والمحاشي، حتى أصبح يضرب المثل بها، حيث يردد السوريون المثل الشعبي المعروف «حلب أم المحاشي والكبب”.
تتألف الكبة الحلبية بشكل أساسي من مادة البرغل (القمح) الناعم بأحد نوعيه الأبيض أو الأحمر، ولحم الضأن البلدي، ويتم عركها باليد، وكان يتم ضربه بالجرن الحجري أو النحاسي مع أداة الضرب المسماة الهاون (وقد أصبحت حالياً من الأدوات التراثية، حيث استبدلت في ما بعد بآلة الطحن اليدوية ومن ثم الكهربائية التي دخلت بقوة إلى المطبخ الحلبي لإراحة المرأة في المنزل والمطبخ من العمل اليدوي)، كما تضاف المكسرات للكِبّة وبخاصة الفستق الحلبي والجوز البلدي والصنوبر واللوز.
وقد تفنن الحلبيون في تصنيع الكبّة وتنويع مائدتها، وقد أحصى بعض المهتمين بالمطبخ الحلبي عدد أنواع الكبة الحلبية بحوالي 90 نوعاً تصنع بطرق وأساليب مختلفة.