دول عربية تطفئ الأنوار في ساعة الأرض لتضيء الحياة

الإمارات تسلط الضوء على أسلوب العيش المستدام، والمغرب يشعل الشموع في مدينة أعطت إسمها لنجمة في السماء.
الخميس 2019/03/28
بادرة رمزية للحفاظ على كوكبنا

على مدى الأحد عشر عاما الماضية تضامن العديد من الأشخاص من جميع أنحاء العالم معا للاحتفال كل عام بساعة الأرض، تعبيراً عن تضامنهم مع جهود التصدي للتغير المناخي، هذه المبادرة تساعد في تحقيق التزامات عالمية قوية للتصدي لهذا الخطر الذي ما زال يشكل تهديدا كبيرا لسكان الأرض جميعا، وستكون ساعة الأرض 2019 فرصة أخرى تشارك فيها الإمارات ومصر والمغرب والأردن للمساهمة في تغيير كوكب الأرض نحو الأفضل.

أبوظبي – تستعد عدة مدن عربية وعالمية السبت القادم، لإحياء الحدث العالمي “ساعة الأرض”، الذي يوافق السبت الأخير من مارس كل عام، من خلال إطفاء الأنوار، لمدة ساعة ما بين 8:30 إلى 9:30 مساء، بحسب التوقيت المحلي لكل دولة.

وتعد ساعة الأرض حدثا سنويا يهدف إلى رفع الوعي بخطر التغيرات المناخية وذلك من خلال تشجيع الأفراد والمؤسسات على إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة واحدة للمشاركة في عمليات إعادة التدوير وترشيد الاستهلاك.

وفي الإمارات العربية دعت جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة أفراد المجتمع إلى المشاركة في فعاليات مبادرة ساعة الأرض التي تركز هذا العام على تعزيز الوعي بأهمية البيئة والعمل على الحفاظ على التنوع البيولوجي في ظل انخفاض معدلاته بشكل غير مسبوق.

وبدأت حملة ساعة الأرض من مدينة سيدني الأسترالية عام 2007، واستخدمت المطاعم شموعا للإضاءة، وأطفئت الأنوار في المنازل والمباني البارزة تحت تنظيم الصندوق العالمي للطبيعة.

وبعد نجاح الحملة ومشاركة 2.2 مليون شخص من سكان سيدني، انضمت 400 مدينة إلى تظاهرة ساعة الأرض عام 2008، وكانت دبي المدينة العربية الأولى التي شاركت في هذه الفعالية ذلك العام، وتبعتها القاهرة في عام 2009 حيث تم إطفاء أنوار عدد من المعالم الأثرية، ثم تبعتها الرياض عام 2010.

ضرورة وعي الشباب بأهمية البيئة
ضرورة وعي الشباب بأهمية البيئة

ومن المتوقع أن يسجل هذه السنة رقم قياسي جديد حيث من المقرر مشاركة أكثر من 180 بلدا من مختلف أنحاء العالم لتسليط الضوء على الإجراءات التي من الممكن اتخاذها للحفاظ على البيئة.

وفي الإمارات ستركز ساعة الأرض على معدلات فقدان الموائل الطبيعية بجانب إلقاء الضوء على أهمية تبني أسلوب حياة مستدام سواء من خلال تقنين استخدام البلاستيك أو توفير الطاقة أو الحفاظ على موارد المياه، في الوقت الذي تحث فيه جمعية الإمارات للطبيعة جميع أفراد المجتمع على إحداث تغيير قد يبدو بسيطا في حياتهم اليومية إلا أنه من شأنه أن يسهم في حماية كوكب الأرض والمحافظة عليها لتستطيع الأجيال القادمة العيش في ظرزف مناخية سليمة. ولا تقتصر ساعة الأرض على إطفاء الأضواء في بادرة رمزية للحفاظ على كوكب الأرض فحسب، بل يمثل تأثيرها فرصة للمجتمع لإحداث تغيير إيجابي من خلال الانضمام إلى الملايين حول العالم للتوعية بأهمية الطبيعة كجزء أساسي من منظومة حياة الإنسان والحاجة الملحة إلى حمايتها.

وفي دبي تقام تظاهرة ساعة الأرض تحت شعار “تواصل مع الأرض” في ممشى مراسي في الخليج التجاري، وسيتم الاحتفال بهذه المناسبة من خلال مجموعة من النشاطات الترفيهية والاجتماعية، بهدف نشر الوعي البيئي وتعزيز ثقافة الاستهلاك الرشيد للكهرباء والمياه.

