دول تشجع على التطعيم ضد كورونا بالجوائز والحوافز

بذور ودراجات هوائية مكافآت للتصدي لشائعات منتشرة في الهند تفيد بأن اللقاحات قد تسبب تداعيات حادة مثل العقم أو الوفاة.
الخميس 2021/07/08
الإغراءات أفضل من العقوبات

نيودلهي ـ في مسعى لمواجهة عدم الإقبال على التطعيم ضد فايروس كورونا المستجد في المناطق الريفية بالهند تقدم السلطات الهندية العديد من الإغراءات المجانية التي تشمل الوقود والبذور والدراجات الثلاثية ومبالغ نقدية، لتشجيع المواطنين على أخذ اللقاحات.

وفي الوقت الذي تحاول فيه السلطات مكافحة الطفرة الوبائية الأحدث والأشد فتكا يريد المسؤولون تسريع وتيرة برنامج التطعيم ضد الوباء في أنحاء البلاد. وقد تم إعطاء مئات الملايين من الجرعات، ويتواصل السباق لتحصين الناس ضد الإصابة بالعدوى.

وبحسب ما أوردته صحيفة “التليغراف” يتم تشجيع رجال الأعمال والتجار على تقديم حوافز للزبائن الذين تلقوا التطعيم في منطقة ويست سينجبوم بولاية جهارخاند، شرقي البلاد.

كما بدأت محطة وقود منْح لتر مجاني من البنزين أو الديزل لأي زبون يقدم شهادة تثبت أنه تلقى اللقاح، ويقدم بعض أصحاب المتاجر خصما يتراوح بين 5 و10 في المئة للزبائن ممن تجاوزوا الخامسة والأربعين، وقد تلقوا التطعيم.

ويتلقى المزارعون الذين يأخذون التطعيم في المناطق الريفية عبوات مجانية من البذور. وفي بعض مراكز التطعيم يجري منح أصحاب الإعاقات البدنية دراجات ثلاثية عندما يتلقون اللقاح، بحسب ما نقل عن أنانيا ميتال نائب مفوض منطقة ويست سينجبوم.

وقال ميتال “الحوافز تساعدنا… أصبح الناس يقبلون على التطعيم بمعدل أسرع”.

وفي منطقة بيجابور بولاية تشاتيسجاره المجاورة نال من حصلوا على التطعيم كميات مجانية من الطماطم في أبريل الماضي، مما أدى إلى اندفاع المواطنين لتلقي اللقاح، حسب ما ذكرته صحيفة “هندوستان تايمز”.

ووضعت الحكومة الاتحادية في الهند برنامجا يقوم فيه الناس بتحميل صورهم وهم يتلقون اللقاح، وجرى وضع شعار، حيث يتم كل شهر منح أصحاب أفضل عشر مشاركات مكافأة قدرها 5000 روبية (67 دولارا).

ومن البذور إلى الدراجات الهوائية تسعى جميع هذه المحاولات إلى التصدي لشائعات منتشرة في الهند تفيد بأن اللقاحات قد تسبب تداعيات حادة، مثل العقم أو الوفاة، بعد عدة أشهر من تلقي اللقاح.

وأطلقت إدارات المناطق في “جارخاند” وولايات أخرى حملات توعوية مكثفة تستهدف المناطق الريفية والأحزمة القبلية، لشرح الفوائد المترتبة على تلقي اللقاحات.

وليست الهند وحدها التي تقدم حوافز لتشجيع المواطنين على التطعيم، ولكنْ تختلف بشكل كبير العروض التي تهدف إلى التصدي للخوف وعمليات التضليل المتفشية كثيرا في الدول الغنية والفقيرة على حد السواء.

Thumbnail

ويتم تقديم الجعة مجانا في الولايات المتحدة، والبيض دون مقابل في الصين، أما في تايلاند والفلبين فهناك فرصة للفوز ببقرة، بحسب تقارير إعلامية.

