رئيس وزراء إسرئيل يسعى للتهوين من محادثات وزير الدفاع مع عباس

مصدر مقرب من بينيت ينفي وجود عملية سياسية مع الفلسطينيين مستبعدا أن تتجه إسرائيل الى أي عملية من هذا النوع.
الاثنين 2021/08/30
أول محادثات إسرائيلية - فلسطينية في رام الله

القدس - سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الاثنين للتهوين من أي أفكار عن التحرك لتجديد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وذلك بعد عقد اجتماع على أعلى مستوى بين الطرفين منذ سنوات.

وبعد ساعات من اجتماع غانتس مع عباس نقلت المنافذ الإعلامية الرئيسية في إسرائيل عن "مصدر مقرب من رئيس الوزراء" قوله إنه "لا توجد عملية دبلوماسية مع الفلسطينيين ولن توجد".

وقال المصدر لقناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن اللقاء تم الموافقة عليه مسبقا من قبل بينيت، وتناول مسائل تهم منظومة الدفاع الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية.

والتقى غانتس الذي يتزعم حزبا ينتمي للوسط وعباس بعد يومين من لقاء بينيت، السياسي المنتمي لليمين المتطرف والذي يعارض قيام دولة فلسطينية، في واشنطن مع الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يؤيد الفكرة.

وقال بيان أصدره البيت الأبيض إن بايدن أكد لبينيت دعمه لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني "وشدد على أهمية اتخاذ خطوات لتحسين معيشة الفلسطينيين".

ولم يذكر بينيت الفلسطينيين في تصريحات علنية أدلى بها في البيت الأبيض وتركزت على برنامج إيران النووي.

وسبق أن دعا غانتس إلى استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين الذين يريدون إقامة دولتهم في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة على أن تكون القدس الشرقية عاصمتها. وقد استولت إسرائيل على تلك الأراضي في حرب الشرق الأوسط عام 1967.

غير أن أي تحرك جديد بشأن القضية قد يهز أسس حكومة بينيت التي تجمع بين اليسار واليمين وتيار الوسط وأحزاب عربية والتي وضعت في يونيو الماضي نهاية لحكم بنيامين نتنياهو الذي استمر 12 عاما.

ولم يذكر بيان أصدره مكتب غانتس مساعي السلام واكتفى بالقول إنه ناقش مع عباس الوضع الأمني والاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس الإسلامية.

 وتعتبر هذه المحادثات الرسمية الأولى بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ تولي بينيت منصبه في يونيو، كما يعد اللقاء الأول لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى مع عباس منذ العام 2010، حيث كانت هناك لقاءات لبعض الوزراء بالحكومة الإسرائيلية مع بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية، لكنها تناولت وبحثت بالأساس القضايا المدنية.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن "وزير الدفاع بيني غانتس التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مساء (الأحد) لمناقشة السياسة الأمنية ومسائل مدنية واقتصادية".

وضم الاجتماع منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان والمسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.

وناقش غانتس والوفد المرافق له مع عباس وقادة من السلطة الفلسطينية مجموعة من القضايا الأمنية والسياسية والمدنية والاقتصادية، واتفق الاثنان "على الاستمرار في التواصل بشأن مختلف القضايا المثارة"، وفق بيان لوزارة الأمن الإسرائيلية.

وبحث غانتس مع عباس "إعادة تشكيل الواقع الأمني ​​والمدني والاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة"، مؤكدا أن الحكومة الإسرائيلية مستعدة للقيام بخطوات وإجراءات من أجل دعم وتعزيز اقتصاد السلطة الفلسطينية.

ويأتي اللقاء في ظل توقف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ نهاية مارس 2014، بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أميركية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.

كما يأتي اللقاء بعد ساعات على عودة بينيت من واشنطن حيث التقى الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن بايدن حث رئيس الحكومة الإسرائيلية على تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، والقيام بخطوات وتقديم مساعدات إنسانية واقتصادية للفلسطينيين، وذلك خلال اللقاء الذي جمعهما في البيت الأبيض.

ويبدو أن بينيت أعطى الضوء الأخضر لغانتس لعقد مثل هذا اللقاء، حيث ترجح التقديرات أن ذلك تم بطلب من إدارة الرئيس الأميركي.

وأواخر شهر مايو الماضي، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائه الرئيس عباس في رام الله، أن واشنطن "مهتمة بإعادة بناء علاقة مع السلطة الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني مبنية على الاحترام المتبادل"، مضيفا أنها ستمضي قدما في عملية إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس.

ويعتقد مراقبون فلسطينيون وإسرائيليون أن حكومة بينيت تريد تحسين العلاقة مع السلطة الفلسطينية في وجه حماس التي تحكم غزة، بخلاف الحكومة الإسرائيلية السابقة التي تزعمها بنيامين نتنياهو والتي اتسمت فيها الاتصالات مع السلطة بالانقطاع شبه الكامل.