دولة المخبرين.. إيران تحارب "المنكر" بجيش رديف

طهران - بدأ حوالي سبعة آلاف مخبر باللباس المدني بين رجال ونساء، القيام بدوريات، الاثنين، في شوارع طهران لمحاربة “المنكر” خصوصا عدم ارتداء الحجاب حسب الأصول أو مضايقة النساء، حسب ما أعلن عنه قائد الشرطة في العاصمة الإيرانية.
الإيرانيات يحاولن التمرد على القوانين المتشددة التي تحرمهن من حريتهن في اللباس وفي اختيار المظهر الذي يرغبن في الظهور به في الشوارع وفي الفضاءات العامة ويحاولن الخروج من حلقة الزي الرسمي بكل الطرق ويعبرن عن رفضهن للتضييق على جميع حرياتهن ومكاسبهن بالتمرد ليس فقط على ارتداء الزي الرسمي الإلزامي بل بانتهاج سلوكات أخرى تعبر جميعها عن رفض واقعهن.
مهمة دوريات المخبرين المدنيين هي مراقبة سوء ارتداء الحجاب والأصوات الصاخبة ومضايقة النساء
لكن ما أعلنه قائد الشرطة في العاصمة الإيرانية عن تعيين مخبرين مدنيين يقومون بدوريات لمحاربة المنكر في طهران ينبئ بأن الطريق مازال طويلا وأن المسافة التي تحول دون الإيرانيين وحرياتهم طويلة.
كما أعلنت عن نظام جديد يسمح “للأشخاص الموثوق بهم” إبلاغ الشرطة عن هذه الجنح. وقد يكون هؤلاء الأشخاص من “المسؤولين في الإدارة أو في القوات المسلحة أو رجال شرطة بلباس مدني”. إن توسيع دائرة المراقبين إلى الأشخاص الموثوق بهم فقط من طرف السلطات الإيرانية والشرطة يدل على السعي الرسمي المحموم نحو المزيد من تضييق الخناق على الإيرانيين والسيطرة عليهم وتكبيلهم بالقوانين التي تسخر لتطبيقها موارد بشرية ومادية هامة بهدف خدمة أجندات سياسية ودينية معينة ترمي الحكومة والمحافظون ورجال الدين إلى تحقيقها بغرض إحكام قبضتهم على المجتمع وتكبيله بالقوانين والضغوط والرقابة حتى لا يتمكن من التعبير عن رفضه واحتجاجه لنمط المعيشة المفروض عليه حتى عبر اختيار اللباس أو ممارسة سلوك مرغوب فيه أو نشاطات ثقافية وفنية يمكن أن تشكل بداية الطريق نحو ثورة تقوض الأوضاع والحكم.
وعلق المواطنون الإيرانيون وخاصة منهم الشباب الطامح إلى الانفتاح وإلى متعة الحياة آمالا وطموحات كثيرة قبل الانتخابات الإيرانية في يونيو 2013 التي انتخب حسن روحاني رئيسا للبلاد على إثرها وكان اتصافه بأنه رجل دين معتدل إحدى أقوى النقاط التي تقف وراء فوزه بالانتخابات كما أن دعواته أثناء الحملة الانتخابية إلى المزيد من الانفتاح السياسي والاجتماعي خصوصا في ما يتعلق باحترام ارتداء الملابس بحرية جعلته يحظى بأصوات الناخبين الشباب التائقين إلى التحرر وإلى الحرية وإلى تحسين أوضاعهم المعيشية غير أن الواقع يكشف يوما بعد يوم أنه لا مجال لتحسن الأوضاع المعيشية ولا لكسب الحريات والحقوق التي يلهث وراءها المواطن الإيراني، ولم تتغير سياسات الدولة ونزعتها نحو فرض سيطرتها وتسيير شؤون البلاد والعباد بالقوة والدكتاتورية.