"دولة غزة".. مقال في صحيفة عبرية يشغل المغردين العرب

القاهرة - شغلت تغريدات تتحدث عن “قيام دولة غزة”، استنادا إلى تقارير إعلامية إسرائيلية، المغريدن العرب على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويدّعي بعض مستخدمي مواقع التواصل وجود مشاورات بين القاهرة وتل أبيب، فيما يسمى “الجزء الثاني من صفقة القرن”. وانتشرت الأخبار بصورة كبيرة.
وقال محلل الشؤون الإسرائيلية أحمد فؤاد أنور:
وأضاف في سلسلة تغريدات:
وتابع:
دقّقت منصة “متصدقش” في حقيقة التقارير المنسوبة للإعلام الإسرائيلي بأن هناك خطة لقيام دولة غزة لتوطين الفلسطينيين في سيناء. وذلك قبل أيام على إطلاق النار على الحدود المصرية والإسرائيلية.
وقالت المنصة، التي تقول عن نفسها إنها تحارب الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، إنّ هذه المعلومات المتداولة مضللة وغير صحيحة، موضحة أنه لا يوجد أي تقرير رسمي يشير إلى مشاورات بين مصر وإسرائيل حول منح أراضي سيناء للفلسطينيين، كما أنّ التقرير الذي استندت إليه التغريدات مجتزأ من سياقه.
وأضافت أن أصل هذه الأخبار يعود إلى مقال نُشر بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، بتاريخ الأول من يونيو 2023، لكاتب الرأي إيتان بن إلياهو، قائد القوات الجوية الإسرائيلية السابق، قدّم فيه ذلك الاقتراح، ما يعني أن الأخبار المنتشرة مجرد اقتراح نُشر في مقال رأي بالصحيفة، وليس أمرا رسميا تدرسه الحكومة الإسرائيلية.
وجاء المقال بعنوان “لنتحدث للحظة عن رؤية دولة غزة”.
وخلال عرضه فكرته، قال الكاتب إن قطاع غزة به المقومات التي تجعله دولة مستقلة، مثل عدد السكان (نحو مليوني نسمة)، ومعدل مواليد مرتفع للغاية، فضلا عن إمكانية إقامة ميناء تجاري بها، وتجفيف بعض المساحات من البحر لإنشاء مطار.
ورأى بن إلياهو في مقاله أنه يجب خلق دافع سياسي لمصر، للمساهمة في تحقيق تلك الرؤية، وأن تزيد مساحة قطاع غزة حتى يصل إلى مدينة العريش بشمال سيناء، ودعا الحكومات العالمية إلى دعم وتمويل ذلك المشروع.
وكانت مجلة “إسرائيل ديفينس”، المختصة بأخبار الجيش الإسرائيلي، قد نشرت في مايو 2023، تقريرا، اقترحت فيه فكرة شبيهة باقتراح بن إلياهو، وهي تسليم إدارة قطاع غزة إلى مصر، وأضافت أن مصر طرف أكثر اعتدالا من حركة حماس التي تدير القطاع، ما يجعلها مناسبة أكثر للقيام بذلك الدور في غزة.
ومقترحات توطين الفلسطينيين بسيناء قديمة، وتكررت أكثر من مرة، لكن مصر نفتها دائما، وقد سبق لرئاسة الجمهورية في فبراير 2017، أن اعتبرت التقارير الإعلامية التي تحدثت عن وجود مقترحات لتوطين الفلسطينيين في سيناء ضمن خطة أكبر لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيلية، تهدف إلى إثارة الفتنة وزعزعة الثقة في الدولة، حسبما نقل موقع “سي.أن.أن”.
وأكّد حينها المتحدث الرئاسي السابق باسم رئاسة الجمهورية علاء يوسف، أن ما تم ترديده مؤخرا عبر وسائل الإعلام بشأن وجود مقترحات لتوطين الأخوة الفلسطينيين في سيناء، هو أمر لم تسبق مناقشته أو طرحه على أي مستوى من جانب أي مسؤول عربي أو أجنبي مع الجانب المصري.
وقال “من غير المتصور الخوض في مثل هذه الأطروحات غير الواقعية وغير المقبولة، خاصة وأن أرض سيناء جزء عزيز من الوطن، شهد ولا يزال يشهد أغلى التضحيات من جانب أبناء مصر الأبرار”. ودعا يوسف إلى “عدم الالتفات إلى مثل هذه الشائعات”، مضيفا أنها “لا تستند إلى الواقع بأي صلة، ويثيرها البعض بهدف بث الفتنة وإثارة البلبلة وزعزعة الثقة في الدولة”. وتابع أن “من الأجدى مواصلة العمل على تعزيز وحدة الصف والتكاتف الوطني باعتبارهما السبيل الوحيد للتصدي لمثل هذه الشائعات”.