ذراع مزيفة للحصول على شهادة تطعيم دون لقاح

حكومة إقليم بيدمونت تدين محاولة طبيب أسنان خمسيني خداع الأنظمة والقوانين.
الاثنين 2021/12/06
الحادثة غير مقبولة مقارنة بالتضحيات لمحاربة الجائحة

روما – يواجه طبيب أسنان اتهامات جنائية في إيطاليا لمحاولة تلقي لقاح كورونا على ذراع مزيفة مصنوعة من السيليكون، ليحصل على شهادة تلقيح تضمن له الدخول إلى المنشآت العامة والأماكن المغلقة دون أن يتلقى التطعيم المضاد لفايروس كورونا، بيد أن حيلته باءت بالفشل وأثارت الكثير من الغضب لدى الأوساط الصحية والحكومية في إقليم بيدمونت، شمالي البلاد.

وقالت الممرضة فيليبا بوا، التي عالجته في مدينة بييلا الشمالية، إنها أدركت على الفور أن هناك خطأ ما عندما قدم الرجل الطرف المزيف للحقن، وقالت بوا لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية “عندما اكتشفت الذراع شعرت أن الجلد بارد ولزج وأن اللون فاتح للغاية”.

وأضافت الممرضة “في البداية اعتقدت أن ذراع الرجل البالغ من العمر 57 عاما قد بُترت وأنه أخطأ في إظهارها، لكنه رفع قميصه، ورأيت الطرف الاصطناعي المصنوع من السيليكون، واعترف بعد ذلك بأنه كان يرتدي ذراعا مزيفة عن قصد لتجنب التطعيم”.

وقالت الممرضة إنها في البداية شعرت بالأسى لأنها ظنت أن الرجل يملك طرفا اصطناعيا، ولكنها لاحقا تملكها الغضب عندما علمت من نفس الشخص أنها لم تخطئ، وأنه كان يريد الإفلات من التطعيم والحصول على شهادة اللقاح التي تضمن له الدخول إلى الحانات وأماكن الترفيه والدوائر الحكومية والسفر بين المدن.

وقد أعربت الممرضة عن غضبها من تصرف ذلك الرجل قائلة “في البداية كنت متفاجئة، ثم كنت غاضبة، وشعرت ببالغ الإهانة، إذ أنه لم يظهر أي احترام لذكائنا ومهنتنا، ولم أكن أتوقع أن أجد نفسي في مثل هذا الموقف رغم أنني أعمل في هذه المهنة منذ العام 1987 وقدمت خلالها آلاف الجرعات من اللقاحات المختلفة”.

ودانت حكومة إقليم بيدمونت محاولة الخمسيني خداع الأنظمة والقوانين، وجاء في بيان صادر عن رئيس الإقليم بيدمونت وعضو مجلس الصحة “تلك الحادثة رغم سخافتها، فإنها تعطي لفتة بالغة الخطورة وغير مقبولة مقارنة بالتضحيات التي يقدمها المجتمع لمحاربة جائحة فايروس كورونا المستجد”.

وفي مقطع مصور، أوضح رئيس حكومة بيدمونت، ألبرتو سيريو أن تلك الواقعة تعد “إهانة للنظام الصحي في الإقليم، وهو الأول من نوعه الذي نشهده على مستوى إيطاليا”.

وقد تقدمت الدائرة الصحية في مدينة بييلا بشكوى إلى مكتب المدعي العام المحلي لمقاضاة ذلك الرجل.

وتعد إيطاليا من الدول الأوروبية القليلة التي تشترط اللقاح أو فحص كورونا لم يمض عليه 48 ساعة أو التعافي من مرض كوفيد – 19 مؤخرا شرطا للدخول إلى المنشآت العامة والترفيهية واستقلال القطارات السريعة بين المدن.

وقال رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراجي إن إيطاليا تعزز إجراءاتها الصحية ضد فايروس كورونا “للحفاظ على ما أنجزناه هذا العام”، وإنقاذ عيد الميلاد.

ويذكر أن إيطاليا تعاني الآن من ارتفاع في إصابات كورونا بعد ظهور متغير أوميكرون، وأعادت السلطات في روما وعدة مدن أخرى في إيطاليا فرض الاستخدام الإلزامي للكمامة في مراكز المدن في محاولة للحد من العدوى في الفترة التي تسبق عيد الميلاد.

ووقع عمدة روما روبرتو جوالتيري مرسوما ينص على أنه حتى الحادي والثلاثين من ديسمبر سيكون ارتداء الكمامة إلزاميا في وسط العاصمة الإيطالية، حتى في الهواء الطلق، حسبما ذكرت صحيفة “المساجيرو” الإيطالية.

وأوضحت البلدية في بيان لها أن الكمامة بالنسبة إلى إدارة العاصمة هي “أداة أساسية للوقاية من العدوى”، لأنه أمر “باستخدامها في الهواء الطلق، وكذلك في الشوارع التجارية مع تدفق أعداد كبيرة من الناس”.

20