رئيس الإمارات في زيارة تاريخية لقطر لتعزيز التضامن الخليجي

الدوحة - وصل رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم الاثنين إلى الدوحة في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه خلفا لأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ومنذ المصالحة الخليجية في قمة "العلا" التي أنهت سنوات من القطيعة بين قطر وثلاثة من جيرانها الخليجيين هم أبوظبي والرياض والمنامة، إضافة إلى مصر، بعد أزمة بدأت في صيف العام 2017.

وتأتي زيارة الشيخ محمد للدوحة بدعوة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بينما تسعى أبوظبي التي أرست مقاربة سياسية تقوم على تصفير المشاكل في محيطها الإقليمي ودعم جهود الاستقرار في المنطقة، إلى تعزيز التضامن الخليجي في مواجهة اضطرابات جيوسياسية وتحديات أمنية.

كما تأتي الزيارة استكمالا لجهود تعزيز المصالحة الخليجية وإعطاء دفعة لعلاقات ثنائية أكثر متانة ولشراكات خليجية أوسع، ضمن مسار تعزيز التضامن والعمل الخليجي المشترك.

وبحث رئيس الإمارات وأمير قطر العلاقات الأخوية وسبل تعزيز التعاون والتطورات الإقليمية (..) وأهمية تعزيز منظومة العمل الخليجي المشترك، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

واستعرضا خلال اللقاء "عددا من القضايا والملفات محل الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادلا وجهات النظر بشأنها".

وهنأ أمير قطر في بداية اللقاء، رئيس الإمارات بمناسبة احتفالات بلاده بعيد الاتحاد الـ51 التي أجريت مؤخرا، وأعرب عن "تطلعه إلى أن تسهم الزيارة في تطوير التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين والدفع بها إلى مستويات أرحب".

وجدد رئيس الإمارات تهنئة أمير قطر والشعب القطري بـ"نجاح استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022".

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن هذا النجاح "يعد فخرا لجميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم العربي عامة".

وكتب أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، في تغريدة على تويتر "الزيارة الرسمية للشيخ محمد بن زايد إلى دولة قطر الشقيقة اليوم (الاثنين) ولقائه بالشيخ تميم بن حمد خطوة أخرى نحو تعزيز التضامن والعمل الخليجي المشترك".

وأكد أن "مسار التعاون والتكامل والتنسيق خيار إماراتي إستراتيجي نحو تحقيق الطموحات الخليجية المشتركة".

وحظي رئيس الإمارات باستقبال رسمي ضخم لدى وصوله إلى الصالة الأميرية بمطار حمد الدولي، حيث كان أمير قطر في مقدمة مستقبليه والوفد المرافق له، كما أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية له.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية "قنا" أن عددا من الشيوخ والمسؤولين القطريين كانوا في استقبال الرئيس الإماراتي، من بينهم الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير، والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس الديوان الأميري.

ويرافق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذه الزيارة وفد رفيع، يضم الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية وعضو المجلس التنفيذي.

وتعدّ هذه الزيارة هي الأولى للرئيس الإماراتي إلى قطر منذ توليه منصبه كرئيس للبلاد خلفا للشيخ خليفة بن زايد الذي توفي في شهر مايو الماضي، وتوقيع اتفاق العلا في السعودية الذي أنهى نحو أربع سنوات من الأزمة الخليجية.

وكانت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، وسحبت دبلوماسييها من الدوحة، في أعقاب الأزمة الدبلوماسية معها منتصف العام 2017.

واتفقت الدول الأربع في يناير على إنهاء المقاطعة التي فُرضت في منتصف عام 2017 على قطر، واستعادة العلاقات السياسية والتجارية وروابط السفر مع الدوحة.

واستمرت المقاطعة الخليجية لقطر 43 شهرا بالضبط، حتى تمت المصالحة في قمة بموقع التراث السعودي في العلا في الخامس من يناير 2021.

والتقى ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان أمير قطر خلال افتتاح كأس العالم قبل أسبوعين، واضعا وشاحا باللون العنابي الذي يرمز لقطر.

ورغم أنها الزيارة الأولى لرئيس الإمارات لقطر منذ المقاطعة، تستعيد علاقات البلدين دفئها تدريجيا.

ففي مايو الماضي، زار أمير قطر أبوظبي لحضور جنازة الشيخ خليفة، الأخ غير الشقيق للشيخ محمد بن زايد ورئيس الإمارات السابق.

كما زار مسؤولون إماراتيون الدوحة، بما في ذلك نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي حضر افتتاح بطولة كأس العالم قطر 2022 الشهر الماضي، ومستشار الأمن القومي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي قام بزيارة الدوحة مرتين.

وكان البلدان قد عقدا أول اجتماع رسمي بينهما في شهر فبراير من العام الماضي في الكويت، لمتابعة تنفيذ بيان قمة العلا، الذي أعلن المصالحة الخليجية في يناير 2021.