دواء تجريبي يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب الوراثية بنسبة عالية

دواء إيلي ليلي واحد من عدة أدوية تخضع للاختبار لعلاج ارتفاع مستوى إل.بي (إيه) المسبب لأمراض القلب الوراثية.
الخميس 2025/04/03
هل يحيي دواء إيلي ليلي الأمل في الشفاء من أمراض القلب

شيكاغو (الولايات المتحدة) – أظهرت بيانات جديدة أن أعلى جرعة من عقار تجريبي طورته شركة إيلي ليلي نجحت في خفض كبير لأحد عوامل الخطر الوراثية المسببة لأمراض القلب ضمن تجربة في مرحلتها المتوسطة.

وأظهرت البيانات أن دواء ليبوديسيران خفض مستويات البروتين الدهني (أ) (لايبوبروتين إيه) أو إل.بي (إيه) 93.9 في المئة في المتوسط مقارنة بعلاج وهمي على مدى ستة أشهر بعد جرعة واحدة مقدارها 400 مليغرام.

وشملت الدراسة 72 مريضا في مجموعة تلقت جرعة العقار التجريبي بينما تلقى 69 مريضا علاجا وهميا. وبعد إعطاء جرعة ثانية من 400 مليغرام بعد ستة أشهر، شهد المشاركون انخفاضا بنسبة 95 بالمئة تقريبا على مدى 12 شهرا.

93.9

في المئة نسبة تخفيض دواء ليبوديسيران لمستويات البروتين الدهني في المتوسط مقارنة بعلاج وهمي على مدى ستة أشهر

ولم يتم الإبلاغ عن أي آثار سلبية خطيرة مرتبطة بتناول الدواء. وقال الدكتور ستيفن نيسن الباحث الذي قاد الدراسة، وهو طبيب قلب مخضرم في كليفلاند كلينيك، في مقابلة “لدينا دواء قادر على خفض مستوى البروتين الدهني (أ) بجرعات غير متكررة.”

وعرض نيسن النتائج في اجتماع الكلية الأميركية لأمراض القلب في شيكاغو. ونشرت أيضا في دورية “نيو إنغلاند” الطبية.

ودواء إيلي ليلي واحد من عدة أدوية تخضع للاختبار لعلاج ارتفاع مستوى إل.بي (إيه)، وهو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب التي تؤثر على نحو 1.4 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 64 مليونا في الولايات المتحدة.

وبخلاف البروتين الدهني منخفض الكثافة (إل.دي.إل)، وهو ما يسمى بالكوليسترول الضار الذي يمكن علاجه بالنظام الغذائي وأدوية الستاتين، لا توجد علاجات معتمدة لخفض مستوى إل.بي (إيه) وقليلون من يعرفون أنهم مصابون به.

وارتفاع مستوى إل.بي (إيه) يمكن أن يزيد بشدة من خطر الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات بتضييق الصمام الأبهري (الأورطي) إضافة إلى أمراض الشرايين الطرفية التي تحدث بتراكم دهون في الشرايين. وذوو الأصول الأفريقية هم الأكثر عرضة للخطر في هذا الصدد.

وبدأت شركة إيلي ليلي بالفعل مرحلة التجارب السريرية المتقدمة لاستخدام عقار ليبوديسيران. وقال نيسن إنه على الرغم من أن العقار التجريبي يقلل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية فإن هناك حاجة إلى تجارب واسعة النطاق لإثبات أن خفض مستوى إل.بي (إيه) يعمل بالفعل على الحد من النوبات القلبية وغيرها من مشكلات القلب والأوعية الدموية.

وسلطت دراسة حديثة نشرها موقع “نيوز ميديكال” الضوء على التفاعل المعقد بين الاستعداد الوراثي واختيارات نمط الحياة في تحديد مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية بين الشباب.

الأفراد الذين لديهم أنماط حياة غير مواتية ومخاطر وراثية عالية، واجهوا ظهورًا مبكرًا وبشكل ملحوظ لأمراض القلب

وأكدت أن تعديلا يمكن أن يحد من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة لدى الأفراد ذوي القابلية الوراثية العالية.

وفي حين استقرت معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية، أو انخفضت أخيرًا بين كبار السن، كان هناك ارتفاع مثير للقلق في الإصابة بتلك الأمراض بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عامًا.

ويسلط هذا التحول الديموغرافي الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة مشاكل صحة القلب والأوعية الدموية المبكرة، التي تتأثر بالعوامل الوراثية والبيئية.

وركزت الدراسة، التي أجريت مع مشاركين من بنك كادوري الصيني للبيولوجيا، على تقييم كيفية تفاعل عوامل نمط الحياة مع الاستعداد الوراثي للتأثير في نتائج الأمراض القلبية الوعائية.

وضمت المجموعة أكثر من 100 ألف صيني بالغ تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عامًا، تم اختيارهم بناءً على ملفاتهم الجينية وغياب تاريخ الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية سابقة.

وقيّم الباحثون أنماط حياة المشاركين من خلال الدراسات الاستقصائية والفحوصات البدنية، وتصنيفهم إلى مجموعات على أساس صحة عاداتهم المفضلة والمتوسطة وغير المفضلة.

وكشفت الدراسة أن الأفراد الذين لديهم أنماط حياة غير مواتية ومخاطر وراثية عالية، واجهوا ظهورًا مبكرًا وبشكل ملحوظ لأمراض القلب التاجية والسكتة الإقفارية والنزف داخل المخ، مقارنة بأولئك الذين لديهم أنماط حياة أكثر صحة، واستعداد وراثي أقل.

وتؤكد النتائج الدور المحوري لتعديلات نمط الحياة في التخفيف من مخاطر الأمراض القلبية الوعائية، خاصة بين الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي.

15