وأعلن الصندوق العالمي للطبيعة أن الاحتفال الرسمي بساعة الأرض في المغرب سيجري في ساحة الفدان بتطوان، للمرة الثانية على التوالي من أجل الحفاظ على الموارد المائية.

Thumbnail

وسيجري الاحتفال في مدينة يعني اسمها العتيق تطاوين “العيون”، وهي تتمتع بتراث مائي غني سيتم تثمينه خلال أسبوع من الاحتفالات حول الماء بالمدينة العتيقة والذي يبدأ يوم 22 مارس 2019، الموافق لليوم العالمي للماء، وينتهي يوم الـ29 من الشهر ذاته.

وتمثل مشاركة تطوان فرصة لتسجيل تسمية المدينة العتيقة تطاوين، التي تصنفها اليونيسكو تراثا عالميا، على قائمة أكبر المواقع والمآثر العالمية التي تطفئ أضواءها رمزيا في ساعة الأرض، وأيضا للاحتفال بكونها المدينة الوحيدة في العالم التي أعطت اسمها لنجمة في السماء.

وفي عام 2015، فازت تطاوين بمسابقة نظمها الاتحاد الفلكي الدولي لإعادة تسمية 14 نجمة و31 كوكبا يدور حولها.

وأضحى المغرب، الذي اقترح تسمية نجمة منظومة “أبسيلون أندروميداي” بتطاوين وتسمية الكواكب التي تدور حولها بأسماء ثلاثة من علماء الفلك الأندلسيين، البلد الوحيد في العالم الذي تحمل نجمة اسم إحدى مدنه.

ويتيح الوضع الفريد لتطاوين كـ”مدينة نجمة” هذا السنة، الاحتفال بساعة الأرض تحت شعار “لنطفئ الأضواء على الأرض ونشعلها في السماء”. تجدر الإشارة إلى أن اختيار إطفاء الكهرباء كرمز للمبادرة العالمية، يأتي انطلاقا من كون توليد الكهرباء من الأنشطة التي تؤثر سلبا على المناخ، لأنه في حال توليدها من وقود أحفوري سواء من ديزل أو فحم، فإن ذلك يصدر غازات ثاني أكسيد الكربون، أكبر غاز مؤثر على درجة حرارة الأرض.

Thumbnail

وستشارك مصر في المبادرة العالمية لإطفاء الأنوار من المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، إضافة إلى إطفاء الأنوار في عدد من المعالم السياحية المهمة بالمحافظات المصرية ومنها القلعة والأهرامات وأبوالهول وقلعة قايتباي وبعض المعابد الأثرية بالأقصر كالكرنك وبعض الفنادق الكبرى، ومشاركة الجهات المختلفة والمجتمع المدني والأفراد.

وأعلنت محافظة الإسكندرية أن المدينة ستحتفل بهذا الحدث البيئي العالمي، وقال المحافظ عبدالعزيز قنصوة إن اختيار هذا التوقيت راجع إلى قربه من موعد الاعتدال الربيعي لكوكب الأرض، والهدف الرئيسي منه مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ، وتوجيه الأنظار إلى أهمية التوعية بمخاطر هذه الظاهرة، كما يعد رسالة قوية للأجيال القادمة من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية، وترشيد استهلاك الطاقة وتقليص الانبعاثات لحماية البيئة‪ .

ويشارك في ساعة الأرض ما يقرب من 1.8 مليار نسمة من جميع أنحاء العالم، وانضمت مصر في عام 2009 إلى الدول المشاركة في المبادرة، حيث تم إطفاء أنوار عدد من المعالم الأثرية في مصر. وينضم الأردن للسنة الثانية عشرة على التوالي إلى الحملة العالمية ساعة الأرض من خلال فعاليات إطفاء الأضواء والسير على ضوء الشموع في منطقة جبل عمان وشارع الرينبو، كما تشتمل الفعاليات على توزيع الشموع على المشاركين وإضاءة الشعار الرسمي للحملة المعروفة بـ”60+” بالإضافة إلى عدة أنشطة توعوية لتسليط الضوء على خطورة التغيرات المناخية. وتهدف ساعة الأرض 2019 إلى تشجيع الأفراد والشركات والحكومات على الإسهام في جهود المحافظة على الطبيعة وتطوير الحلول اللازم اتخاذها لتوفير مستقبل مستدام وكوكب آمن وصالح للجميع.

وأظهرت نتائج بحث أجراه الصندوق العالمي للطبيعة مؤخرا في عشر من أكثر دول العالم التي تتميز بتنوع بيئي غني أن 40 بالمئة فقط من الأفراد يدركون أهمية الطبيعة والرابط بينها وبين تلبية احتياجات الحياة الأساسية كالغذاء والماء والهواء النقي.

20