دمى عالم سمسم تعلّم أطفال المخيمات مواجهة الأزمات

ورشة سمسم الأميركية دشنت شخصيتي التوأمين الدميتين بلغة الروهينغا، في إطار برنامجها الإنساني "العب لتتعلم" لدعم أطفال الروهينغا الذين هربوا من الاضطهاد في ميانمار.
الجمعة 2021/01/29
نور وعزيز صارا قدوة أطفال الروهينغا اللاجئين في بنغلاديش

انضمت شخصيتان جديدتان إلى السلسلة التعليمية الشهيرة “شارع سمسم”، التي تحافظ على مجدها وجمهورها منذ أكثر من خمسين عاما، في مهمة تهدف إلى تعليم الأطفال بمخيمات اللاجئين من الروهينغا ببنغلاديش كيفية التغلب على الصدمات والضغوط وبناء التعافي من الأزمات.

دكا – صار التوأمان نور وعزيز بالنسبة إلى معظم مئات الآلاف من الأطفال الذين يعيشون في أحد أكبر مخيمات اللاجئين في العالم، والكائن في جنوب شرقي بنغلاديش، من أول الشخصيات التي يرونها على شاشات التلفاز، والتي تماثلهم في الشكل وطريقة الحديث.

نور وعزيز هما أحدث شخصيات دمية “الموبيت” التي تقدمها ورشة سمسم، وهي معهد تعليمي غير هادف للربح، مرتبط “بشارع سمسم” وهو عرض تليفزيوني للأطفال يرجع تاريخه إلى نصف قرن من الزمان.

وشارع سمسم هو سلسلة تلفزيونية أميركية عرضت لأول مرة في عام 1969 من بطولة دمى متحركة من ابتكار جيم هنسون، تهدف إلى تعليم الأطفال الألوان والأرقام والحروف بطريقة ممتعة ومفيدة.

وتمّ تقديم هذين التوأمين في إطار جهود ترمي إلى المساعدة على تعليم الأطفال في مخيمات اللاجئين، خاصة في ظل تفشي جائحة فايروس كورونا التي أدت إلى تعطيل التعليم بسبب إغلاق المدارس.

وذكرت نشرة صحافية أن التوأمين سيظهران في وسائل إعلامية تعليمية موجهة بلغة الروهينغا، يتم توزيعها على الأسر، من بينها كتب الحكايات وأشرطة فيديو ولافتات ومقاطع مسموعة.

ودشنت منظمة ورشة سمسم الأميركية شخصيتي التوأمين الدميتين بلغة الروهينغا، في إطار برنامجها الإنساني “العب لتتعلم” لدعم أطفال الروهينغا الذين هربوا من الاضطهاد في ميانمار.

وقالت شازية زمان، رئيسة برنامج “العب لتتعلم” التابع لمشروع براك، وهي منظمة تنموية أهلية ببنغلاديش مشاركة لورشة سمسم، “نحن نستهدف إدخال تغييرات اجتماعية إيجابية من خلال التعلم”.

وأضافت “إننا نطور موادّ مختلفة باستخدام التوأمين الدميتين، حيث يعتقد الأطفال الذين يعيشون في المخيمات أنهما نموذجان يستحقان الاقتداء بهما”.

وعبَر نحو 750 ألفا من مسلمي الروهينغا – قرابة نصفهم من الأطفال – الحدود هاربين إلى بنغلاديش، وذلك بعد أن شنت ميانمار ذات الأغلبية البوذية عمليات قمع عسكرية في أغسطس 2017. ومنذ ذلك الحين يعيش أكثر من مليون مسلم من الروهينغا داخل مخيمات في بلدة كوكس بازار الكائنة جنوب شرقي بنغلاديش.

ووفقا لزمان فإنه يتم استخدام الشخصيتين الجديدتين بالإضافة إلى المواد التعليمية في حملات النظافة والوقاية، التي تم إعدادها بشكل خاص لمواجهة كورونا.

والشخصيتان الجديدتان إلى جانب أصدقاء شارع سمسم المعروفين، مثل إيلمو ووالده لوي، سيظهران في مقاطع فيديو لدعم برامج التعليم التي تهدف إلى تحقيق أهداف اجتماعية إيجابية، إلى جانب تعلم الرياضيات والعلوم ونشر المعلومات حول الصحة والسلامة، كما تقول ورشة سمسم في نشرة صحافية أصدرتها مؤخرا.

مشروعات تهدف إلى مساعدة الأطفال على التعامل مع التجارب المؤلمة
مشروعات تهدف إلى مساعدة الأطفال على التعامل مع التجارب المؤلمة

ويبلغ عمر كل من نور وعزيز ست سنوات، ويفترض أنهما يعيشان في مخيم اللاجئين ببلدة كوكس بازار مع أسرتهما، وتحب نور أن تطرح الأسئلة والعثور على إجابات، بينما تؤدي الناحية الإبداعية لدى عزيز إلى التشويش على أفكاره أحيانا.

ولفتت شيري أوستن من ورشة سمسم إلى أن “نور وعزيز هما في قلب جهودنا لنشر تعليم مبكر وتعلم من خلال اللعب بين الأطفال، وهي جهود موجهة أيضا إلى مقدمي خدمة الرعاية الذين تأثروا بأزمة لاجئي الروهينغا، الذين ضربتهم بشدة الأزمة المزدوجة وهي التهجير وجائحة كورونا”.

وتابعت “سيجلب نور وعزيز إلى الأسر، القوى المؤدية إلى التغيير الإيجابي، والمتمثلة في التعلم عن طريق اللعب، في وقت هي بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى، وذلك بالاستفادة من جذور ثقافة الروهينغا الغنية بالإضافة إلى المعلومات الناتجة عن أبحاث مكثفة، وتراث متراكم من عائلات الروهينغا”.

وتعدّ الروهينغا أكبر تجمع سكاني بلا دولة في العالم، ولا يزال يعيش في ميانمار حوالي 600 ألف شخص من هذه الأقلية المسلمة، حيث يواجهون أعمال عنف مستمرة وأوضاعا من الفقر والقيود المفروضة على حرية التنقل.

وتهدف المشروعات إلى مساعدة الأطفال على التعامل مع التجارب المؤلمة.

وأوضحت سارة بوشي المسؤولة في مؤسسة ليجو التي تدعم المشروع أيضا، أن “نور وعزيز لا يشاركان فحسب التجارب المماثلة مع الكثير من الأطفال الذين يجدون أنفسهم في مواجهة هذه الأزمة، بل سيساعدان أيضا هؤلاء الأطفال الصغار على التغلب على الصدمات والضغوط وبناء التعافي من الأزمات”.

كما دشنت ورشة سمسم كذلك مشروعات مماثلة للأطفال، الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان.

24