ذكرى محمد تعود في حفل بتونس بتقنية الهولوغرام

أعادت تقنية الهولوغرام إلى المسارح من جديد نجوما رحلوا ، وسيأتي الدور هذه المرة على الفنانة التونسية الراحلة ذكرى محمد التي ستظهر في حفل بتونس في ذكرى مرور عقدين على رحيلها.
تونس - “يوم ليك ويوم عليك”، “الله غالب”، “قالوا حبيبك مسافر” و”الأسامي”، هذه الأغاني تتردد إلى اليوم على ألسنة محبيها التونسيين والعرب رغم مرور عقدين على وفاة الفنانة التونسية ذكرى محمد. ومازال صوتها يصدح في أرجاء العالم العربي عبر محطات البث الإذاعي وعلى منصات التواصل الاجتماعي، إذ تحصد بعض أغانيها الملايين من المشاهدات على قنوات يوتيوب.
وأعلنت مؤسسة “بلو سوينج” الخاصة في تونس عن تنظيم حفل فني تحييه النجمة الراحلة ذكرى محمد على المسرح بتقنية الهولوغرام بمناسبة الذكرى العشرين لرحيلها، في تجربة هي الأولى بتونس.
وتقنية الهولوغرام طريقة مبتكرة تسمح باستحضار طيف الفنانين الذين رحلوا عن الدنيا عبر التصوير التجسيمي بالأبعاد الثلاثة في الفضاء باستخدام أشعة الليزر، ليبدوا كأنهم في هيئتهم الحقيقية على المسرح.
واستخدمت التقنية ذاتها سابقا في تجسيد صورة الفنان المصري الراحل عبدالحليم حافظ في حفلات بدولة الإمارات ومصر. وقالت اللجنة إن الحفل الذي يحمل شعار “تذكر ذكرى” سينظم في المسرح البلدي بالعاصمة يومي 11 و12 مايو المقبل وستشارك فيه أيضا الفنانتان التونسية هالة المالكي وأسماء الأزرق من أصول مغربية.
وتابعت اللجنة أن الحفل سيروي المسيرة الطويلة والثرية التي قطعتها الفنانة منذ بداياتها الواعدة في تونس وإشعاعها لاحقا في ليبيا ومصر ودول الخليج.
وتعد ذكرى محمد من أبرز الأصوات الغنائية التونسية والعربية، وقد بدأ ظهورها في ثمانينات القرن الماضي وتوفيت عام 2003 في سن السابعة والثلاثين، في حادث مأساوي بمقر سكنها في القاهرة، بطلق ناري من زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي الذي انتحر بعد ذلك.
ومن بين أشهر الأغاني التي عُرفت بها ذكرى في بلدها “إلى حضن أمي”، التي مازالت تبث إلى اليوم في الإذاعات المحلية، خاصة في المناسبات التي تحتفي بالأم.
وبعد أن حققت نجاحا باهرا في تونس بدأت ذكرى تتطلع إلى الانتشار المغاربي والعربي لتنجح بمصر في خطف الأضواء وتتحول إلى إحدى أبرز فنانات جيلها.
وبحسب أحمد محفوظ، أحد المتخصصين في تقنية الهولوغرام، دخلت هذه التقنية العالم العربي عام 2013 من خلال شركة أسستها مجموعة من الشباب العرب.
وأعادت تقنية الهولوغرام نجوم الماضي إلى المسارح من جديد، من خلال حفلات يستخدم فيها المنظمون التقنية لإظهار نجوم راحلين بشكل ثلاثي الأبعاد أمام الجمهور وكأنه يشهد حفلا حيا لهم، وكان آخرها حفل لسيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم في منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ المصرية.
وبالرغم من أن تقنية الهولوغرام ظهرت أول مرة عام 1967 على أيدي العالمين جيوريس أوباتنيكس وإيميت ليث من جامعة ميشيغان الأميركية، إلا أنها تأخرت في التطبيق العملي في مختلف أنحاء العالم بسبب التحسينات المتسارعة التي أجريت عليها من ناحية أولى، ولصعوبة توفير التقنيات من ناحية أخرى. وكانت المملكة العربية السعودية قد نظمت حفلا لأم كلثوم في مطلع العام الجاري ضمن فعاليات “شتاء طنطورة”، استخدم فيه المنظمون الهولوغرام وقدموا من خلاله عدداً من أشهر أغنياتها، إلى جانب ظهور الراحل عبدالحليم حافظ في حفل في القاهرة قدم فيه أغنية مشتركة مع المطربة اللبنانية كارول سماحة.
وقبل ذلك بأعوام، وتحديدا سنة 2014، أقامت مصر حفلا في قلعة صلاح الدين لمجموعة من كبار مطربي الزمن الجميل، مثل أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وشادية وفريد الأطرش، بتقنية الهولوغرام ثلاثية الأبعاد.
يوضح الدكتور أحمد يسري المتخصص في علوم الليزر أن تقنية الهولوغرام لا تقتصر على نوع واحد، بل هناك عدة أنواع مثل الشريحي الرقيق، والحجمي السميك، ولكل نوع منهما استخداماته، ولا تقف التقنية عند إعادة تجسيد شخصيات قديمة، بل لها استخدامات أخرى في الأغراض الأمنية، مثل التأكد من بطاقات الائتمان.
ويضيف يسري أن الهولوغرام يشكل جزءًا كبيراً من مستقبل الذاكرة، لأن هناك شرائح هولوغرام ثلاثية الأبعاد مُتعددة الطبقات تم إنتاجها ستتمكن من تخزين الأحداث التاريخية بشكل ثلاثي الأبعاد، وهي الطريقة التي يعتقد علماء أن مخ الإنسان يستخدمها في تخزين المعلومات.