"درب زبيدة" موقع تراث عالمي عابر للعراق والسعودية

الرياض - انطلقت السبت في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ورشة العمل الثالثة للتحضير لخطة إدارة موقع “درب زبيدة” كموقع تراث عالمي مشترك عابر للبلدان، وتستمر حتى التاسع من نوفمبر الجاري بمشاركة 30 خبيرا من السعودية والعراق.
ويعد موقع “طرق الحج: درب زبيدة” أول موقع عابر للبلدان في الوطن العربي يتم ترشيحه للإدراج على قائمة التراث العالمي، وهو موجود حالياً على القوائم التمهيدية لكل من السعودية والعراق.
ويمثل درب زبيدة في منطقة الحدود الشمالية قيمة تاريخية كبيرة بوصفه طريقًا للحجاج والتجارة في عصور الإسلام القديمة، حيث يعد من أشهر الطرق التي استخدمت لنقل الحجاج من العراق وبعض أجزاء منطقة الشام إلى الديار المقدسة، ولا تزال أطلال الدرب باقية إلى اليوم.
وخطط مسار الطريق بطريقة علمية وهندسية فريدة، وأقيمت على امتداده المحطات والاستراحات، ورصفت أرضيته بالحجارة في المناطق الرملية، وهناك علامات ومواقد توضع مساء على الطريق ليهتدي بها المسافرون، فمنذ بداية الدولة العباسية أمر الخليفة أبو العباس السفاح بإقامة الأميال (أحجار المسافة) والأعلام على طول الطريق من الكوفة إلى مكة.
وسمي طريق الحج من العراق إلى مكة المكرمة بـ”درب زبيدة” نسبة إلى السيدة زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور زوج الخليفة هارون الرشيد، وذلك لجهودها الخيرية وإصلاحاتها المتعددة على امتداد الطريق.
ويعود إنشاء الدرب إلى ما قبل الإسلام، لكن زادت أهميته مع بزوغ فجر الإسلام عندما بدأ يزدهر منذ بداية عهد الخلافة الراشدة والفترة الأموية، وبلغ ذروة ازدهاره في عصر الخلافة العباسية الأولى، حيث أنشئت فيه المحطات والاستراحات وحفرت البرك وشقت القنوات وأقيمت السدود والحصون والقلاع والاستحكامات، بغية تأمين الحجيج على طول هذا الدرب من بدايته في الكوفة إلى الديار المقدسة.
ويقطع درب زبيدة أراضي محافظة رفحاء من الشمال إلى الجنوب، وتنتشر على طوله العديد من المواقع والمنشآت الأثرية مثل الآبار والبرك، ومنها: بركة الظفيري التي تقع على مقربة من حدود المملكة مع العراق، وتحيط بها بعض الكثبان الرملية من جميع الجهات، وبركة العمياء التي سميت بذلك لأن بركتها لا ترى الماء إلا نادرا على الرغم من غزارة الأمطار الساقطة، وتقع شمال محافظة رفحاء، وبرك القاع التي تقع شمال شرقي رفحاء.
يذكر أن المواقع العابرة للبلدان هي ممتلكات متسلسلة تتكون من جزأين أو أكثر، وتعكس قيمة عالمية استثنائية بشكل عام، وتقع في أراضي الدول الأطراف المعنية وليست بالضرورة ذات حدود متجاورة.