دواء جديد يحقق نتائج سريعة في خسارة الوزن دون آثار جانبية

أقراص الدواء تتفوق على الحقن المعروفة مثل "أوزمبيك".
الخميس 2025/04/17
الكبسولة تؤخذ صباحا مع كوب من الماء

يتم، حاليا، في المملكة المتحدة تجربة دواء جديد لإنقاص الوزن في شكل أقراص يطلق عليه اسم "سيرونا". ويساعد الدواء الجديد المرضى على خسارة ما يصل إلى 10 في المئة من أوزان أجسامهم في ثلاثة أشهر فقط، دون تسجيل أيّ آثار جانبية ضارة حتى الآن. ويشير الباحثون إلى أن هذا الدواء ربما يتفوق على حقن "أوزمبيك" الشهيرة التي تنتج آثارا جانبية منها الغثيان.

لندن ـ لطالما كانت أقراص إنقاص الوزن موضع جدل، فقد يسبب بعضها مشكلات هضمية مثل الإسهال. ولكن أقراص “سيرونا” الجديدة التي يتم تجربتها حاليا في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، تساعد المرضى على خسارة ما يصل إلى 10 في المئة من وزن أجسامهم في 3 أشهر فقط، دون تسجيل أي آثار جانبية ضارة حتى الآن.

وتؤخذ الكبسولة صباحا مع كوب من الماء، حيث تمتص السائل وتتمدد في المعدة خلال 30 دقيقة. وتشغل هذه الكتلة الهلامية مساحة في المعدة، ما يعزز الشعور بالشبع ويحد من تناول الطعام، ما يؤدي إلى فقدان الوزن. ومن أبرز نتائج التجربة، أن أحد المشاركين شهد انخفاض مؤشر كتلة الجسم من 37.7 (مؤشر يصنف ضمن فئة السمنة ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب ومجموعة من الحالات الصحية الأخرى) إلى 31.2 في غضون 12 أسبوعا فقط.

وأشار الدكتور آصف همايون، أخصائي الغدد الصماء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، إلى أن “سيرونا” يمثل جيلا جديدا من علاجات إنقاص الوزن، وهو مفيد خاصة لمرضى السمنة والمشاكل الصحية المرتبطة بها.

ومن جانبها، قالت الدكتورة كاميلا إيستر، الرئيسة التنفيذية لشركة أكسفورد للمنتجات الطبية (المصنّعة للكبسولة)، إن بيانات التجربة السريرية أكدت فعالية “سيرونا” في إدارة الوزن، حيث يعمل كحل مكمل لحقن إنقاص الوزن.

وشملت التجربة السريرية، التي استمرت ثلاثة أشهر، 9500 مريض يعانون من السمنة في مستشفيات المملكة المتحدة في جنوب شرق وغرب إنجلترا، ووجدت أن المشاركين فقدوا في المتوسط 3.6 كيلوغرام، أي حوالي 10 في المئة من وزنهم.

السمنة ليست مجرد مشكلة تتعلق بالمظهر الجمالي. بل إنها مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بكثير من الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى

كما أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا “سيرونا” استهلكوا 400 سعرة حرارية أقل يوميا دون أي آثار جانبية خطيرة.

وتخطط شركة أكسفورد للمنتجات الطبية لإجراء المزيد من الدراسات لتوسيع نطاق استخدام “سيرونا” في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مع التركيز على استخدامها كأداة مساعدة لفقدان الوزن إلى جانب النظام الغذائي والتمارين الرياضية.

ومع تزايد استخدام حقن إنقاص الوزن في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يحذر الأطباء من الآثار الجانبية مثل الغثيان وآلام البطن، بالإضافة إلى مشكلات هضمية وآلام في العظام.

ويعد الغثيان أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لدواء أوزيمبيك. وتشيع شكاوى الجهاز الهضمي عند استخدام أوزيمبيك. ويحدث هذا في أكثر من 10 في المئة من المستخدمين.

أصبح دواء أوزمبيك الذي يعالج السكري ويحفز فقدان الوزن، شائعا في عدد من الدول، لكن مع تزايد استخدامه دون الرجوع للأطباء، تتزايد المخاوف بشأن الآثار الجانبية التي قد تكون خطيرة، بل وربما مميتة في بعض الحالات.