وذكرت صحيفة “ستريتس تايمز” السنغافورية أنه في مناطق أخرى من الفلبين تقدم مراكز التسوق أماكن انتظار السيارات وفطائر الموز مجانا لأي شخص يثبت أنه تلقى اللقاح، وتقدم مدينة أخرى في الفلبين 25 كيلوغراما من الأرز هدية أسبوعية لكل من تلقى التطعيم.

وأطلق حاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية، جافين نيوسوم، يانصيبًا بقيمة 116.5 مليون دولار لمن تم تطعيمهم ضد الفايروس. وتضمن البرنامج منح تذاكر لحضور فعاليات رياضية، ودروسا في رياضة ركوب الأمواج، ورحلة إلى “ديزني لاند”، وبطاقات هدية بقيمة 50 دولارا للبطاقة الواحدة، وذلك لتشجيع سكان الولاية على تلقي اللقاحات.

وقال الحاكم نيوسوم في بيان إن كاليفورنيا تعاونت أيضا مع شركاء من أجل تقديم المزيد من الحوافز التي شملت، على سبيل المثال، وجبات سريعة من مطاعم مثل “تاكو بيل” و”تشيبوتل”، وتخفيضات في أسعار الأدوات الرياضية من أندية مثل لوس أنجلس كليبرز وجولدن ستيت ووريرز.

وقررت مطاعم في دبي تقديم تخفيضات للأشخاص الذين تلقوا لقاحات فايروس كورونا بهدف تشجيع السكان على تلقي التطعيم في مدينة تسعى للحد من انتشار الوباء لكن دون أن تغلق أبوابها.

وقالت شركة “غايتس هوسبيتاليتي” التي تدير عدة مطاعم في دبي، في منشور عبر إنستغرام، إنها ستقدم “خصما بنسبة 10 في المئة للزبائن الذين تلقوا الجرعة الأولى، وبنسبة 20 في المئة لأولئك الذين تلقوا الجرعة الثانية”، شرط تقديم وثيقة تثبت تلقي اللقاح.

أما في هولندا فهناك أسماك الرنجة، التي تمثل طبقا وطنيا شهيا يقدم مع شرائح البصل الطازجة، للتشجيع على تلقي اللقاح. ويأمل المسؤولون أن يؤتي ذلك أُكله في إقناع المواطنين بضرورة تلقي اللقاح.

وفي استطلاع جرى في هولندا خلال يناير عام 2020 قال 40 في المئة من المشاركين إنهم لن يتلقوا اللقاح، وهو ما شكل مصدر قلق رئيسيّا للمعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة.

وفي حين عارض 14 في المئة من المشاركين تلقي اللقاح صراحة، تبنى كثيرون ضمن نسبة الـ40 في المئة نهج “لننتظرْ ونرَ”، بحسب ما ذكره أستاذ اللقاحات بجامعة جرونينجن أنكي هاكريد.

وفي الوقت الذي كان زعماء العالم يبحثون فيه فوائد عمليات التحفيظ للتشجيع على التطعيم دار في ألمانيا حديث في الاتجاه المعاكس بشأن فرض غرامات على من يتخلفون عن مواعيد التطعيم.

وقال ثورستن فراي، نائب رئيس الكتلة البرلمانية في الاتحاد المسيحي (المحافظين)، “يتعين على أي شخص يشعر بالاسترخاء، إلى درجة أنه لا يستطيع تحمل عناء التقاط الهاتف والقيام بنقرات قليلة لإلغاء موعد، أن يدفع تكاليف هذا الإلغاء”.

وكانت هناك اقتراحات تقضي بفرض غرامة تتراوح بين 25 و30 يورو (30 إلى 35 دولارا) لمن يتخلف عن موعد التطعيم.

فهل أثبتت العصا أنها أكثر فاعلية من الجزرة؟ هذا ما ستخبرنا به الأيام القادمة.

20