ذاكرة العدسة تستعيد أماكن من فلسطين في معرض فوتوغرافي نادر

معرض "فلسطين في الزمن الجميل" للمصور الفلسطيني الراحل خليل رعد يضم 75 صورة يمكن وصفها بأنها لوحات فنية رسمتها ريشة فنان.
الثلاثاء 2019/03/19
صور من الزمن الجميل
 

يحمل معرض للمصور الفلسطيني الراحل خليل رعد افتتح تزامنا مع احتفاء فلسطين بالقدس عاصمة للثقافة الإسلامية 2019، زائريه في رحلة بين صور تكشف لهم كافة أشكال الحياة قبل أكثر من مئة عام في فلسطين.

رام الله (فلسطين)- يعود معرض “فلسطين في الزمن الجميل” للمصور الفلسطيني الراحل خليل رعد بذاكرة زائريه إلى أكثر من مئة عام عبر صور باللونين الأبيض والأسود لجوانب من الحياة في أماكن مختلفة من فلسطين التاريخية.

ويضم المعرض الذي افتتح، منذ مساء الأحد، في قاعة المركز الثقافي الفرنسي الألماني في مدينة رام الله الفلسطينية، 75 صورة يمكن وصفها بأنها لوحات فنية رسمتها ريشة فنان.

وقال إيهاب بسيسو، وزير الثقافة الفلسطيني، إن “الصور التي يضمها هذا المعرض هي الدليل المادي بين أيدينا اليوم على أن فلسطين كانت تضج بكافة أشكال الحياة، وهذا يناقض تماما رواية الاستعمار التي حاول من خلالها شطب الوجود الفلسطيني عن هذه الأرض، فأطلق مقولته المزيفة ‘أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض‘”.

ويعتبر خليل رعد (1854-1957) ابن قرية بحمدون اللبنانية والذي انتقل إلى العيش مع عائلته في مدينة القدس، عميد المصورين الفوتوغرافيين العرب.

وأنشأ رعد في سنة 1890 أستوديو خاصا به في شارع يافا، قبالة أستوديو معلمه السابق المصور الأرمني جرابيد كريكوريان، واستمر في مسيرته كمصور حتى سنة وفاته، تاركا إرثا فوتوغرافيا هاما وجميلا. وتم اختيار صور المعرض من مجموعة كبيرة تزيد عن 3000 صورة التقطها رعد خلال مسيرته حيث أصبح الجزء الأكبر منها اليوم في عهدة أرشيف مؤسسة الدراسات الفلسطينية. وينظر إلى أرشيف رعد من الصور على أنه توثيق لمراحل تاريخية عاشتها فلسطين خلال فترة الحكم العثماني والانتداب البريطاني.

ووصف بسيسو الصور التي يضمها المعرض بأنها “أدلة دامغة نستطيع الاستفادة منها في الأبحاث والدراسات والأعمال الإبداعية المختلفة، وهذا ما اهتمت به مؤسسة الدراسات الفلسطينية، والكثير من المؤسسات الأخرى التي سعت للحفاظ على الأرشيف المادي الفلسطيني”.

إطلاق هذا المعرض والمهرجان يأتي بالتزامن مع احتفاء فلسطين بالقدس عاصمة للثقافة الإسلامية 2019، وأيضا عاصمة دائمة للثقافة العربية والإسلامية”

ويأخذ المعرض زائريه إلى ذلك الزمن الذي كانت ترسو فيه السفن في ميناء يافا، إلى عمال يقطفون برتقالها الذي اشتهرت به إضافة إلى صور لأفراد من الجيش العثماني وأخرى للانتداب البريطاني وأخرى لمواسم دينية في القدس. ومن بين الصور التي التقطها رعد زيارة الإمبراطور الألماني وليم الثاني للقدس عام 1898.

وينتقل زائر المعرض بين صور لبحيرة طبريا يرصد رعد خلالها عائلة تبحر في قارب وسط مياهها وأخرى لرجل يقف على ضفاف نهر الأردن قبل الانتقال إلى مدينة القدس، ويقدم منظرا عاما لما كانت عليه عام 1933 ويذهب بعد ذلك إلى مدينة بيت لحم.

وترصد عدسة رعد الزي الفلسطيني من خلال صور شخصية لرجال ونساء وأطفال في مطلع القرن العشرين في أماكن مختلفة من فلسطين. ويأتي هذا المعرض الذي من المقرر أن يستمر حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري ضمن فعاليات مهرجان الصورة الثاني الذي تنظمه “مؤسسة شغف” بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية وبدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية.

وقال بسيسو إن “إطلاق هذا المعرض والمهرجان يأتي بالتزامن مع احتفاء فلسطين بالقدس عاصمة للثقافة الإسلامية 2019، وأيضا عاصمة دائمة للثقافة العربية والإسلامية”.

24