دعوة أممية للتحقيق في مقبرة جماعية لمهاجرين بجنوب غرب ليبيا

المفوض السامي لحقوق الإنسان يؤكد أن من حق ذوي من قتلوا أن يعرفوا الحقيقة، بعد اكتشاف جثة 65 مهاجرا.
الثلاثاء 2024/07/09
ليبيا أرض خصبة لمهربي البشر

جنيف - أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية، وندد في كلمة بالتطورات المتعاقبة والمثيرة للقلق في ليبيا.

وقال فولكر تورك أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "أطالب السلطات بالرد سريعا على استفساراتنا، والتحقيق في هذه الجرائم بشكل واف".

وندد بالانتهاكات "واسعة النطاق" ضد المهاجرين واللاجئين، وأكد أن من حق ذوي "من قتلوا أن يعرفوا الحقيقة".

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنه جرى في مارس اكتشاف جثث ما لا يقل عن 65 مهاجرا في مقبرة جماعية بجنوب غرب ليبيا.

وأفادت الوكالة الأممية وقتها بأن "ظروف وفاتهم وجنسياتهم لم تعرف بعد، لكن يعتقد بأنهم لقوا حتفهم أثناء عملية تهريبهم عبر الصحراء.

وبعد أيام من الحادثة، كشف تقرير أممي عن المحققين المفوضين من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بلدة بني وليد شمال غرب ليبيا أن "المهاجرين تعرضوا للاحتجاز والقتل والتعذيب والاغتصاب".

وأضافوا في التقرير أن 8 مهاجرين في الأقل تحدثوا عن وجود مقابر جماعية في البلدة، وهو ما أوضح المحققون أنهم يحتاجون إلى التحقق منه.

وكان المحققون قد أشاروا في تقرير صدر في أكتوبر الماضي إلى أن لديهم أدلة بارتكاب جرائم محتملة ضد الإنسانية وجرائم حرب في ليبيا.

وأكدوا أن العديد من الجرائم المزعومة ارتكبت بحق مدنيين ومهاجرين محتجزين في البلاد بعد محاولتهم السفر إلى أوروبا.

والأسبوع الماضي، ذكر تقرير تدعمه الأمم المتحدة أن المزيد من المهاجرين واللاجئين يخوضون رحلات خطيرة عبر أفريقيا للوصول للشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط. إذ يواجهون خطرا متزايدا بالتعرض لانتهاكات مثل الخطف وسرقة الأعضاء والتهديد بالابتزاز والتعذيب والاستغلال الجنسي والاسترقاق.

ويقول التقرير إن الطرق عبر الصحراء صوب الشمال من غرب وشرق أفريقيا أكثر خطورة بمعدل المثلين من الطريق الرئيسي عبر البحر المتوسط، الذي يتم توثيق ما يقع فيه من حوادث بشكل أفضل.

ويُعتقد أن أكثر من 800 شخص غرقوا في البحر هذا العام. ومنذ 2014 توفي أكثر من 23500 شخص على طريق البحر الأبيض المتوسط الرئيسي من تونس أو ليبيا أو مصر باتجاه إيطاليا ومالطا.

وقالت الدراسة، التي شاركت في كتابتها المنظمة الدولية للهجرة، إن عدد الأشخاص الذين يخوضون تلك الرحلات أكبر مما ورد في تقرير سابق قبل أربع سنوات، وأشارت إلى بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تونس والتي أظهرت زيادة بأكثر من 200 بالمئة في عدد الوافدين في عام 2023 مقارنة بعام 2020.

ويذكر أنه بعد أكثر من عقد على الاضطرابات منذ إطاحة معمر القذافي ومقتله عام 2011، تحوّلت ليبيا إلى أرض خصبة لمهربي البشر الذين لطالما اتُّهموا بارتكاب انتهاكات بحق المهاجرين.

وخاض مئات الآلاف من المهاجرين الآملين في الوصول إلى أوروبا الرحلة خلال السنوات الأخيرة عبر ليبيا، حيث ازدهر تهريب البشر كتجارة مربحة.

واستفاد مهربو البشر من الفوضى في الدولة الغنية بالنفط، فقاموا بتهريب المهاجرين من خلال الحدود الطويلة لليبيا مع ست دول. وكدسوا المهاجرين اليائسين على متن زوارق مطاطية ومتهالكة ثم أرسلوهم في رحلات خطرة عبر البحر المتوسط.