ويعتبر الغثيان والتقيؤ والإمساك والإسهال والتعب من أبرز الأعراض التي تم الإبلاغ عنها، إلى جانب تقارير مرعبة حول سرطان الغدة الدرقية والتهاب البنكرياس وشلل المعدة وفقدان البصر. ولكن، هناك خطر جديد بدأ يثير قلق الخبراء والمرضى على حد سواء وهو فقدان السمع.

أقراص "سيرونا" الجديدة تساعد المرضى على خسارة ما يصل إلى 10 في المئة من وزن أجسامهم في 3 أشهر فقط

فقد أشارت تقارير إلى أن مستخدمي “أوزمبيك” يعانون من مشاكل سمعية، بما في ذلك أصوات رنين مؤلمة، وأصوات مكتومة تسبب الارتباك، وفي الحالات الأكثر شدة، فقدان السمع التام.

ويسعى خبراء الصحة والباحثون إلى أن تكون أدوية علاج السمنة خالية من الآثار الجانبية الضارة للصحة.

وحذّر تقرير حديث نُشر في مجلة “لانست” من أن السمنة ستتحول إلى أزمة صحية عالمية غير مسبوقة، حيث يُتوقع أن يعاني أكثر من نصف البالغين وثلث الأطفال والشباب من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2050. وأكد التقرير أن هذا الوضع سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات المبكرة وزيادة الأعباء الصحية والاقتصادية على أنظمة الرعاية الصحية حول العالم.

وفقاً للتقرير، فإن الفشل في التصدي للسمنة خلال العقود الثلاثة الماضية تسبب في تضاعف أعداد المصابين بشكل كبير. ففي عام 1990، كان هناك 731 مليون بالغ و198 مليون طفل وشاب يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، لكن الأرقام ارتفعت بشكل حاد لتصل حاليًا إلى 2.11 مليار بالغ و493 مليون طفل وشاب.

إذا لم تُتخذ إصلاحات سياسية عاجلة وإجراءات فعالة، فإن عدد المصابين سيقفز إلى:

3.8 مليار بالغ (ما يزيد عن 50 في المئة من السكان البالغين).

مجرد إنقاص قدر بسيط من الوزن بإمكانه أن يحسن المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة أو يقي منها

746 مليون طفل وشاب (نحو ثلث الفئة العمرية بين 5-24 عامًا).

ارتفاع السمنة بين الأطفال والشباب بنسبة 121 في المئة، ليصل عدد المصابين بها إلى 360 مليونًا.

وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف البالغين المصابين بالسمنة يعيشون في ثماني دول فقط، هي:

الصين (402 مليون شخص) والهند (180 مليوناً) والولايات المتحدة (172 مليوناً) والبرازيل (88 مليوناً) وروسيا (71 مليوناً) والمكسيك (58 مليوناً) وإندونيسيا (52 مليوناً) ومصر (41 مليوناً)

كما توقع التقرير أن ثلث الأطفال والشباب المصابين بالسمنة بحلول 2050 (نحو 130 مليونًا) سيتركزون في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مما سيؤدي إلى عواقب اقتصادية وصحية واجتماعية خطيرة.

ويشير خبراء “مايو كلينيك” إلى أن السمنة مرض معقد تزيد فيه كمية دهون الجسم زيادة كبيرة. ويؤكدون أن السمنة ليست مجرد مشكلة تتعلق بالمظهر الجمالي. بل إنها مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بكثير من الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى. قد يتضمن هذا مرض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليستيرول وأمراض الكبد وانقطاع النفس النومي وبعض أنواع السرطان.

ويرون أن هناك الكثير من الأسباب التي تجعل البعض يواجهون صعوبة في إنقاص الوزن. وتنتج السمنة عادةً عن عوامل وراثية وفسيولوجية وبيئية، بالإضافة إلى اختيارات النظام الغذائي والنشاط البدني وممارسة الرياضة.

ولكن ما يدعو إلى التفاؤل أن مجرد إنقاص قدر بسيط من الوزن بإمكانه أن يحسن المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة أو يقي منها. ومن العوامل التي يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن، اتباع نظام غذائي صحي وزيادة مستوى النشاط البدني وإدخال بعض التغييرات السلوكية.

15